facebook
twitter
Youtube
Ammon on Apple Store
Ammon on Play Store
مواعيد الطيران
مواعيد الصلاة
rss
  • اخر التحديثات
  • الأكثر مشاهدة




التحصين من أخطار الإعلام المعادي


د. تيسير المشارقة
24-02-2018 11:36 AM

كتب الباحث والخبير في الشؤون الإسرائيلية عادل شديد تدوينة مهمة في صفحته على الفيسبوك تقول التالي: ((ليس مهماً للإسرائيلي ماذا سيقول على الفضائيات العربية، بل المهم له مجرد ظهوره على الفضائيات العربية ومخاطبة ملايين العرب، والأهم من ذلك كله له في تقبل العرب ذلك وكأنه أمر طبيعي)).

التعامل مع إعلام الأعداء والخصوم يعني النظر والبحث في أكثر من ثلاث زوايا وهي: أولاً: كيف نتعامل مع تصريحات العدو من خلال منابرنا الإعلامية؟ ثانياً: كيف نتعامل من المحتوى الإعلامي الوارد في إعلام العدو أو الخصم؟ ثالثاً: كيف نصرّح لوسائل إعلام العدو إذا ما أُجبرنا على ذلك؟ ـ

بالنسبة لتصريحات الأعداء عبر وسائلنا الإعلامية، ينبغي النظر إلى ذلك وكأنه نوع من "التطبيع الإعلامي". ومقاطعة العدو تفترض مقاطعته في العديد من جوانب الحياة ومنها الإعلامية والتعليمية والثقافية. ولا يجوز أن تنطلي علينا مقولة "الرأي والرأي لآخر" و "الموضوعية" و "الحيادية"(التي تسوّقها بعض الفضائيات العربية ومنها "الجزيرة"). ـ

من الضروري النظر إلى محتوى وسائل الإعلام بمختلف أشكاله (تقليدي أو حديث) وأصوله ومنابته (الجهات التي تدعمه) من خلال "نصف عين مغمضة"، أي عدم تصديق هذه الوسائل ورفض موافقتها على كل ما تقول. وبالتالي، فإن هناك أهمية للعقل النقدي والتعامل النقدي مع الأحداث ومصادر الأخبار والمعلومات ومع المحتوى الإعلامي أياً كان، حتى لو كان حليفاً. لا يجوز التعامل بعقلية "الساذج المغفل" مع المحتوى الإعلامي، فالإعلام في أوقاتنا المعاصرة مُنقاد من جهات متعددة. والمحتوى الإعلامي غير مقدّس.ـ

تقوم بعض المحطات العربية بنقل إعلامي حرفي عن وسائل الإعلام الإسرائيلية (والتركية والإيرانية). ومن أفواه قيادات احتلالية مباشرة، وفارسية وعثمانية جديدة. ضف على ذلك استضافة الناطقين باسم الاحتلال الإسرائيلي والناطقين باسم تركيا وإيران للتحدث إلى الجمهور العربي. ونحن نرى أن استضافة فضائيات عربية مُتحدّث صهيوني (العدو الرئيس) قمة في الهبوط الإعلامي والأخلاقي وموافقة على الرواية الصهيونية. النقل المباشر والحرفي لمحتويات الإعلام المعادي [دون تعليق أو تفنيد أو تصويب أو تكذيب] يُحول إعلامنا إلى أبواق تكرار لدعاية العدو.ـ

العرب المعاصرون وعلى رأسهم (المملكة العربية السعودية، ودولة الإمارات العربية المتحدة، وجمهورية مصر العربية) يواجهون ثلاث دول إقليمية (إسرائيل وتركيا وإيران) لديها مشاريعها التوسعية والقومية. والعروبيون يراوحون مكانهم ومرتبكون في التعامل مع هذا المثلث المعادي "مثلث برمودا" في المشرق العربي؛ الذي هو مثلث موت وتوسعي على حساب العرب. ولا رادع للأعداء والخصوم وهم: عدو رئيس هو(إسرائيل)وخصمين (إيران وتركيا). ويضخ هؤلاء دعاية مضادة للعرب والعروبة بمقادير متعددة ولغات ثلاث مترجمة للعربية بشكل حرفي دون توضيح أو تعليق، مما يجعل الأثر الدعائي في نفوس العرب بالغ الأثر. فقد بات العربي بفضل هذه الدعاية يشك في هويته الثقافية وعروبته.ـ

ويخضع العربي اليوم لعشرات المواقع الإعلامية والفضائيات الناطقة العربية المنطلقة برعاية إسرائيلية وفارسية وتركية، مما يعني أن العربي يواجه حملة دعائية موجّهة وعمليات غسيل دماغ جماعي وحرب نفسية وحرب دعائيةـ إعلامية عنيفة وأصولية وطائفية.ـ

الفضائيات الفارسية والطائفية الشيعية الناطقة بالعربية تتكاثر مع الزمن وكذلك تقوم العاصمة الإيرانية (طهران) باستقطاب المثقفين والإعلاميين لصناعة فضائية عربية تنطق بضمير إيراني فارسي. وكذلك تقوم العاصمة التركية (أنقرة) باستقطاب الإعلاميين العرب وجلبهم إلى تركيا لتأسيس فضائيات تركية جديدة ناطقة بالعربية، وقامت إسرائيل باختراقات إعلامية من خلال اباطرتها الكبار: روبرت ميردوخ ، وديفيد كيمخي، وحاييم سابان.ـ

ختاماً ومثالاً على التعامل مع وسائل الإعلام الصهيونية، إدلاء بتصريح لهذه الوسائل من مناضلين وثوريين (في النهاية يتم فبركة وإعادة تصنيع الأقوال لتخدم أغراض القناة الدعائية).ومثالنا هو "أحلام التميمي في القناة الإسرائيلية الأولى": ابتسمت الأسيرة المحرّرة أحلام التميمي أمام الصحفي الإسرائيلي وأمام المشاهدين للتلفزيون الإسرائيلي (القناة الأولى) ، ابتسمت وهي تشرح له كيف قامت باستطلاع (مطعم سوبارو) لتمكين الانتحاري (الاستشهادي) من تفجير نفسه في المكان بمن فيه. قالت التميمي إنها مكّنت الانتحاري من الموت والذهاب إلى الجنة. ولما سألها الصحفي الإسرائيلي كم طفل قُتل في المطعم، قالت: " ثلاثة أطفال"، وابتسمت، ولكن الصحفي صحّح المعلومة وقال لها "قُتل ثمانية أطفال".. كرّرت أحلام التميمي وراء الصحفي "ثمانية " وابتسمت ابتسامة عريضة ملأت الشاشة.ـ





  • لا يوجد تعليقات

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة عمون الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة عمون الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم : *
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق : *
بقي لك 500 حرف
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :