facebook
twitter
Youtube
Ammon on Apple Store
Ammon on Play Store
مواعيد الطيران
مواعيد الصلاة
rss
  • اخر التحديثات
  • الأكثر مشاهدة




السرقات البحثية واستكتاب البحوث والرسائل الجامعية


أ. د. انيس الخصاونة
25-02-2018 01:16 AM


العمل البحثي في المؤسسات الجامعية والمراكز البحثية المتخصصة يعول عليه كثيرا ويشكل منطلقا هاما في مسعى المجتمعات نحو الرفعة والتقدم. والبحوث التي نتحدث عنها هنا هي تلك التي يتوفر فيها مقومات علمية رئيسية مثل الأصالة والمساهمة العلمية والسلامة المنهجية وخدمة المجتمع إضافة الى الحيادية والموضوعية من قبل الباحثين. والبحث العلمي ليس نشاطا موسميا يقوم به الباحث فقط لأغراض الترقيات والرتب العلمية كما هو واقع الحال في الأردن والعديد من الدول النامية ولكنه مسار متواصل قد يصرف الباحث جل حياته في سبر أغوار المجهول والبحث عن حلول لمشكلات تؤرق المجتمع .وحتى يؤدي البحث العلمي رسالته ويحقق غاياته لا بد من توفر الأمانة العلمية والحصافة والدقة في النقل والتوثيق من المصادر وتوخي النزاهة في تلخيص وتأويل ونقل ما كتبه الكتاب الآخرين ممن سبق وأن تناولوا الموضوعات محور البحث.
تجربتنا في الأردن في مجال البحوث العلمية وإنجازاتها تجربة وإن تغنى بها بعض الساسة من المتزلفين ممن يزينوا الامور لإسعاد المسؤولين وأولي الأمر فهي تجربة ليست سارة حيث يسودها العجز وقلة الانتاج العلمي وضعف مصداقيته والأسوأ من ذلك استشراء ظاهرة السرقات العلمية سواء في بحوث أعضاء هيئة التدريس أو طلبة الدراسات العليا. حالات متعددة تكتشف(وأخرى كثيرة يفلت أصحابها من اكتشاف سرقاتها) ويتم التحقيق فيها ويوجه انذار للسارق ويبقى على رأس عمله يدرس أعداد غفيرة من الطلبة وينمي فيهم قيم ويعلمهم اصول البحث العلمي وأخلاقياته في الوقت الذي يفتقدها هو وكما قالت العرب فاقد الشيء لا يعطيه. بعض أعضاء هيئة التدريس يتم إدانتهم بالسرقة العلمية ويخيروا بين الاستقالة أو العقوبة فيختارون الاستقالة على الفضيحة والعجيب في الأمر أن "حرامية البحوث" المستقيلون لا يلبثوا الا شهور قليلة ويتم تعيينهم في مواقع قيادية حساسة في الدولة ويا هملالي على الأمانة التي سيبدونها في إدارة المؤسسات الحكومية التي تبتلى بهم. قد نذهب لأبعد من ذلك لنقول ما يذهل المرء أن أحد رؤساء الجامعات الرسمية السابقين ممن كان ينظر على أعضاء الهيئة التدريسية بضرورة انجاز بحوث علمية حصيفة وموضوعية يقوم هذا الرئيس بتأليف بعض الكتب الجنسية الإيحائية علما بأنه غير مختص بهذا المجال والأسوأ في الموضوع أن هذا الكاتب يقوم بالنقل من مصادر أخرى دون توثيق وخصوصا من الانترنت بمعنى أنه يمارس السرقة العلمية ؟؟؟ والله أنه لشيء عجيب وصاعق أن ترى رئيس جامعة سابق يقوم بهكذا عمل مشين وقد كتب البعض عن هذه الفضيحة في الصحف ولم يستطع هذا الرئيس العتيد أن يرد على ذلك. أي قدوة يضعها هذا الرئيس لزملائه في المهنة ولطلبته في الجامعات!!!
رؤساء جامعات آخرون يسطون على المشاريع البحثية لأعضاء الهيئة التدريسية المدعومة من جهات دولية ويقحمون أنفسهم كمدراء لهذه المشاريع طمعا بالمال أو الرحلات الاستجمامية.

أما البحث العلمي في مجال الرسائل والأطروحات الجامعية فحدث ولا حرج عن تجاوزات مهمة وعن نقل حرفي وضعف في التوثيق وغياب الأمانة العلمية. من جانب أحر فإن وجود مكاتب متخصصة تقوم بكتابة الرسائل لطلبة الماجستير والدكتوراه مقابل الأجر المادي يضع ظلالا كثيرة وشكوك أكثر عن جودة البحوث ومدى أهلية هؤلاء الطلبة لنيل درجات علمية بموجبها. بعض هؤلاء الخريجين تراهم بعد تخرجهم يمارسون ذات السلوكيات غير العلمية في بحوثهم وبحوث طلبتهم. أعتقد بأن الحكومة ووزارة التعليم العالي وإدارات الجامعات يعلمون مدى استشراء ظاهرة السرقات العلمية في الجامعات ومراكز البحوث وأن الفساد البحثي هذا أعظم وأكثر ضررا من الفساد المالي والبيروقراطي .
البحث العلمي منصة انطلاق للرفعة والتطور في الدول التي تعرف قيمته وأهميته وهو في بلدنا إجراءات صورية للحصول على الشهادة أو الرتبة والمكتسبات المادية والوظيفية مما يشكل مسوغا لارتكاب الموبقات العلمية بسرقات البحوث كاملة أو مجتزأة .البحث العلمي في الاردن في وضع مأزوم وينبئ بمستقبل مظلم ومخرجات من الطلبة ممن يحملون الألقاب والشهادات والرتب المزورة مما ينذر بتدهور جامعاتنا وتراجع في جودة التعليم العالي . على رؤساء الجامعات أن ينشغلوا بقضايا البحث العلمي في جامعاتهم وكيفية وضع السبل الكفيلة بالحد من السرقات العلمية واستكتاب الطلبة لمكاتب وأفراد لإعداد البحوث ورسائل علمية مقابل الأجر المادي تؤهلهم للحصول على شهادات أكاديمية . نعم على رؤساء الجامعات أن يكرسوا جل وقتهم من أجل وقف هذا الانحطاط والتراجع الكارثي في مستوى وجودة الرسائل الجامعية ،وانتشار السرقات العلمية ،والمبادرة باتخاذ الإجراءات الكفيلة بإغلاق المكاتب الخاصة التي تمارس إعداد الرسائل الجامعية وإحالة أصحابها للقضاء لممارستهم التجهيل والإضرار بالمجتمع .على الرؤساء أن يتصدوا لمثل هكذا قضايا مهمة بدلا من انشغالهم بالسفر غير المفيد والمؤتمرات الصحفية الفارغة .





  • 1 الحل هو 25-02-2018 | 09:01 PM

    الحل هو إغلاق برامج الدكتوراة في الجامعات الأردنية وسحب الإعتراف بمثل هذه الشهادات الصادرة عن الجامعات العربية والجامعات المماثلة في أوروبا الشرقية وأسيا

  • 2 اكاديمي 26-02-2018 | 02:17 AM

    في جوائز صندوق البحث العلمي يتم ارسال الابحاث وعليها اسماء الباحثين فتغيب الموضوعية عن التقييم وتتدخل الاعتبارات الشخصية والاقليمية والجهوية والنتيجة افساد البحث العلمي

  • 3 اكاديمي 15-09-2018 | 03:41 AM

    د. انيس من أمن العقاب، استسهل المعصية



    هذا السلوك هو نتيجة حتمية للاستثناءات بداً من القبول في الجامعة، ثم الابتعاث على حساب الجامعة، فالتعيين في الجامعة ثم التدرج في المناصب


تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة عمون الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة عمون الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم : *
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق : *
بقي لك 500 حرف
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :