facebook
twitter
Youtube
Ammon on Apple Store
Ammon on Play Store
مواعيد الطيران
مواعيد الصلاة
rss
  • اخر التحديثات
  • الأكثر مشاهدة




هذا زهد الدولة بأبنائها


د. محمد عبدالكريم الزيود
27-02-2018 10:46 AM

لا أشكو أنا، ولكن هو جرح في اليد، يؤلمك وتغمض عينيك وتقول؛ لا بأس، فثمّة وجع أكبر في بلدنا.. لماذا هذا الزهد في أبناء الدولة ، الأبناء الذين أحبوها وعشقوا تفاصيلها وحملوا ذاك الحب النقيّ كالينابيع الصافية التي لم تلّوث ، حملوه في ضلوعهم وذهبوا آخر الدنيا ولم يطعنوا في خاصرة الوطن يوما ، لم يتبرؤوا من الوطن أمام الإعلام الماجور أو على أعمدة الصحافة التي تدفع مالا وثيرا لكل قلم حاقد ..

أبناء الدولة الغيارى أحفاد العسكر من تعاهدوا على " الدم والمصحف " لم يخذلوا الدولة يوما ، منذ "ثورة البلقاء" وحتى حمّى ثورات الربيع ..
كانوا يروا أن الدولة أكبر من كل الخلافات ، وأكبر من كل المناصب .
في الربيع العربي اجتمع الآلاف في سهول " بلعما" في حضرة الملك وولي العهد وقالوا كلمتهم : " الشعب يريد أبو حسين" .. راهنوا على ولائنا وقالوا ربما يتغيرون في ظل الشعارات ، وفي ظل من أراد لوي ذراع الدولة، ولكن الناس انحازوا إلى بدويتهم ونقائهم وتمسكوا بواسط البيت ، والذين لن ولم يقبلوا أن يمسّ .. وماذا كان المقابل يا ترى ، وكنا نرى المسيرات ونسمع الشعارات كيف كانت تهزّ وسط عمان وبقية المدن كل جمعة .
لم يقبلوا أن يكون الوطن موضع ابتزاز ، رغم أن مناطقهم الأكثر تهميشا ، والأقل خدمة ، والأكثر فقرا رغم كثرة المصانع والمشاريع والجامعات ، والأكثر تعليما رغم ضيق يد أهلنا ، ولكنه تعفف البدوي وأدبه رغم حاجته ، في لغة لا تفهمها الحكومات إلا الاستجابة لمن يرفع صوته ، ولمن يغلق شارعا ، أو من يحرّض ضدها أو ضد رموزها .
نحن فقراء ، في التنمية والمناصب ، في زهد الدولة بنا ، في زهدها بشاعر الأردن حبيب الزيودي الذي مات مقهورا منفيا بلا وظيفة في دارته في العالوك ، وكان قادرا أن يكتب ويشتم ويهجو ولكن أبت فروسيته ذلك ، وظل يكتب ويغني لعمان وللفرسان وللجيش وللشهداء ولقهوة أهله وللوطن الذي خذله حيّا وميّتا .
تأتي المناصب في بلادنا وتوزع الغنائم في كل موسم ، وتزهد الدولة بأبنائها ، فالساكتون لا حصص لهم ، ولا جوائز ترضية ، والتوزيع بلا أسس ، ولا تعرف لم أتى فلان ولم ذهب ، والكفاءة في عرف التوزير ليس شرطا عندما تفرض المحاصصة أو العلاقات شكل الحكومات .
هذي بلادنا نحبها ونعشقها بلا منّة ، ونفديها بالمهج والأرواح إن نادتنا ، وتشهد لنا القدس وجاراتها ، وتشهد لنا الميادين وساحات الكتائب ، وسنظل نحبها وندافع عنها ولكن في الحلق غصّة وفي الفم ماء والناس ملّت السكوت





  • لا يوجد تعليقات

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة عمون الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة عمون الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم : *
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق : *
بقي لك 500 حرف
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :