facebook
twitter
Youtube
Ammon on Apple Store
Ammon on Play Store
مواعيد الطيران
مواعيد الصلاة
rss
  • اخر التحديثات
  • الأكثر مشاهدة




بن لادن إذ يهدد الأردن من جديد?


رنا الصباغ
22-03-2009 11:39 PM

قبل أيام اتهم زعيم تنظيم القاعدة الإرهابي أسامة بن لادن زعماء ما يسمّى بدول "الاعتدال العربي" بالتواطؤ مع الحلف "الصليبي-الصهيوني" في الحرب الإسرائيلية على غزة, وأعلن أن الهجمة المقبلة لتحرير فلسطين ستنطلق من الأردن.

ففي تسجيل صوتي بثته قناة الجزيرة القطرية, قال الطريد الامريكي إن الطريق أمام الراغبين في تخليص "الأقصى" تكمن في دعم المجاهدين في العراق بكل ما يحتاجون إليه لكي يحرروا أرض الفدائيين ... حتى هزيمة الحليف الأكبر للصهاينة ثم ينطلقوا إلى الأردن حيث أنها أفضل وأوسع الجبهات".

وأضاف: "ومن الأردن تكون الانطلاقة الثانية إلى الضفة الغربية وما جاورها وتفتح الحدود بالقوة لاستكمال النقص في المقومات المطلوبة لكي يتم تحرير فلسطين كلها من النهر إلى البحر".

غالبية وسائل الإعلام الاردنية, حال مسؤولين أمنيين وحكوميين, لم يتوقفوا أمام تصريحات ابن لادن المتواري بين الحدود الباكستانية-الأفغانية لأنه, برأيهم, يتحدث من موقف ضعف وليس من موقف قوة, وهو غير قادر حتى على حماية نفسه.

ربما نسي ابن لادن أنه لا يوجد روافع لتنظيم القاعدة في الأردن, أو في الضفة الغربية. وتناسىّ أيضا حدود التعاون الأمني الوثيق بين الولايات المتحدة وأجهزة الاستخبارات العربية والأجنبية الحليفة, في حربها على الإرهاب منذ زلزلة 11/9/.2001 الجميع راكم خبرة خلال السنوات الماضية.

كذلك أغفل جملة متغيرات داخلية, إقليمية وعالمية باتت تعمل ضد القاعدة, بحسب تحليلات مسؤولين, خبراء أمنيين ومحللين في الفكر الجهادي.

ابن لادن اليوم أقرب لمن يعمل ضمن محاولة بائسة لإعادة كتابة نفسه وتعزيز صورته" في المنطقة بعد أن تلقت حركته الإرهابية ضربات موجعة في كل دول جوار الأردن بدءا من العراق, مرورا بالسعودية ودول خليجية أخرى, وانتهاء بسورية.

لوجيستيا, ابن لادن ورجاله غير قادرين على التحرك بحرية لإنشاء بنية تحتية في الأردن أو الضفة الغربية, أقلها لصعوبة التحرك بحرية لاستقطاب أتباع وتمويلهم.

أردنيا, لم تتمكن القاعدة من تنفيذ أي تهديد على الساحة المحلية الاردنية منذ تفجيرات فنادق عمان الثلاثية خريف 2005 بتدبير من الأردني أبو مصعب الزرقاوي, زعيم تنظيم القاعدة في بلاد الرافدين, والتي أودت بحياة 60 شخصا أغلبهم رجال ونساء وأطفال في حفل زفاف.

فالمنافذ الحدودية تحت رقابة متواصلة, فيما سنّت قوانين لمكافحة الإرهاب والفكر التكفيري. وهناك متابعات أمنية لنشاطات التكفيريين في الأردن- الذين يقدر عددهم بين 500 و 700 متعاطف- لكنهم يعملون من دون مرجعية فكرية أو تنظيمية قادرة على تحويلهم إلى مصدر تهديد حقيقي, بحسب خبراء أمن. غالبية المشتبه بدعمهم للقاعدة يستدعى بصورة متكررة أو يعتقل بين الفينة والأخرى كما تقف ضدهم غالبية مرجعيات التيار الإسلامي واسع النفوذ في الأردن.

إلى ذلك ساعدت المراجعة الأخيرة للشيخ عصام البرقاوي, الملقب بأبي محمد المقدسي, منظر الزرقاوي خلال منتصف العقد الماضي في إحداث جدل داخل صفوف الجهاديين بين مؤيد ومعارض. خروج الأخير من السجن ضرب خطاب ما تبقىّ من "زلم" الزرقاوي, الذي احتفظ لحين مماته بروح ثأرية ضد الأردن.

في الأثناء كثّفت الأجهزة الأمنية عملياتها الاستباقية لا سيما من خلال ذراعها الضاربة, "فرسان الحق" التي تأسست بداية 2006 ليعمل داخل وخارج الحدود مع العراق, ما وضع حدا كبيرا لتهديد القاعدة.

إقليميا تعمل جملة من الظروف الاستخبارية والأمنية ضد تنظيم القاعدة.

في الضفة الغربية, ساهم الجنرال الأمريكي كيث دايتون, بالتعاون مع الأردن, خلال العامين الماضيين, في تدريب القوات الأمنية والاستخبارية, لتعزيز سيطرة السلطة الوطنية الفلسطينية منذ سيطرة حركة حماس على قطاع غزة عقب انقلاب صيف .2007 ويبدو أن الأجهزة الأمنية "أثبتت موجودية" ضد حماس, إضافة إلى ضعف التنظيمات الإسلامية التي من الممكن للقاعدة أن تستعين بها هناك. ويقف الأردن هذه الأيام على "ركبة ونصف" في وجه أي خطر إرهابي قد يتسلل إلى الضفة الغربية, عمقه الاستراتيجي. وكذلك تفعل إسرائيل.

في العراق, ساهمت نجاحات عراقية وامريكية متتالية في قصم ظهر القاعدة هناك بعد أن تحولت بلاد الرافدين إلى مفرخة لتصدير الإرهابيين وتهديد دول الجوار عقب سقوط نظام صدام حسين عام .2003 أسس قائد القوات الأمريكية في العراق الجنرال ديفيد بترايوس بالشراكة مع أفراد عشائر سنية منتشرة في العراق كله "مجالس الصحوات" لتقاتل تنظيم القاعدة حتى طرده من العراق.

الهدوء التدريجي بدأ يعود منذ أطلق بترايوس خطة إشكالية عام 2007 لتعزيز قوات الاحتلال الامريكية ومساعدة رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي على بسط سلطته من خلال ضرب تنظيم القاعدة وجيش المهدي وغيره من المليشيات الدموية.

واليوم تدرس الإدارة الأمريكية الجديدة فكرة التوجه إلى المعتدلين في "طالبان" لصوغ شبه شراكه معهم لمحاربة المتطرفين داخل الحركة بينما تستمر المعركة ضد القاعدة على الحدود الباكستانية.

في سورية, ساهمت عمليات قامت بها القوات الأمريكية على الحدود مع العراق في ضبط خطوط إمدادات برية كان يستخدمها مقاتلو القاعدة من العرب للتسلل إلى العراق. كما أن إدارة أوباما أعادت الاتصالات مع دمشق لترطيب الأجواء المتوترة منذ سنوات, وقد توظف دمشق كرتا لتشديد المراقبة على الحدود مع العراق.

في السعودية تلقى تنظيم القاعدة ضربات موجعة خلال السنوات الماضية وهرب الكثير من نشطائه إلى اليمن, حيث أعلن مؤخرا عن دمج التنظيمين. اليوم باتت اليمن تواجه زيادة في نشاط تنظيم القاعدة وسط تحذيرات نائب رئيس الوزراء للشؤون الاقتصادية من تحول اليمن إلى صومال أخرى في حال توقفت المساعدات الخارجية.

وسيحتاج التنظيم الجديد المزيد من الوقت "للتفريخ" والتحول إلى مصدر تهديد للدول العربية الأخرى, هذا في حالة لم تنجح جهود استخبارية عالمية وعربية لضرب القاعدة في اليمن.0


rana.sabbagh@alarabalyawm.net

العرب اليوم.





  • لا يوجد تعليقات

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة عمون الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة عمون الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم : *
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق : *
بقي لك 500 حرف
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :