facebook
twitter
Youtube
Ammon on Apple Store
Ammon on Play Store
مواعيد الطيران
مواعيد الصلاة
rss
  • اخر التحديثات
  • الأكثر مشاهدة




الاستقواء على الدولة بالامريكان قوة أما الحديث عن الاصلاح هناك فجريمة


المحامي محمد الصبيحي
23-03-2009 02:00 PM

لم يكن سرا أن بعض رجال الدولة الاردنية لم يصلوا الى مناصبهم الرفيعة بحبل من كفاءاتهم وخبراتهم وانما بحبل من وزارة الخارجية الامريكية أستقووا به على الدولة أو على الاقل أوهموا الدولة بقدراتهم على خدمتها من خلال علاقاتهم وأتصالاتهم الامريكية , وكثير منهم كانوا يجاهرون بتلك العلاقات ويوحون لمن حولهم أنها سر قوتهم وفرصة المستقبل لمن يلتف حولهم .
لم تكن زيارتهم الى الولايات المتحدة الامريكية رحلة سياحية الى هاواي أو للفرجة على طاولة روليت في لاس فيجاس فقط وانما أيضا لمناقشة سياسات وبرامج خصخصة وبرامج أصلاح وديمقراطية .
لم يقل أحد أنه عيب وانما عبقرية وأحتراف سياسي في التعامل مع القوة الدولية الاولى في العالم وخدمة لمصلحة الوطن .
وحين يدعى أحد رموز المعارضة الاردنية الى واشنطن من قبل مؤسسة مستقلة أو حتى غير مستقلة للمشاركة في ندوة مفتوحة ويتحدث عن الاصلاح السياسي والديمقراطية يصبح الامر جريمة وأستقواء على النظام السياسي وخيانة للأسلام والمسلمين .
وحين سئل السيد سمير حباشنة وزير الداخلية الاسبق أثناء حوار مع ( صحيفة العرب اليوم بتاريخ 12\3\2009 ) عما طرحة د رحيل الغريبة في ندوة بواشنطن قال ( قد يقول قائل أن الدولة بحاجة الى أصلاح سياسي وأقتصادي طلبا للمزيد من التقدم وهذا أمر يتم في أروقة الدولة المختلفة ومن المعيب أن يبحث خارج تلك الاروقة ) كلام جميل لو كانت هذه هي السياسة العامة للحكومات والنظام السياسي بمجمله , ولكن وفي الوقت الذي كان فيه السيد سمير حباشنة وزيرا للداخلية ومن جاءوا بعده كانت طواقم المعهد الجمهوري التابع للحزب الجمهوري الحاكم في الولايات المتحدة , وطواقم المعهد الديمقراطي التابع للحزب الديمقراطي الحاكم الان تجوب منتديات وأحزاب الدولة الاردنية ومدنها وتدير حوارات حول الاصلاح السياسي وتشكل غرف مراقبة الانتخابات النيابية وتمول هي وغيرها من المؤسسات السياسية الاجنبية برامج تدريب المرشحات من النساء , ولم تقل وزارة الداخلية ولا رجال الدولة أصحاب المناصب الرفيعة في الحكم وخارجه أن ما يجري تدخل في الشؤون الداخلية الاردنية أو أن من المعيب مناقشة الاصلاح السياسي مع خبراء الحزب الجمهوري أو الديمقراطي الامريكي الذين أنهمروا علينا كالمطر !! أما حين يتحدث أحد قادة الحركة الاسلامية في ندوة هناك فان الامر يتحول الى عيب وربما طعنا في الظهر للدولة وأعانة للأعداء عليها .
في كل عام يدعى صحفيون وكتاب وسياسيون وبرلمانيون الى حوارات وورش عمل وبرامج تدريب تنظمها مؤسسات أمريكية ذات صلة بالادارة الحكومية , ولم نسمع أعتراضا من أحد هنا وانما كنا نسمع أصوات الحاسدين المتألمين من فوات فرصتهم في السفر وعدم الالتفات اليهم في الدعوات الامريكية السخية .
ما هو تفسير ما سبق ؟؟
هناك فرق بين دعوة كاتب صحفي وبين دعوة زعيم تنظيم سياسي معارض , فالاول طير منفرد مغرد وسيكتب ما يراه أو ما يستمال اليه بالاقناع أو بالاغراء , أما الثاني فله وجود على الارض في الشارع وفي القرية وفي المخيم ولديه تنظيم سياسي يحمل برنامجا , انهم يريدون من خلال الثاني فتح قناة للحوار لأستشعار أفاق المستقبل , وقراءة تأثير القوى السياسية القائمة على الارض في أستقرار المنطقة وتقدمها أما من خلال الاول فلا أكثر من خلق أنطباع أيجابي الى حد ما عن بلدهم وسياساتهم .
من هنا فان كثيرا من القوى المصلحية الانتهازية في الدولة يخشون أن تلتفت الادارة الامريكية عنهم الى الحوار مع القوى السياسية الموجودة بالفعل في الشارع وخاصة التي يهمها أستقرار النظام السياسي الاردني وبناء الدولة على أسس من التشاركية والدستورية , التشاركية من خلال أنتخابات نزيهة والحكم من خلال الدستور ومبادىء العدالة .
وهناك من يدرك أيضا أن الادارة الامريكية الجديدة في سعيها المحموم لتحسين صورة الولايات المتحدة في العالم العربي والاسلامي قد تبادر الى الحوار مع القوى الحقيقية في الشارع العربي الامر الذي يعطي المعارضة دورا أكبر في التأثير على السياسات المحلية ويحد من قدرة البطش السياسي لدى بعض الانظمة الاقليمية , ولذلك سنجد في كل دولة من يطلق الشبهات والتهم على أي حوار مباشر أو غير مباشر يجري بين المعارضة وبين أطراف في الادارة أو الاحزاب الامريكية .
وليس سرا أن هناك أشخاص وصالونات يهمهم بقاء الكوميديا السياسية الاردنية على ماهي عليه , فلا مؤسسات حكومية فاعلة ولا سياسات بعيدة المدى وفق برامج , ولا سلطة تشريعية رقابية قوية , ولا أحزاب قادرة على الوقوف على أرجلها , انه الوضع المثالي لنمو الطفيليات السياسية وتداول المنافع والمناصب وأقتسام الكعكة , وهو الوضع المثالي لبقاء الدولة كلها في نقطة وسط بين القوة والضعف لغاية في نفس يعقوب . .
ليس عيبا الحديث عن الاصلاح السياسي سواء جرى الحديث داخل المملكة أو خارجها وانما العيب أن يكون الخطاب داخل المملكة يختلف عن الخطاب خارجها , وكلنا يعرف من هم الذين يتحدثون عن الاردن بخطابين , الاول مفعم بالنفاق السياسي موجه للداخل والثاني طافح بالنقد السياسي موجه للخارج .
لايستطيع د غرايبة أو سالم الفلاحات أو حمزة منصور أو عبد المجيد الذنيبات أو أمجد المجالي أو منير حمارنة أن يتحدث في الخارج بما يشكل خروجا على الدستور , ولا يمكن أن نسمع بينهم من يستعين بالاجنبي لتغيير الدستور لأنهم يمثلون مؤسسات حزبية لها برنامج ورؤية يبدأ من أحترام الدستور وأعتباره قاعدة مشتركة للجميع , ومن هنا لاخوف من هؤلاء ان حاوروا أو تحدثوا في أي مكان وانما الخوف ممن لايربطهم برنامج غير مصلحتهم الوظيفية أو العائلية أو الاقتصادية .





  • لا يوجد تعليقات

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة عمون الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة عمون الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم : *
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق : *
بقي لك 500 حرف
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :