facebook
twitter
Youtube
Ammon on Apple Store
Ammon on Play Store
مواعيد الطيران
مواعيد الصلاة
rss
  • اخر التحديثات
  • الأكثر مشاهدة




الاخرون يحفظون اسرارنا ويكتبون تاريخنا


فهد الخيطان
24-03-2009 04:09 AM

*** من وثائق هيكل الى مقابلة الجلبي وكُتُب المؤرخين الاسرائيليين

عندما عرض الكاتب الصحافي محمد حسنين هيكل في برنامجه على قناة الجزيرة تفاصيل الموقف الاردني قبل حرب 1967 وبعدها اسرار الاتصالات الاردنية الاسرائيلية كان يعتمد على مصادر اسرائىلية وبريطانية اضافة الى ما توفر عنده من الارشيف المصري.

ومنذ يومين سمعنا من احمد الجلبي في مقابلته مع صحيفة الحياة اللندنية معلومات مثيرة عن لقاءاته مع مسؤولين اردنيين في لندن بعد هروبه من الاردن وصدور حكم بالسجن عليه في قضية بنك البتراء الشهيرة.

واذا شاء باحث اردني اليوم اجراء دراسة حول التاريخ السياسي الاردني فعليه ان لا يفكر بغير المصادر الغربية والاسرائىلية.

في الدول الديمقراطية والمتقدمة لا يمكن لمسؤول ان يعقد اجتماعا علينا او سرياً الا ويتم توثيقه لان آليات الحكم في تلك الدول تستوجب ذلك ويحاسب المسؤولون على قراراتهم وسياساتهم حتى وان غادروا مواقع المسؤولية.

لقد اعتمدت اسرائيل هذا الاسلوب كباقي الدول العربية ولم يكتف مسؤولوها بكتابة محاضر الاجتماعات وانما عمدوا في وقت مبكر الى تسجيلها بالصوت والصورة, ويذكر مؤلف كتاب »اسد الاردن« آفي شلايم ان الجانب الاسرائيلي سَجّل وصَوّر ونَقَل مباشرة احد لقاءات جلالة المغفور له الملك الحسين والوفد المرافق »زيد الرفاعي وفتحي ابو طالب« مع جولدا مائير.

في المقابل لا يحتوي الارشيف الاردني وثيقة واحدة عن اللقاءات السرية مع الجانب الاسرائيلي واعتقد ان غالبية اجتماعات المسؤولين الاردنيين مع نظرائهم الاجانب والعرب على مر العقود لم يتم توثيقها. كل ما لدينا بهذا الصدد تاريخ شفاهي تتعدد فيه الروايات.

وتكفي الاشارة هنا ان كل ما كُتِب عن تاريخ العلاقات الاردنية الاسرائيلية كان على أيدي اسرائيليين استندوا فيما صدر عنهم الى الارشيف الاسرائيلي واكتفوا بالمقابلات مع شخصيات اردنية لمطابقة الروايات لانهم لم يجدوا ارشيفا اردنيا, واذا كان هناك من وثائق قليلة فهي غير متاحة للباحثين.

كيف يمكن لدولة ان تدافع عن تاريخها وهي لا تملك ارشيفا حقيقيا ويحرص مسؤولوها حتى اليوم على عدم توثيق كلامهم?

هذا الوضع الشاذ ترك للاخرين مهمة كتابة تاريخنا

الاردن يمتلك افضل الاجهزة الاستخبارية القادرة على جمع المعلومات من الخارج والداخل, لكنه لم ينجح في توظيف هذه الميزة لتأسيس ارشيف وطني شامل . وحين نجد انفسنا وسط ازمة او مشكلة مع اي طرف نلتفت حولنا فلا نجد وثائق تسعفنا في الرد, ومع مرور الوقت نفقد الشخصيات التي عاصرت الاحداث من دون ان تدون مذكراتها.

هل لنا مخرج من هذا المأزق?

ربما لم يفت الوقت بعد وعلينا التفكير بأمرين لمعالجة المشكلة.

بالنسبة للتاريخ أقترح تأسيس هيئة وطنية للارشيف الاردني تتولى جمع الوثائق التاريخية وتدوين الروايات الشخصية وهذه مهمة تستحق ان ننفق عليها ما يتطلب من الاموال بدل الملايين التي سننفقها على دار الاوبرا.

لقد انجز الاستاذ الدكتور محمد عدنان البخيت في هذا الميدان الشيء الكثير وعلينا مواصلة المشوار لاكمال المهمة.

أما بشأن المستقبل فينبغي منذ اليوم ان يحرص المسؤولون على كل المستويات على توثيق اجتاعاتهم العلنية والسرية وحفظها للمستقبل كي لا تواجه الاجيال القادمة من الاردنيين المأزق الذي نواجهه اليوم.

fahed.khitan@alarabalyawm.net





  • لا يوجد تعليقات

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة عمون الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة عمون الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم : *
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق : *
بقي لك 500 حرف
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :