سيكون حديثي عن المرأة الاردنية في يوم المرأة العالمي مختلفا بعض الشيء ، سأتحدث عنها أما واختا وابنة للرجال، تلك المرأة العظيمة برباطة جأشها وصبرها وقوتها وارادتها في بوادي الاردن وأريافه ومدنه استطاعت أن تلد الرجال الرجال، استطاعت بحنكتها وحكمتها حتى وان كانت لا تقرأ ولا تكتب آنذاك ان تنشئ اجيالا من الرجال والنساء رضعوا حب هذا الوطن في حليبها، تعلموا الكبرياء والعز كما الانتماء لثرى هذا الوطن من قوة شخصيتها؛ ورصانة حضورها ؛ واصالة كلامها؛ وحكمة تربيتها، فلم نعهد المرأة الاردنية الا اختا للرجال وابنة لهم وقفت معهم منذ تأسيس الامارة وحتى هذه اللحظة، فلحت الأرض، وحرثت وزرعت وسهرت على رعاية زوجها و أبنائها، تلك هي المرأة الاردنية باختصار، امرأة أنجبت رجالا للوطن وقدمت شهداء روت دماؤهم أرضه الطهور.

ساهمت المرأة الاردنية في حماية استقلال الاردن وتعزيزه، فالمرأة الاردنية خاضت مرحلة ما قبل الاستقلال معارك قوية استطاعت من خلالها ان تنتزع حقوقها السياسية والقانونية والاجتماعية فلا يكتمل اي مجتمع الا بطرفي المعادلة : " المرأة والرجل "، استفادت المرأة الاردنية من استقلال المملكة فكان في ذلك حافز لها لمواصلة سعيها للارتقاء بمكانتها في المجتمع وكانت تؤمن ان حقوقها لن تكتسب الا بتحرر بلادها واستقلالها. فكان لها دورا فاعلا ومؤثرا في العمل الخيري والتطوعي كما كان لها دورا سياسيا واجتماعيا، فرضت المرأة الاردنية نفسها عليه بقوة. وجدت المرأة الاردنية نفسها في العمل السياسي والاجتماعي كما الاقتصادي فعليا، في اوائل الخمسينات، حيث طالبت بمنحها الحق في الانتخاب والترشح للمجالس البلدية والنيابية فاستطاعت ان تفرض نفسها بقوة آنذاك فأصبحت شريكة فاعلة للرجل في التنمية بمختلف اشكالها، فلمع نجم المرأة الاردنية في المجلس الوطني الاستشاري الذي أنشئ في العام 1978 حيث ضم في عضويته آنذاك ثلاث نساء الى جانب اخوتهم من الرجال، وتوالت انجازات المرأة الاردنية بدعم من القيادة الهاشمية لتصبح عضوا فاعلا في السلطة التشريعية من خلال ترشحها لمجلس الامة، وايمانا من القيادة الهاشمية بأهمية المرأة ودورها في بناء المجتمعات وبعد ان كانت السلطة التنفيذية حكرا على الرجال تمكنت المرأة الاردنية ان تقف بجانب الرجل ولكن بطريقة مختلفة هذه المرة حيث تم تعيينها في العام 1979 وزيرا للتنمية الاجتماعية .

ومنذ ذلك اليوم وحتى تاريخنا هذا تفوقت المرأة الأردنية في مختلف الميادين وعلى كافة الأصعدة فقد تبوأت العديد من المناصب المحلية والعربية كما الاقليمية والدولية، شقت طريقها في التعليم والتعليم العالي، فكانت من أوائل النساء العربيات في الحصول على الشهادات العليا من جامعات محلية وعربية وعالمية. تمكنت المرأة الاردنية وبفضل القيادة الحكيمة أن تكون نائب وطن صاحب كلمة وحضور، وبدعم القيادة الهاشمية وقفت مع اخوتها الرجال في السلطة التنفيذية فتسلمت منصب الوزير، كما كان لها دور فاعل في الحركة الرياضية والشبابية الاردنية محليا وعربيا ودوليا، ناهيك عن تفوقها فقد حلقت عاليا في السماء فكانت أول كابتن طيار في الوطن العربي، وكانت القاضي، والخبير الاقتصادي، والناشط السياسي، كما تفوقت في مجالي الاعلام والصحافة محليا وعربيا. ناهيك عن دورها الفاعل في القطاعين المالي والمصرفي .المرأة الاردنية كانت وما زالت جنبا الى جنب مع الرجل وقفت معه كربة بيت كانت سندا له في الفلاحة والزراعة وتنشئة أجيال ، كما وضعت يدها بيده لبناء مجتمع بأسره في مختلف الميادين والقطاعات فكانت الممرضة، والمعلمة، والاكاديمية، والمحامية، والقاضية، كما النائب والوزير، لم تألو المرأة الاردنية جهدا ان ترفع اسم الوطن عاليا وعلمه خفاقا في مختلف المنابر التي وقفت عليها وقدمت من خلالها فهي فخر لكل امرأة عربية .كل عام والمرأة الاردنية ترافقها اخواتها من النساء العربيات بألف خير، كل عام والاسرة الاردنية بخير، كل عام والوطن بمختلف اطيافه بخير وسلام في ظل القيادة الهاشمية حفظها الله ورعاها وسدد على طريق الخير خطاها.