facebook
twitter
Youtube
Ammon on Apple Store
Ammon on Play Store
مواعيد الطيران
مواعيد الصلاة
rss
  • اخر التحديثات
  • الأكثر مشاهدة




العملية التعليمية جوهر نهضة الامة العربية وخارطة طريق اردنية اماراتية


السفير الدكتور موفق العجلوني
11-03-2018 12:55 AM

في الخامس عشر من شهر ابريل من العام الماضي، أطلق جلالة الملك عبد الله الثاني ابن الحسين حفظه الله الورقة النقاشية السابعة بعنوان: التعليم وبناء قدراتنا البشرية والعملية التعليمية وجوهر نهضة الامة.

وقبل ايام طالعتنا صحيفة الاتحاد الاماراتية بمقال للأستاذ الدكتور جمال سند السويدي مدير عام مركز الامارات للدراسات والبحوث الاستراتيجية بعنوان: التعليم ...المدخل الحقيقي للتعامل مع التغير. وقبل اسابيع طالعتنا نفس الاتحاد الاماراتية بمقال اخر للدكتور السويدي بعنوان: التغيير ... او الاستجابه او الفناء.

و يلمس القارئ هنا ان هنالك تطابق في الرؤيا الاردنية الاماراتية حول التعليم كمدخل اساسي و حتمي للتغير في العالم العربي .و يبدوا ان سياسة دولة الامارات تؤمن ايمانا راسخاً و على كافة المستويات ان التعليم هو اساس تقدم و رقي الشعوب و نهوض الامم ، و هذه سياسة تربى عليها الاماراتيون على يد سمو الشيخ زايد رحمه الله ، و كما ذكر الدكتور السويدي في مقاله ، ان هذه السياسة توارثها الابناء عن الاباء ، و هذا ما اكدة سمو الشيخ محمد بن زايد ولي عهد ابوظبي نائب القائد الاعلى للقوات المسلحة في كلمته في القمة الحكومية التي عقدت في مدينة دبي عام ٢٠١٥ حيث قال سموه : ان رهان الامارات الحقيقي في الفترة المقبلة هو الاستثمار في التعليم ، لان التعليم حقيقة هو المدخل الحقيقي الذي اتبعته دولة الامارات و ان سلاح الامارات الحقيقي هو العلم ، و هذا ما اكده سمو الشيخ محمد بن زايد لشباب الامارات في ختام فعاليات مجلس محمد بن زايد لأجيال المستقبل قبل عام من هذا التاريخ

و هنا لا بد من الاشارة الى ما جاء في الاوراق النقاشية الملكية لصاحب الجلالة الملك عبد الله الثاني ابن الحسين حفظه الله وبالذات الورقة النقاشية السابعة بعنوان: التعليم وبناء قدراتنا البشرية والعملية التعليمية وجوهر نهضة الامة ، حيث شكلت ورقة جلالته خارطة طريق ، و جاء حديث صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد و مقال الدكتور جمال السويدي منسجماً تماماً لما تضمنته الورقة النقاشية السابعة لجلالة الملك ، و هذه رسالة اردنية اماراتية للعالم العربي لان يسارع العالم العربي لمراجعة سياساته التعليمة لتواكب التغيير الكبير الحاصل في مجال التعليم في العالم المتقدم . وتأتي هذه الرؤيا الاردنية الاماراتية للتعليم والتغيير كنداء استغاثة وجرس انذار للعالم العربي ليفوق من غفوته وكبوته ليلحق بركب التغير الحاصل في مجال التعليم وصناعة المعرفة والتغير الذي يفوق التصور والعقل البشري وخاصة خلال الاعوام القادمة وخاصة في مجال تطور العلوم والتكنولوجيا.

وللمزيد من القاء الضوء على هذه الرؤيا المشتركة لا بد من التذكير بأبرز ما جاء في الورقة النقاشية السابعة لجلالة الملك عبد الله الثاني حفظه الله :

ما من أمة تنهض بغير التعليم، وقد بات من البديهيات أن لا شيء يعدل التعليم في مسيرة بناء الدول، وتغيير وجه العالم، إلى الأجمل والأكمل والأفضل، ولا سيما في مرحلة باتت تتسابق فيها الأمم في اقتصاد المعرفة، واستثمار الطاقات البشرية.

لن نستطيع أن نواكب تحديات هذا العصر إلا بأدواته المعرفية الجديدة، ولا أن نلبي احتياجاته إلا بوسائله التقنية الحديثة.

لا يمكننا في ظل هذا الواقع، أن نغفل عن التحديات الكبيرة التي يواجهها قطاع التعليم، بدءً من الاعتراف بها، ومن ثم بذل الجهود لتجاوزها، وابتكار الحلول الناجعة لها، وصولا إلى نظام تعليمي حديث، يشكل مرتكزا أساسيا في بناء المستقبل المزدهر الذي نسعى إليه.

 لا استثمار يدر من العوائد كما يدر الاستثمار في التعليم. ولن يتحقق ما لم تتكاتف جهود الجميع، شعبا وحكومة ومؤسسات خاصة وعامة، لتوفير البيئة الحاضنة، وتأمين الاحتياجات الضرورية من أجل بناء قدراتنا البشرية من خلال منظومة تعليمية سليمة وناجعة، تؤتي أُكُلها كل حين بجهد أبناء وبنات هذا الوطن، على اختلاف مشاربهم ومسالكهم في الحياة.

على المؤسسات التعليمية أن تؤمن بما يتمتع به أبناء الامة وبناتها من طاقات هائلة، وقدرات كبيرة، ومواهب متنوعة، وتسعى لاكتشاف هذه الطاقات، وتنمية تلك القدرات، وصقل تلك المواهب، وتحفيزها إلى أقصى حدودها، عبر أحدث الأساليب التعليمية التي تشجع على الفهم والتفكير، والفهم لا التلقين، وتجمع بين العلم والعمل، والنظرية والتطبيق، والتحليل والتخطيط، وتفتح آفاقا رحبة أمام أبنائها، ليتفوقوا في كل مادة، وينبغوا في كل فن أو مهنة أو حرفة.

إن قطاع التعليم هو قطاع استراتيجي ومن غير المقبول أيضا، بل من الخطير، أن يتم الزج بالعملية التعليمية ومستقبل أبنائنا وبناتنا في أي مناكفات سياسية ومصالح ضيقة، غير آبهين بأهمية وضرورة استمرار التطوير والإصلاح وأثره العميق على أمتنا وحاضر الأجيال ومستقبلهم.

إن لكل عصر أدواته ووسائله، وهمومه ومشاكله، فالتعليم في عصرنا الحديث، الذي يشهد تطورا هائلا في التكنولوجيا، لا يقتصر على القراءة والكتابة، بل يتجاوز ذلك في عصر الكمبيوتر والإنترنت إلى إتقان لغات عالمية أساسية، وامتلاك مهارات التواصل مع الآخرين ومبادئ العمل المهنية، والقدرة على التحليل والتفكير ليكون قادرا على المشاركة في إنتاج المعرفة، والمساهمة في إحداث التقدم، عملا بقوله تعالى (وقُل رَّبِّ زِدْنِي عِلْمًا).

لقد أنعم الله علينا بثروة عز نظيرها من القيم العالية واللغة الثرية والتراث البديع. ولن يستطيع أبناؤنا أن ينهلوا من هذا التراث، إلا إذا أحبوا لغتهم العربية، وأجادوها وتفوقوا فيها، وكيف لا وهي لغة القرآن الكريم ولسان الأمة، فهي التي تشكل ثقافتهم وتكوِّن بناءهم المعرفي الأصيل.

فبناء قدراتنا البشرية، من خلال التعليم المتميز وتجويد مخرجاته، بوابتنا نحو المستقبل، فهو يشكل أرضية مشتركة لفهم الآخر وتعميق قيم التسامح، بعيدا عن الغلو والتعصب، كما أن تحقيق الإصلاح الشامل يرتبط ارتباطا وثيقا بالنهضة التعليمية مهما كانت الظروف والتحديات.

نريد أن نرى مدارسنا ومعاهدنا المهنية وجامعاتنا مصانع للعقول المفكرة، والأيدي العاملة الماهرة، والطاقات المنتجة. نريد أن نرى مدارسنا مختبرات تُكتشف فيها ميول الطلبة، وتُصقل مواهبهم، وتُنمى قدراتهم. نريد أن نرى فيها بشائر الارتقاء والتغيير، لا تخرِّج طلابها إلا وقد تزودوا بكل ما يعينهم على استقبال الحياة، ومواجهة ما فيها من تحديات، والمشاركة في رسم الوجه المشرق لأردن الغد؛ طلبة يعرفون كيف يتعلمون، كيف يفكرون، كيف يغتنمون الفرص ويبتكرون الحلول المبدعة لما يستجد من مشاكل، ويعرض من عقبات. ولا يكون ذلك إلا بمنظومة تعليم حديثة، توسع مدارك الطلبة، تعمّق فكرهم، تثير فضولهم، تقوي اعتدادهم بأنفسهم، وتصل بهم إلى العالمية، على أجنحة من الإيمان القوي، والثقة الراسخة، والاعتزاز بهويتنا الإسلامية والعربية وتراث الآباء والأجداد.

كما لا يمكن أن يتحقق ذلك، إلا بمناهج دراسية تفتح أَمام أبنائنا وبناتنا أبواب التفكير العميق والناقد؛ تشجعهم على طرح الأسئلة، وموازنة الآراء؛ تعلمهم أَدب الاختلاف، وثقافة التنوع والحوار؛ تقرّب منهم أساليب التعبير، وتنمّي فيهم ملكة النظر والتدبر والتحليل، وكذلك بمعلمين يمتلكون القدرة والمهارات التي تمكنّهم من إعداد أجيال الغد.

وفي استعراض لمقال الدكتور جمال السويدي المنشور في صحيفة الاتحاد الاماراتية، يؤكد الدكتور جمال في مقاله ان من يمتلك ناصية التعليم سوف يمتلك ناصية التغيير على الساحة الدولية، ومن دون التعليم لن يكون في مقدور أي دولة أن تفهم التغيير أو تستفيد من منجزاته، فضلاً عن المشاركة فيه أو تفادي مخاطره، حيث لا يمكن الحديث عن التحولات المتوقعة في مجال التكنولوجيا والوظائف والثروة والدخل والتنمية والأمن والاقتصاد والصراعات والحروب وغيرها في المستقبل بمعزل عن التعليم.

وتشير الدراسات إلى أن التعليم هو الأكثر إسهاماً في تكوين الدخل القومي للدول، مقارنة بعناصر العملية الإنتاجية الأخرى، مثل رأس المال والعمل وغيرهما، كما أن النمو الاقتصادي منذ النصف الثاني من القرن العشرين قد غدا مرتبطاً بالتقدم التكنولوجي الذي أساسه التعليم.

وطرح الدكتور السويدي سؤالاً في غاية الاهميه كيف يمكن أن يكون التعليم هو المدخل الحقيقي للتعامل مع التغيير في العالم العربي بشكل عام؟

يجيب الدكتور السويدي بالقول إن على العالم العربي ... الاهتمام بالتعليم للتعامل مع استحقاقات الحاضر والمستقبل ... ولكن كيف؟؟؟

يأخذنا الدكتور السويدي للإجابة على هذا السؤال بجولة في تقرير استشراف المستقبل الصادر عن اكاديمية دبي للمستقبل والذي يلقي الضوء على شكل التعليم في المستقبل من حيث المناهج وآليات التدريس وطريقة التقويم وغيرها، ومن هذه التوقعات:

 أن غرف الدراسة سوف تبدأ في الاختفاء تدريجياً لصالح التعليم عن بعد في عام 2025.
 سوف يكون من الممكن استخدام الكيمياء لتغيير أدمغة الطلبة وتحسينها في عام 2030.
 سوف يحل الذكاء الاصطناعي محل المعلمين في عام 2031.
 سوف تختفي الامتحانات لمصلحة طرق أخرى للتقويم في عام 2036.
 في عام 2059 سوف يصبح حفظ المعلومات أمراً غير ضروري.

والمهم هنا ان تعليم المستقبل سيختلف بشكل جذري عن تعليم اليوم، وهو ما يجب أن نستعد له كعالم عربي منذ الآن، وأن نعرف كيف سوف نتعامل معه على مستوى المناهج والتدريب والبنية التحتية والمعلم والطلبة وغير ذلك، لأن هناك ما يفوق الخيال في هذا المجال، حتى إن التوقعات تشير إلى أن الحواسيب سوف تتفوق على الإنسان في مستوى الذكاء خلال السنوات القادمة، وأنها، أي الحواسيب ، ستعلم نفسها أكثر مما تقوم ببرمجة نفسها.

ويؤكد الدكتور السويدي على اهم عنصر في عملية التعليم وهو المعلم والذي هو الاساس في أي عملية تطوير التعليم في الحاضر أو المستقبل، وإذا لم يكن لدينا معلم عصري يمتلك الأدوات التي تؤهله للتعامل مع التطورات الكبرى في المجال التعليمي، فإن أي خطط لخلق تعليم متطور سوف تذهب سدى. وهذا يحتاج إلى إعادة النظر من الآن في كل برامج وسياسات إعداد المعلمين في المراحل التعليمية المختلفة، ووضع خطط ممتدة لتدريب وإعادة تأهيل المعلمين الحاليين الذين تلقوا تعليماً تقليدياً ومارسوا وظائفهم في ظل نظم تعليمية تقليدية لم تعد صالحة للحاضر، فضلاً عن المستقبل.

ويخلص الدكتور السويدي الى القول، لقد حان الوقت لكي نضع مواردنا في مكانها الصحيح، من خلال الاستثمار في العملية التعليمية، لان التعليم هو الأساس الذي نكسب من خلاله جيلاً أو نخسره، وإذا لم نضع الأسس الحقيقية لمواجهة تحديات القرن الحادي والعشرين، من خلال الاستثمار في التعليم، فإننا سنواجه مشكلة فقدان جيل قادم. وعلى الرغم من مضي ما يقارب عشرين عاماً على هذا الكلام، فإنه يلامس ضرورات اليوم والغد ويعبر عنها، حيث تثبت التطورات في العالم كله، أن التعليم قد غدا هو المعيار الأساسي للتقدم والمفاضلة بين الدول، ومصدر الثروة والقوة على الساحة الدولية.

وفي ختام مقالي هذا لا بد من الاشارة الى ما جاء في الاوراق النقاشية الملكية لصاحب الجلالة الملك عبد الله الثاني ابن الحسين حفظه الله وبالذات الورقة النقاشية السابعة بعنوان: التعليم وبناء قدراتنا البشرية والعملية التعليمية وجوهر نهضة الامة ، حيث شكلت ورقة جلالته خارطة طريق و جاء حديث صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد و مقال الدكتور جمال السويدي منسجماً تماماً لما تضمنته الورقة النقاشية السابعة لجلالة الملك ، و هذه رسالة اردنية اماراتية للعالم العربي لان يسارع لمراجعة سياساته التعليمة لتواكب التغيير الكبير و الحاصل في مجال التعليم في العالم المتقدم.





  • لا يوجد تعليقات

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة عمون الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة عمون الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم : *
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق : *
بقي لك 500 حرف
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :