facebook
twitter
Youtube
Ammon on Apple Store
Ammon on Play Store
مواعيد الطيران
مواعيد الصلاة
rss
  • اخر التحديثات
  • الأكثر مشاهدة




عفرين وحرب الألغاء


اللواء المتقاعد مروان العمد
15-03-2018 02:36 PM

تحدثت في المقال السابق عن حرب الالغاء في الغوطه الشرقيه واليوم سوف اتحدث عن هذه الحرب في الشمال السوري والتي بدأت بعمليه درع للفرات ثم امتدت الى عمليه غصن الزيتون والمفتوحة لكل الاحتمالات والاسماء . فمنذ آب عام ٢٠١٦ شنت القوات النظاميه التركيه وتنظيمات المعارضه السوريه المتواجده في الشمال المواليه لها هجوماً داخل الاراضي السوريه وذلك بعد ان اجتازت قوات سوريه الديمقراطيه الضفه الغربيه لنهر الفرات بدعم أمريكي وسيطرتها على مدينه منبج من تنظيم داعش ، حيث طالبت تركيا بانسحاب هذه القوات من هذه المنطقه الى شرقي الفرات . وتتكون قوات سوريه الديمقراطيه من تحالف يضم وحدات حمايه الشعب التركيه الكرديه ومليشيات عربيه وأشورية وسريانيه وتركمانية وأرمنيه وشركسيه وشيشانيه . وقد تشكل هذا التحالف اثناء هجوم تنظيم داعش على مدينه عين العرب ( كوباني ) حيث استطاعت هذه القوات الصمود في وجهه داعش بدعم أمريكي ورد الهجوم الداعشي عليها . ولهذا فقد أخذت اميركا تعتمد على هذه القوات اعتماداً كبيرا وخاصه في مواجهه تنظيم داعش . ووحدات حمايه الشعب الكردي تعتبرها تركيا انها الجناح العسكري لحزب الاتحاد الديمقراطي الكردي السوري الذي تتهمه بأنه امتداداً لحزب العمال الكردستاني في تركيا وتعتبرهم منظمات ارهابيه .
لذا فقد طالبت تركيا انسحاب هذه القوات من منبج والتي ادعت انها انسحبت منها وانها سلمت أمور المدينه للمجلس للعسكري لمنبج المشكل من مليشيات محليه . الا ان ذلك لم يقنع تركيا واعلنت انها سوف تزحف الى مدينه منبج وتطرد هذه القوات منها الا ان اميركا قامت بدعم قوات سوريه الديمقراطيه في منبج وادخلت وحده من قواتها اليها .
عندها أعلنت تركيا عن انطلاق عمليه درع الفرات حيث دخلت الاراضي السوريه وقامت بالأستيلاء على عدد من المدن السوريه ومنها جرابلس والراعي والباب حيث تسلمتها من تنظيم داعش تسليم مفتاح وختفى عناصر داعش منها . ومن وقتها وتركيا تسيطر على تلك المنطقه وتهدد بالتقدم الى مدينه منبج وكان الموقف الامريكي يمنعها من ذلك .
لكن عندما دعمت اميركا قوات سوريه الديمقراطيه في مواجهه تنظيم داعش حيث سيطرت هذه القوات على مناطق شاسعه من محافظات دير الزُّور والرقه والحسكه الممتده على طول الحدود الجنوبيه التركيه مع سوريا و المتصله مع منطقه منبج وعفرين ، فقد استشعرت تركيا الخطر من تواجد هذه القوات على حدودها وخاصه بعد صدور عدد من التصريحات الامريكيه انها ستعمل على دعم هذه القوات في الشمال السوري بهدف انشاء كيان كردي بها وقيامها بأنشاء عدد من القواعد الاميركيه فيها . لذا فقد أطلقت تركيا عمليه أطلقت عيها غصن الزيتون بهدف اجتياح منطقه عفرين وطرد قوات سوريه الديمقراطيه منها ثم الانتقال الى منبج وتحريرها من هذه القوات ثم قطع نهر الفرات والزحف على جميع مواقع الأكراد وصولا الى الحدود العراقيه .
وكان تاريخ العشرين من كانون الثاني عام ٢٠١٨ موعداً للعمليات العسكريه التركيه في منطقه عفرين بالتعاون مع تنظيمات المعارضه السوريه المرتبطه بها . وعلى هذا أخذت الطائرات والمدفعية التركيه تقصف مواقع قوات سوريه الديمقراطيه في هذه المنطقه . كما أخذت قواتها البريه ودباباتها وجنودها تقصف قرى منطقه عفرين وتزحف عليها وتقع ألواحده منها تلو الاخرى بأيدي القوات التركيه وانصارها ، ووسط ذلك يسقط مئات القتلى التي تفتخر تركيا بالاعلان عن أرقامهم غير القتلى والجرحى بين المدنيين دون ان يلفت ذلك أنظار احد اواهتمامه . بل على العكس من ذلك فأن تركيا أخذت على حلف شمال الاطلسي عدم وقوفه معها ومساعدتها في هذه المعركه المصيرية الحاسمه . وكان كل ذلك يتم بموافقه ومباركه روسيا نصيره النظام السوري في محاوله لرشوه تركيا وكسبها الى جوارها وابعادها عن اميركا التي بدورها أعلنت انها غير معنيه بأمر عفرين لكنها سيكون لها موقف آخر بالنسبه الى منبج .
ثم جاء قرار وقف إطلاق النار في سوريه لمده ثلاثون يوماً. ولم يلتزم به أي طرف من أطراف الازمه السوريه ولكن الجميع ادان النظام السوري وحليفته روسيا واعوانه لعدم التزامهم بوقف إطلاق النار فيما لم يدن أحد فصائل المعارضه التي كما هو ثابت كان اول من اطلق النار بعد صدور القرار .
اما على جبهه عفرين فقد أعلنت تركيا انها غير معنيه بقرار وقف إطلاق النار ، وانه لايشمل عفرين وأماكن تواجد القوات الكرديه بأعتبارها تشكيلات ارهابيه وان الحرب عليها هي حرب على الاٍرهاب ، واعلنت انها سوف تواصل حملتها هذه حتى تصل للحدود العراقيه . اما بالنسبه للعالم فلم يبدي اي اعتراض جدي على تلك العمليه غير اعتراضات خجوله من قبل بعض الدول الاروبيه .
الا ان تطور الأمور في غوطه دمشق الشرقيه واقتراب النظام من حسم الامر فيها قلب الكثير من المعادلات على ساحه عفرين .
فمن الناحيه الروسيه وفِي سبيل تعزيز علاقتها مع تركيا فقد أرسلت مبعوثاً خاصاً عن الرئيس بوتين الى دمشق ليحدد النقاط التي على القوات النظاميه وانصارها ان تتواجد فيها وان لا تتعداها وان لا تكون بالقرب او على تماس مع مواقع القوات التركيه في جميع المناطق الممتده من معبر أعزاز وجرابلس والراعي والباب وعفرين ومنبج وأرياف أدلب وحماه وحلب ، على ان تقيم القوات التركيه نقاط مراقبه بهذه المناطق وتكون تحت إشرافها الامر الذي شجع القوات التركيه على تشديد هجومها على عفرين و أعلنت انها أحكمت سيطرتها على محيطها وحصارها فيما تنفي قوات سوريه الديمقراطيه ذلك .
أمريكياً ورداً على هذا التصرف وفِي محاوله لتحسين علاقتها مع تركيا أعلنت تفهمها لعدم وجود قوه معارضه لتركيا على حدودها وألمحت الى امكانيه تسليمها الإشراف على منبج بعد حسم معركه عفرين ، واكثر من ذلك فقد صدرت تصريحات امريكيه انه من الممكن التفاهم مع تركيا بخصوص بقيه المناطق الكرديه حتى الحدود العراقيه . وقد صرح مولود جاويش اوغلو وزير خارجيه تركيا انه توصل الى اتفاق مع وزير الخارجيه الامريكيه المقال ريكس تيلرسون بشأن تحقيق الاستقرار في منبج وفي بقيه المدن الواقعه شرق الفرات . و أضاف اننا اليوم في عفرين وغداً في منبج وبعدها في شرقي الفرات .
من ناحيه أخرى فقد نأت تركيا بنفسها عن هيئه تحرير الشام التي تعتبر تنظيم النصره هي العنصر الأساسي فيها وقامت بتشكيل تحالف جديد بأسم جبهه تحرير سوريا مكون من تنظيم احرار الشام وحركه نور الدين زنكي وبعض المجموعات الأخرى والتي أخذت تهاجم مواقع هيئه تحرير الشام ( النصره ) في مناطق ادلب وحلب واستطاعت ان تطرد هذا التنظيم من بعض المواقع .
كما تعرض تنظيم النصره الى ضربه جديده بأنشقاق مجموعه منه تحت اسم حرس الدين ليكون هو ممثل تنظيم القاعده في سوريه بعد حصول خلافات ما بين ايمن الظواهري وبين ابو محمد الجولاني زعيم تنظيم النصره .
وفِي ظل هذه الأجواء ازدادت حده المعارك في منطقه عفرين وزاد عدد القتلى والجرحى ونزح عنها عشرات آلاف الموطنين الذين اخذو يهيمون في الطرقات والجبال بحثاً عن الأمان . والقى رجب طيب اردوغان خطاباً بين أنصاره قال فيه ان قواته لن تتوقف حتى تصل الموصل في محاوله منه لتقديم نصر جديد للشعب التركي قبل الانتخابات الرآسه والتشريعيه العام القادم .
ويبقى من يسقطون قتلى وجرحى ومن تدمر بيوتهم ومحلاتهم ومدنهم ، ومن يعانون من الجوع العطش والخوف والمرض ومن يشردون في كل مكان هم السوريون في حرب يبدوا انها حرب إلغاء لهم شعب ودوله .
ويبقى قبل ان اختم موضوعي ان اعود لتطورات الأيام الماضيه بخصوص ما يحدث في الغوطه . فقد ذكرت سابقاً ان الولايات المتحده الامريكيه تحشد قوات للمعارضه السوريه في قاعده التنف تمهيداً لنقلهم الى منطقه درعا جنوب سوريه تمهيداً لزحفهم نحو الشمال لتخفيف الضغط على الغوطه . حيث حاول النظام ان يستبق الأحداث بأن أخذت طائراته تشن الغارات على المناطق الجنوبيه وأخذت تعزز تواجدها العسكري فيها لأول مره منذ فتره طويله من الزمن علماً أنها منطقه تخفيض توتر عسكري تشترك الولايات المتحده الامريكيه والاْردن بالاشراف عليها . وكانت إنجح منطقه تخفيف توتر في سوريه وان كان ذلك راجع لقربها من اسرائيل .
هذا وقد قامت الولايات المتحده الامريكيه بعده أجراءات وإصدار عده تصريحات تتعلق بموضوع الغوطه تتجه جميعها نحو التصعيد . فهي دعت مجلس الامن لعقد اجتماع جديد للمجلس لفرض هدنه جديده في منطقه الغوطه الشرقيه ووزعت نص مشروع قرار لهذه الغايه يتضمن وسائل لضمان تطبيقه . ويضمن الدخول الآمن المستمر ودون عرقله لقوافل المساعدات الإنسانيه والقيام بعمليات اخلاء طبي آمنه وغير مشروطه .

وقد صرحت مندوبه الولايات المتحده الامريكيه في الامم المتحده نيكي هيلي اثر إعلانها عن مشروع القرار الامريكي امام مجلس الامن انه عندما يتقاعس مجلس الامن عن التحرك بشأن سوريه فهناك أوقات تضطر فيها الدول للتحرك بنفسها . وقالت ان الولايات المتحده الامريكيه مستعده لمثل هذا التحرك لوحدها خاصه مع استخدام الحكومه الغير شرعيه في سوريه للأسلحه الكيماوية والغازيه وانها مستعده للتدخل ضد أي دوله تدعم ذلك ، في تلميح لروسيا .
كما دعي الى اجتماع في الاْردن تحضره كل من الولايات المتحده الامريكيه وفرنسا وبريطانيا بالاضافه الى الاْردن الأعضاء في غرفه المؤك لبحث الوضع في الجنوب السوري ومدى تأثيره على تخفيف التصعيد فيه . كما صدرت عده تصريحات عسكريه امريكيه أعلنت فيها انها سوف تعود لتزويد المعارضه السوريه بالسلاح بعد ان أوقفت ذلك ومساعدتها على الانتصار على قوات الأسد وانصاره .
اما عن رده الفعل الروسيه على هذه التهديدات فقد أعلنت انها سوف تتصدى الى أي عمليه عسكريه تتعرض لها مناطق سوريه لها بها قوات من الممكن ان تتعرض للأذى . وهذا يعني انها لن تتدخل حال مهاجمه القوات الامريكيه لمواقع عسكريه في سوريه لا تواجد بها لقوات روسيه . ولهذا فمن المتوقع ان تقوم القوات الامريكيه خلال الأيام القادمه بعده ضربات جويه وصاروخيه لعده مواقع عسكريه سوريه والمليشيات المتحالفه معها وخاصه لتأكدها من محدوديه رده الفعل الروسيه التي سوف تكون مشغوله بالانتخابات الرآسيه خلال الاسبوعين القادمين . وان الضحايا سيكون سوريين فقط .





  • لا يوجد تعليقات

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة عمون الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة عمون الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم : *
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق : *
بقي لك 500 حرف
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :