facebook
twitter
Youtube
Ammon on Apple Store
Ammon on Play Store
مواعيد الطيران
مواعيد الصلاة
rss
  • اخر التحديثات
  • الأكثر مشاهدة




ربط الله على قلب والديك يا "آدم"


عريب الخطيب
15-03-2018 07:25 PM

ما حدث بالأمس من إطلاق النار على الطالب "آدم ابو زينة" هَزَ المجتمع الاردني وأبناءه لبشاعة الحدث وقسوته وما عكس من عنف يؤكد الخلل الكبير في منظومة القيم والأخلاق التي لم تردع أبناءنا من اتباع مثل هذا السلوك المشين من تعدي سافر على طالب في وضح النهار وعلى مرأى ومسمع من الناس والمارة في موقع الحادثة, جريمة نكراء بحد ذاتها أظهرت جرأة كبيرة في عدم احترام الناس والأهل ورمي القانون وراء الظهر وتأكيد لفقدان الهيبة لإصرار من قاموا بهذا العمل الخسيس على إيقاف نبض انسان لم يَقُم بفعل ذنب كبير يستحق عليه هذا العقاب الصعب والمُد مي لقلوب الناس أجمعين وليس فقط لقلب أهله ووالدية.

هذا التصرف العنيف والبعيد عن كل الضوابط والاحكام يُفقد الناس العيش بأمان واستقرار ,بالأمس ليس بالبعيد كان انتشار فيديو لطالب يعتدي على زميله بالضرب المُبرح في أحد المدارس الخاصة المعروفة, واليوم يطلق أحدهم الرصاص على رأس طالب من مسافة صفر بنية قتله ولولا وجود الناس في المكان لأطلق أكثر من رصاصة ليغتال روح انسانية بريئة لأجل مشاجرة بسيطة لا تستدعي كل هذا العنف والتعدي.

حادثة فَجَرت أقلامنا ,وأنطقت حروفنا ,وصرخت قلوبنا الماً وحزناً على ما يدور حولنا من أحداث أدت الى أن يصل شبابنا الى هذه المرحلة التي يمارسون فيها أبشع السلوكيات التي تتسبب في دمار حياتهم ومستقبلهم اضافة الى إدخال الحزن في قلوب اهلهم نتيجة تلك التصرفات المشينة التي يتسببون من خلالها في إيذاء الآخرين فيدفع الاهل الثمن الكبير والغالي الذي يُخَسرهم أعمارهم وحياتهم وأموالهم لإنقاذ أبناءهم سواء الجناة أو المجني عليهم.

ما يَحدث يستدعي أن نقف وقفة مع أنفسنا ونُراجع ما نُقَدمه للطلبة في مدارسنا ,البيت الثاني لأبنائنا والمسؤول الكبير عن تعليمهم المبادئ والقيم التربوية والدينية والتعليمية السليمة لكي ننشئ جيلاً متعلما ومثقفا يكون اللَبنة السليمة لبناء المجتمع وتطويره ونموه بما يحفظ كرامة الأفراد فيه, وعلينا أن نَهبُ هبة واحدة لعدم السماح لأي طالب بالمساس بكرامة أي طالب آخر والاعتداء عليه أو تخويفه وتحقيره بالسَب والشتم وذلك بالتعاون في نشر الثقافة والتسامح ونبذ العنف وتوزيع منشورات تبين حقوق الانسان إضافة الى تخصيص الوقت الكافَ في المدرسة للحديث عن القيم الاخلاقية والدينية السليمة التي تكون رادعاً قوياً لطلبتنا وجسراً منيعاً يسيرون عليه في حياتهم فتَنشئُ منظومة سليمة تجري في عروقهم ودماءهم تمنعهم من الإقدام على أي سلوك مُشين يؤذي الآخرين.

دور المدرسة كبير وعظيم ,ودور المعلم والمدير والمرشد التربوي فاعل ومؤثر في الطلبة إن قاموا بتأديته تربوياً على أكمل وجه حيث يتم تفعيل الندوات والدورات التعليمية والمحاضرات التي تكون ذات فائدة عظيمة في تكوين سلوك مميز يؤثر بالطلبة إيجاباً على المستوى النفسي والاجتماعي وينتج عنه جيل يفتخر به الوطن وأبناءه.

وأمام هذه الظاهرة الخطيرة التي أصبحت تؤرق الناس والمجتمع والتربية لازدياد حالات العنف المدرسي والتي تعود أسبابها الى عوامل كثيرة منها الوضع الاقتصادي مثل البطالة والفقر وأسباب أخرى اجتماعيه تعود الى الأسرة والوضع بين الوالدين والأبناء إضافة الى عدم وعي الأهل بأهمية عملية التربية والتعليم ,وثمة أسباب سياسية هامة تعود الى الأحداث في المنطقة وما يدور من قتل وحروب وأسباب تعود الى النظام التعليمي مثل البيئة المدرسية وأنظمة تقييم الطلبة والقصور التربوي والعلمي من البعض بحيث لا تُدار الحصة الصفية بشكل سليم مما يؤدي الى وجود فراغ يقضيه الطلبة في المشاجرات وتَدب الفوضى بين الطلبة, لا بُدَ من تَضافر الجهود في مؤسسات الوطن كافة الخاصة والعامة للقضاء على العنف إضافة الى المدرسة والاسرة ووسائل الاعلام والتركيز على هذه الظاهرة وأساليب القضاء عليها في المساجد وإيجاد برامج متكاملة وفعالة لإيجاد الحلول بأسرع وقت قبل أن تتفشى الظاهرة بشكل أكبر وأوسع ولا بُدَ من توعية الطلبة بحقوقهم وما لهم وعليهم والتركيز على التزام المعلمين بأخلاقيات المهنة وتوعية الاهل بأهمية دورهم في تربية الابناء على الفضيلة والاحترام ولا ضرر ان قامت وزارة التربية والتعليم في تعيين مرشد تربوي آخر إضافة الى الموجود أصلا في مدارسنا وتخصيص حصص رسمية للتركيز على موضوع منظومة القيم لغرس الاخلاق السليمة والحد من العنف ونبذ كل ما هو مرفوض لخلق جيل تربوي سليم.

وفي نهاية الأمر نتمنى جميعا الشفاء لابننا آدم وكل الدعاء بأن يربط الله على قلب والديه.





  • 1 صح 16-03-2018 | 08:21 PM

    كلام جميل، ويا ريت يشددوا العقوبة على الجاني


تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة عمون الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة عمون الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم : *
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق : *
بقي لك 500 حرف
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :