facebook
twitter
Youtube
Ammon on Apple Store
Ammon on Play Store
مواعيد الطيران
مواعيد الصلاة
rss
  • اخر التحديثات
  • الأكثر مشاهدة




يلزمنا بعض الصبر الجميل!


سليمان الطعاني
28-03-2018 10:46 AM

ابحث عن حياة لا أجد نفسي فيها في حاجة الى الكذب والتمثيل، ولا أعيش فيها السعادة متأخرا، أو كلحظة مهدّدة، حياة أستعذب فيها الصمت، ويحلو لي فيها الإصغاء، تعجبني بمنطقها، حياة تتناسب فيها النفوس والطبائع قبل الأجسام والأعمار والثقافات، وأرفعُ فيها الكُلفة، حياة أكون فيها في مكاني اللائق دون أن ألبس ثوباً غير ثوبي أو أدعي دوراً لا أتقنه، أفتح فيها جمع النوافذ لأجددَ هواءها كل حين.

نعم كان عليّ ألاّ أعطي نفسي الفرصة لأكون مخدوعاً، كما أنه كان عليَّ أن أكبح جماح قلبي كيلا يجرّ عقلي معه إلى الضلال، ولكن!

منذُ نشأتنا والحياة تتربص بنا، وتوجه لنا كل يوم صيحة حرب، أو نذير معركة، كان تصميمنا ان لا نخرج منها كما دخلناها صفراً من الإنجاز، ذلك حتى نحصل الى ما نستحقه لا على ما نريده، كان ردنا دوماً على الانكسارات والخسائر هو تكرار المحاولات مرة تلو المرة طلباً للحقيقة، مخلصين في القصد نترصد المحبة ونحرّض عليها بعشق، لا لنفسها أو مجاراةً لأهوائنا بل لأننا نهيم بها لذاتها.

خسرنا أنفسنا ونحن نحاولُ مع أناس لا يستحقون! ربما كان ينقصنا النُّضج الذي يجعلنا نرفضُ التّورط بعلاقات باردة وجدالات حمقاء منذ البداية، أو ربما الخوف من بناء علاقات بديلة أو ربما لأننا عشنا حياتنا دائما نبحث عن الجوهر، لم نحفل يوماً بالمظهر ولم يكن يهمنا، كنا نسبر غور الأشياء لنقف على الحقيقة، نبحث في الجذور لنعرف معدن الناس لنبقي على حالة الطهر والعفاف.

تمرّ بنا أسماؤهم فنبتسم من أعماقنا! لم نكن ندرك قبلُ أن نفوسَهم خالية من كل صفة حميدة، وأن كلّ دعاواهم للصلاح والفلاح ما هي الا تعبير عن عجزهم الذي يطوق اعناقهم، الحقيقة عندهم تولد من تزاوج الوقاحة وسوء الظن والرفض والشقاق في الحياة، وما أشنعه من تزاوج! يا لتعاستهم، يكذبون بمنتهى الصدق! ينصبون بمنتهى الأمانة! ليس لألسنتهم بصمة تدلّ أخلاقهم، الكذب عندهم ذكاء، والوقاحة شجاعة، والإساءة سلوك، إنهم وجدوا ليعيشوا مع أمراضهم حين اجتمع في عقولهم الجهلُ والكِبرُ معاً.

ولكنّ الأيام حبلى بالأحداث ليس لها موعد مخاض، تفاجئك دونما توقع بولادتها فتجد نفسك في لحظة حزيناً وقد كانت ضحكاتك قبلُ تملأ المكان، وتجد أن الأيام تدور ثم تعود وتقف عندك لتفعل بك ما فعلته بغيرك، عندها ستدرك أنك وحيدٌ رغم كثرة الناس من حولك، ولن يكون عندك الوقت لارتداء اقنعتك الملونة التي اعتدتَ على ارتداءها!

المتناقضات والبَواطِن التي جاهدتَ في إخفائها لعقود من الزمن ستظهرك على حقيقتك وليس العباءة التي تلبسها،
قد يلزمنا بعض الصبر الجميل لتحقيق أحلامنا، بعدها سندرك أننا كنّا نقلق أكثر من اللازم!





  • لا يوجد تعليقات

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة عمون الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة عمون الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم : *
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق : *
بقي لك 500 حرف
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :