facebook
twitter
Youtube
Ammon on Apple Store
Ammon on Play Store
مواعيد الطيران
مواعيد الصلاة
rss
  • اخر التحديثات
  • الأكثر مشاهدة




ما العيب في الاتصال بالاعداء .. ؟


مالك نصراوين
01-04-2009 04:26 PM

عندما يحدث جفاء بين شخصين ، يلجأ احدهما او كليهما الى مقاطعة الآخر ، وعدم التعامل معه او التحدث اليه ، وهذا امر طبيعي في العلاقات الانسانية ، خاصة عندما تكون العلاقة بينهما ، هي مجرد علاقات اجتماعية لا اكثر ، فلا يوجد بينهما أي عمل او مصلحة مشتركة ، تستتلزم وجود تلك العلاقة .

الامر يختلف في العمل ، عندما يعمل موظفان في مصلحة مشتركة ، تستدعي تعاملا بينهما لمصلحة العمل ، فان المقاطعة هنا غير واردة كما في الحالة الاولى ، والا فان الامر يستدعي استقالة احدهما ، الاكثر تضررا من وجود الاخر ، اذا سمحت ظروفه بذلك ، وهذا نادرا ما يحدث .

اذا كان عدم الاتصال غير مقبول في العمل بين الموظفين ، ومصلحة العمل لا تسمح بالمقاطعة بينهم ، وتلزمهم بوجود حد ادنى من العلاقات والاتصالات ، فكيف يكون الامر بين الدول ، والاتصال بينهم فيه مصلحة لاوطان وشعوب ؟

بعد ان نبش هيكل الماضي ، وتطرق في حكاياته التلفزيونية الى موضوع الاتصالات ، التي كانت تجري بين الاردن واسرائيل في الماضي ، ابان حالة الحرب والمقاطعة العربية الظاهرية ، والتي لا ندري مدى التزام الاخرين بها في تلك الفترة ، لا بد من تذكير هيكل وغيره ، ان الراحل الكبير الحسين بن طلال ، لم يتستر على هذه الاتصالات ، كما اكدها الرئيس زيد الرفاعي ، في رده على هيكل عير فضائية الجزيرة ، فاذا كان هذا الامر يصنف حسب مفهوم هيكل بالخيانة ، فماذا نصنف مثل هذه الاتصالات الان وخلال العقود الاربعة الماضية ، بين مصر واسرائيل عقب حرب تشرين عام 1973 ، والتي كانت فيها مصر السباقة للاعتراف باسرائيل ، وعقد اتفاق السلام معها ، وفتح سفارات متبادلة ، ورفع العلم الاسرائيلي في سماء القاهرة ، وماذا نسمي الاتصالات السرية بين الفلسطينيين ، التي اثمرت اتفاق اوسلو ، او الاتصالات الاسرائيلية القطرية ، البلد الذي يحتضن قناة الجزيرة ، موضع تقة هيكل ، وزيارات بيريز وليفني وغيرهم من الاسرائيليين للدوحة ، وزيارات رئيس وزراء قطر لاسرائيل ، هذه العلاقة غير المبررة ، من دولة ليست في مواجهة مع الاسرائيليين ، بحيث تقتضي هذه المواجهة أي اتصالات من هذا القبيل ، والتي يبدو انها قديمة وغير معلنة ، فهل يجرؤ هيكل على نقد هذه العلاقة التي اتت في غير اوانها ، وقبل تحقيق السلام الشامل الذي يبررها ؟ مثلما ينتقد الملك الراحل على اتصالات في غير اوانها ؟ ولماذا لم ينتقد محطة الجزيرة نفسها ، التي تستضيف الاسرائيليين في برامجها ، فحللت لنفسها ما حرمته على الاخرين .

هيكل وغيره يعيبون على الاردن ، اجراء اتصالات مع العدو ، ابان عهد تحريم الاتصالات معه ، أي ان الموضوع هو الفاصل الزمني بين اتصالات اليوم واتصالات الامس ، وليس مبدأ الاتصال اصلا ، أي ان اتصالات الخمسينات والستينات حرام ، اما اتصالات السبعينات والثمانينات والتسعينات والقرن الحادي والعشرين ، فهي حلال بنظره ، بدليل انه لم ينبس ببنت شفه حول اتصالات مضيفيه في الجزيرة مع اسرائيل ، ونفس الشيء بالنسبة للحديث عن السلام ، الذي يقتضي بالضرورة الاعتراف باسرائيل ، لقد كان مجرد الحديث عن هذا السلام في الخمسينات والستينات خيانة ، ولم يعد كذلك لاحقا ، لقد رفض العرب الصلح والمفاوضات والاعتراف باسرائيل بعد هزيمة حزيران مباشرة ، خلال قمة الخرطوم ، ثم قبلوا قرار مجلس الامن الدولي 242 الذي يعني عكس كل ما ذكر سابقا ، ثم قبلوا مبادرة روجرز ، فهل هذا يعني ان الزعيم الخالد جمال عبد الناصر ، كان بطلا ابان مرحلة الرفض ، واصبح خائنا "لا سمح الله" بعد قبوله بقرارات الامم المتحدة ومبادرات السلام ؟

اذا كان هيكل وغيره من جوقة الاتهاميين ، يعطون الاهمية فقط لعامل الزمن ، ويجعلونه مبررا للاتهام ، فان فيه ايضا ادانة لهم بقصر النظر ، فمن سبق بعمل ، كان يدينه الاخرون ، ثم اكتشف هولاء الاخرين لاحقا انه الصواب ، وادركوا انفسهم بالقيام به متاخرين ، فان من حق الاوائل الذين تعرضوا للاتهام ، ان يعتذر لهم المتاخرون على تسرع احكامهم ، وان يعترفوا لهم بانهم الاكثر معرفة وحكمة ، والسابقين لزمنهم .

اما اذا كان هيكل وغيره ، ينطلقون من تلك النظرة الصبيانية ، التي تقول ان تلك الاتصالات ، كان هدفها نقل المعلومات للعدو ، فاود اولا ان اقول ، أي معلومات يمكن نقلها ، وقد عاش العرب نهاية الخمسينات وحتى نهاية الستينات ، في معارك اعلامية ، وعداوات جرًت عليهم الويلات ، وانقلابات دموية قضت مضاجع دولهم وشعوبهم ، واية خطط عسكرية تم نقلها للعدو ؟ هل كان هناك حروب حقيقية خطط لها ، لقد تصدت مصر للعدوان الثلاثي عام 1956، وهي حرب دفاعية وبالتالي لم يكن لديها خطط هجومية ، ووقف الاردن الموقف القومي المشرف ، ولم يكن هناك خطط عسكرية اصلا ، ولم يشارك الاردن باعدادها لو وجدت ، فكيف يتم نقلها للعدو ؟

خاض العرب حرب حزيران الارتجالية الاعلامية بدون اعداد او خطط حقيقية ، فكانت الهزيمة النكراء ، وجميعنا يذكر كيف كانت العلاقات بين الاردن ودول المواجهة الاخرى ، حتى ما قبل حزيران بخمسة ايام ، عندما ذهب الملك الراحل الى القاهرة ، متساميا على الجراح ، ومدركا خطورة المرحلة ، فاي خطط عسكرية اعدت في هذه الايام الخمسة ، والعدو قد خطط قبلها بكثير ، واعد العدة للهجوم ، فدمرت طائرات مصر كاملة ما عدا اثنتين ، كانتا صدفة في الجو ، واي خطط عسكرية والمخططون سكارى ونياما بعد الليالي الحمراء ، في زمن الاعداد للمعركة المصيرية ؟

اما حرب تشرين ، وهي اخر حروب الدول العربية ، فقد خططت لها سوريا ومصر فقط ، ومع ذلك تراجعت مصر عما خططت له ، وتقزمت نتائج الحرب ، وكان ما كان من اختراقات وتراجعات ، فهل كان للاردن دور في ذلك ؟ لا نريد ان نقول لهيكل ، انه اكثر من يعلم شيم الحسين ومبادئه وشجاعته وتسامحه ايضا ، فحفيد أل هاشم ، وحفيد قادة ثورة العرب الكبرى ، لا يمكن ان يكون ، الا الامين على العهد ، والعميل لا يمكن ابدا ان يكسب احترام مستأجريه ، فهل يمكن لاربع رؤساء امريكيين ان يشاركوا في جنازة زعيم ، ان لم يكن اهلا لهذا الاحترام ، وهل يمكن لعميل ان يتخذ مواقف الند لامريكا واسرائيل ، كما فعل الحسين مع قضية السفير الامريكي ، الذي امر الملك بطرده خلال 12 ساعة ، كما ذكر الرئيس الرفاعي في مقابلته مع الجزيرة ، وكما فعل عندما هدد الاسرائيليين بالغاء اتفاق وادي عربة ان لم يعالج خالد مشعل ، وهل يمكن لاسرائيل ان تستجيب لمثل هذا التهديد ، لولا انها تعلم ان الملك يعني ما يقول ؟

نقول لهيكل ، تعال الى الاردن ، لترى شعبا قوميا حتى النخاع ، يتبنى كل قضايا العرب ، عاش معهم حلم تحرير فلسطين ، وعاش اطفاله حلم العودة الى يافا وحيفا ، كما عاش الخيبة عندما تقلصت الاهداف ، الى الانسحاب لحدود حزيران ، سار الاردن مع العرب دائما ، ولم يتوانى عن واجب قومي ، وكانت قيادته هي التي تحمل الراية ، والشعب من ورائها يسير ، فكانت المحبة المتبادلة ، والتناغم في المباديء والاهداف ، فهل يصنع ذلك غير قائد مخلص وفي ؟

اسئلة منظقية توجه الى هيكل ، والى جوقة الاتهاميين في وطن العرب ، الذين لا يخجلون من استمرار التمسك بهذا الارث اللا اخلاقي ، فلا ادل على لا اخلاقيته ، من تناقض التصنيفات في الاعلام العربي ، فهذا الزعيم وطني وقومي اليوم ، وفي الغد يصبح عميلا وخائنا ، ليعود بعد حين الى النقيض ، وهكذا ، وما على الجماهير العربية ، المقموعة فكريا وثقافيا وجسديا ، الا ان تطبل وتزمر مع الاعلام الاهوج ، وان تطرب لكل هذه التفاهات .

ان الاردنيين والعرب ، مدينون بالفضل للملك الراحل ، الذي حمى الاردن بحكمته وحنكته وشجاعته ومرونته وعقلانيته ، دون ان يتنازل عن مبدأ ، او عن ذرة من الحق العربي ، والذي لولاه ، لكان الاردن في خبر كان ، ولكان الاردنيون لاجئين في دول الجوار ، اما نتيجة لاحتلال اسرائيلي ، او هربا من بطش قادة ثورجيين ، رأينا ماذا جلبوا لشعوبهم من نكبات .

m_nasrawin@yahoo.com





  • لا يوجد تعليقات

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة عمون الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة عمون الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم : *
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق : *
بقي لك 500 حرف
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :