facebook
twitter
Youtube
Ammon on Apple Store
Ammon on Play Store
مواعيد الطيران
مواعيد الصلاة
rss
  • اخر التحديثات
  • الأكثر مشاهدة




"المثل الأعلى"


د.هيا عاشور
31-03-2018 10:34 PM

كثيراً ما يخاطرنا الآخرين بشخصياتٍ هي مثلهم الأعلى. واحيانا الحظ في ذلك انتقاء لصفات وليس لأشخاص وهناك فرق كبير بين الصفة والشخص.فربما نستحسن صفات في نظرنا هي حميدة ولكن لا ينطبق ذلك على من نطلق عليهم (المثل الأعلى ) وعلى سبيل المثال نحن كمسلمين دوماً نهتدي ونقتدي برسولنا صلى الله عليه وسلم وايضا بباقي الرسل والانبياء،ومن وجهة نظري هو انتقاص في مكانتهم ومقارنة غير سليمة فهم أشخاص ليسوا كباقي البشر فقد اصطفاهم الله واختارهم ليكونوا رسله على هذه الارض ينبئون بما خفي عليهم من علم الله وبهذا لا يمكن ان يكونوا مثل أعلى لأحد لان ليس كمثلهم احد.

فقد كانت بداية خلقهم وسيرتهم وحياتهم ومماتهم في جميعها تذكيرا وهدّيً بكلمات الله والى صراطه المستقيم.

فالمثل الأعلى وكما في الادارة هو بمثابة الرؤية للمؤسسة،بمعنى كيف ترى هذه المؤسسة نفسها ووضعها بعد سنين،فتضع استراتيجيتها تحقيقا لصوبها نحو هذه المكانة من خلال استراتيجيتها، والتي يكون بعد دراسات مستفيضة لمكنونات داخلها ومؤثرات محيطها .وكذلك الحال للانسان،فما المؤسسة الا شخص اعتباري ،وبهذا لا يكون للشخص فرصة بأن يصل الى رؤيته اذا ما كانت هذه الرؤية رسولا او نبياً ، ولا يشترط بالمثل الأعلى ان يكون متوافقا معك في الأهداف وايضا المثل الأعلى لا يكون شخصية واحدة فقط فربما يتعدد بتعدد مجالات الحياة المختلفة .

وعلى سبيل المثال ارى منشورات على المدونات الالكترونية وصفحات التواصل الاجتماعي، من يجدون في افكارهم الثورية (جفارا) هو مثلهم الأعلى وهم ربما ليسوا من طينته ولا مذهبه ، كذلك الحظ في الأجهزة الأمنية للدول المختلفة يَرَوْن في السيدة ( ليفني) مثلا اعلى كضابط استخبارات عسكرية، مع انها هي كانت متفانية في عملها لجهاز هو ضد وعدو لدول هؤلاء الأشخاص .والامثلة كثيرة (تشرشل) احد رؤساء وزراء بريطانيا و( ترومان) احد رؤساء الولايات المتحدة الامريكية، و ( ميركل ) في المانيا و (نابليون) لفرنسا، و اردوغان لتركيا، و(بوتن) لروسيا، و(عمر المختار) للمغرب العربي ، وقادة اسلاميين في عصور مختلفة .فهولاء الأشخاص سطّر التاريخ أعمالهم واحترمهم العدو قبل الصديق.

أما ان نربط (المثل الأعلى ) بالصفة او المجال وإلا فقد جُرّد الموضوع من اساسه .
فلا يمكن لأحد ان يقول ان مثله الأعلى ، جلالة المغفور له الملك الحسين طيب الله ثراه ، ويتوقف بذلك دون إشارة الى مجال الاقتداء ،فقد يقول ان جلالته وهو فعلا مثلنا الأعلى جميعا نحن الاردنيون في تواضعه ومثلنا الأعلى ايضا جميعا في تسامحه.

ولكن بدون هذه الصفات وغيرها لا يصح لأحد أن يكون جلالته مثله الأعلى بتجرد .فهو واقصد الشخص لن يكون ابدا ملكاً، وهذا هو الفرق بين المثل الأعلى للشخص والاقتداء بصفاته وممارساته . ولكننا لا نفرق بين الاثنين، فمنّا من يقول ان سيدتنا مريم العذراء هي مثله الأعلى او عيسى ابن مريم هو مثله الأعلى وهذا لن يكون فهي أمٌ بمعجزة وهو نبي ورسول عليه السلام بمعجزة، ولن يصل أحداً الى مقامهما .

او كذلك الحال بالنسبة لسيدنا يوسف عليه السلام فما خُلِق ولن يخلق من هو في صفاته والتي حباه الله بها وحده .
اثار حفيظة هذا المقال تعليقات غير سوية على منشور لأحدهم يشير فيه الى تشيعه لعلِّي -كرم الله وجهه- في انه مثله الأعلى وفي نظرته له اعظم الرجال .وافهم منطلق منشوره جيدا مخالفة لتعليقاتهم التي لا تنم الا عن جهالة وتعنصر وتحزب ليس في مكانه. فكيف لا يكون عليّ كرم الله وجهه- هو أعظم الرجال وهو الذي آمن بنبوة محمد صَل الله عليه وسلم وهو طفل ، وهو الذي افتداه بنفسه، حين تأمر عليه الكفار في حدث غار حراء، وهو الذي ما رُفع سيفه الا نصرة للإسلام .

فالمثل الأعلى والاقتداء والتبعية والانتماء ليس بالضرورة فيهم الاجتماع .





  • 1 صلاح الدين هبيشان 01-04-2018 | 01:27 AM

    هناك خلط واضح ما بين المثل الاعلى والقدوة ...فالمثل الاعلى لا يشابهه شيء في كينونته وصفاته اما القدوة فهو انسان توفرت لديه قدرات مميزة ... كما ان هناك تداخل غير موفق في ربط المتبع ( بفتح الباء ) بالمتبع ( بكسر الباء ) فمن ذكرت من اسماء الاشخاص العاديين قد يكونوا قدوة للانسان في جزئية يمكن الاقتداء بها ويمكن عدم الاقتداء بها اما الرسل فاتباعهم واجب في كامل صفاتهم وما جاؤا به والعاقل من الناس هو من يحاول ان يرتقي بصفاته ومسلكيته ليشابه الانبياء او دون ذلك


تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة عمون الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة عمون الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم : *
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق : *
بقي لك 500 حرف
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :