facebook
twitter
Youtube
Ammon on Apple Store
Ammon on Play Store
مواعيد الطيران
مواعيد الصلاة
rss
  • اخر التحديثات
  • الأكثر مشاهدة




شعب نحن أم حشية قش ..


د. نضال القطامين
14-04-2018 04:20 PM

ستنتهي قمة العرب في الرياض مثلما انتهت سواها؛ بين بونين شاسعين في الفكرة وفي التنفيذ، وفي قبول شعبي متهالك.

ستمضي هذه القمة كغيرها من لقاءات المجاملة وابتسامات الكاميرات، على أنقاض ركام الحروب ووسط حجم بائس للخيبات التي توالت على العربي، وفي أسفل ومنتصف بوصلة عربية تائهة الاتجاه، ضاع زئبقها بين الفرس والروم وانسكب على حد سيفٍ ثلم، ذاك الذي لم تأخذ من هوى به على عاتق أخيه، رحمة ولا رأفة، وبينما لم تُبق طبول الحروب وقتا لسماع خطابات ولا لإلقاء مواعظ، تاه الناس في صحراء يلهث في كثبانها العطش..

نحن أمام خيبة قومية قاسية، ونكسات عربية متتالية، وانهزام لم يسجّل مثله التاريخ، أفضى فيما أفضى، إلى انكفاء على القطرية في صورة مهينة، وضياعٌ كامل لأحلام الوحدة، أشغل الناس في أنفسهم، فسرقوا من هذا الجيل، قواعد المروءة وأركان البعث العربي التي كانت في عمق أهدافنا وأحلامنا وقضايانا.

في السيناريو المضحك المبكي، سيتبارى المتحدثون في رسم صورة أكثر إشراقا لواقع أسود كالليل البهيم، وفي الوقت ذاته سيتراشق المغردون على التويتر بحجم ووقت ومكان التوما هوك.

لم يحدث أبدا أن تعلّق مسار صاروخ بحجم بلاغة الخطاب الثوري أو بمتانة مفرداته، يقول الكروز وهو مثل سرج سابح في فضاءنا المتخم بالمواعظ، لا شأن لي باجتماعاتكم ولا بقممكم، لدي مهمة في ركن عربي ما و لديّ هدف هناك. لا تؤلمه الأشلاء ولا الدماء، ولا يقلقه شيءٌ أكثر من تأخر فاتورته المكتوبة سلفا.

لا وقت لدينا للحديث عن الوحدة والحرية والاشتراكية، الأرجح أننا بحاجة أكثر من أي وقت مضى للدفاع عن حدودنا الضيقة، عن تراشق الاتهامات في السماء غير الصافية، عن تهيئة أرضية ذات اهتمام مشترك عن مكان سقوط الصواريخ، عن أي الشوارع التي ستمتلىء بالجثث، عن أي جرف سنلقي بما تبقى من الأحلام.

لن يأبه الناس بالقضايا ذات الاهتمام المشترك، ولا بالتأكيد على المبادرة العربية، ولا العالمية، سيلتقون وسيراهم الناس جميعا، لكن قلوبهم شتّى، والأدهى أن بأسهم بينهم شديد، وسترش الأملاح على الجراح، وستمضي الأمة نحو مستقبلها المجهول، ذاك الذي ارتهن بحروب أهلية ضيعت الثوابت ومحت الخطوط الحمر، وباتت اللاءات نَعَمَا كبيرة.

ليس في الأمر إقليمية ولا عصبية ولا حيادٌ عن الحق، لكن الثابت أن جلالة الملك الهاشمي، وحده من يقارع بسيف المعرفة والشرعية عقولا متحجّرة وأفئدةً هواء، وحده الأردن من يحمل بقايا الحلم في القومية والعروبة والدين. لقد بقي جلالته زعيما عربيا استثنائيا يقبل القسمة على الفرقاء، وسيبقى واسطة العقد في لم الشمل العربي، وهو الملهم الذي استشرف مستقبل الاقليم قبل زمن طويل، وقرأ في أفقه وحذّر من ما يتحمل العرب اليوم نتائجه الوخيمة، فأيُّ شيء بقي بعد نبوءاته وأفقه البعيد، وهل في رؤساء الوفود من يشد عضده فعلا لا قولا؟

لا ينقصنا أمام هذا السقوط المدوّي للحلم العربي، إلّا التساؤل المرير الذي صرخ به تيسير السبول، شعب نحن أم حشية قش ؟!!





  • لا يوجد تعليقات

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة عمون الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة عمون الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم : *
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق : *
بقي لك 500 حرف
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :