facebook
twitter
Youtube
Ammon on Apple Store
Ammon on Play Store
مواعيد الطيران
مواعيد الصلاة
rss
  • اخر التحديثات
  • الأكثر مشاهدة




المبادرات العربية والردود الإسرائيلية عليها


راسم عبيدات / القدس
25-04-2007 03:00 AM

بداية لا بد لنا من القول ، أن الثوابت الإسرائيلية لم تتغير منذ المؤتمر الصهيوني الأول في بازل آب 1897، والثوابت العربية القومية إستمرت في التراجع والإنكماش ، لتمثل حالة من الإفتراق العربي الرسمي الجماعي عن ثوابت قومية طالما إلتزم بها العرب على الأقل في الحالة العلنية ، فمن لاءات الخرطوم الثلاثة , لا صلح ولا مفاوضات ولا إعتراف ، والتي جاءت ردا على هزيمة عام 1967 ، إلى مبادرة السلام العربية التي أقرت في قمة بيروت 2002 ، وإتخذت قمة الرياض آذار 2007 قرارا عربيا جماعيا بإعادة تفعيلها .، حيث جرت في النهر مياه كثيرة إرتباطا بالواقع العربي الرسمي ، والذي يبرر ذلك بالإستجابة لمتطلبات الشرعية الدولية ، وبمعنى آخر التكيف مع المتطلبات والإشتراطات الأمريكية – الإسرائيلية ...وحيث تم الإنتقال من اللاءات الثلاث إلى النعم أربع مرات ، نعم للمفاوضات ، نعم للإعتراف ، نعم للسلام ، نعم للتطبيع وبعد صنع السلام ، وفي الوقت الذي لم يجف فيه الحبر ، عن قرارات وزراء الخارجية العرب ، والذين إجتمعوا في القاهرة ، لبحث طرق واليات تفعيل المبادرة العربية ، بشأن السلام مع إسرائيل ، حيث تم تكليف وزراء خارجيتي الأردن ومصر ، للقيام بهمة الإتصال مع إسرائيل في هذا الجانب ، ولكن كما تعودنا دائما من إسرائيل ، في الرد على مثل هذه المبادرات ، حيث قامت بخطوات وردود أفعال ، تثبت أن المجتمع الإسرائيلي ، والذي ما فتئت قياداته تتحدث عن إستعداداتها لتقديم ما يسمى بالتنازلات المؤلمة من أجل السلام ، وبتوصيف العرب والفلسطينيون وتنميطهم ، حسب قول الكاتب نقولا ناصر ، بأنهم الرافضين تاريخيا للسلام ، وبأنهم مدمني أضاعة فرص السلام ، غير جاهز للسلام ، لا على المستوى الرسمي ، ولا على المستوى الشعبي ، فعلى المستوى الرسمي ، الحكومة بمختلف ألوان طيفها السياسي والحزبي ، غارقة في الفساد والرشاوي والفضائح الجنسية ، ولجان التحقيق حول الحرب السادسة ، الحرب على لبنان ، والتي قد تطيح برأس المؤسسة الحاكمة ، وبالتالي هذه الحكومة غير قادرة على إتخاذ قرارات إستراتيجية ، مثل قضية تبادل الأسرى ، أو مفاوضات عربية – إسرائيلية جدية تؤدي إلى إنسحاب إسرائيلي كامل من الأراضي العربية المحتلة عام 1967م ، إذا هذه القيادة في سبيل مصالحها والدفاع عن الكرسي والزعامة والقيادة ، فإنها تعمد إلى تصدير أزماتها الداخلية ، نحو الخارج ، وهذا التصدير دائما يأخذ أبعادا عدوانية ، او شن عمليات تضليل وخداع ، وما يجري اليوم على الساحة الفلسطينية ، يندرج في هذا الإطار والسياق ، حيث صعدت إسرائيل من وتيرة قمعها وإغتيالاتها لأبناء الشعب الفلسطيني ، وذلك لكي ، تحقق عدد من الأهداف ، يقف في طليعتها ، إفشال أية خطوة أو جهد فلسطيني يستهدف نقل حالة التهدئة من القطاع إلى الضفة الغربية ، وذلك إستجابة لرؤية وتصور أجهزتها الأمنية والعسكرية والإستخبارية ، أن من شأن الموافقة على مثل هذه الخطوة ، إلحاق ضرر بالغ بقوة الردع الإسرائيلية ، وكذلك فإن ذلك قد يمكن قوى وفصائل العمل الوطني الفلسطيني ، من إعدة بناء بنيتها التحتية ، وقدراتها التنظيمية والكفاحية ، أي بمعنى آخر التصعيد من أجل جر قوى المقاومة على للرد ، على تلك الجرائم والإستفزازات الإسرائيلية ، ومن ثم تصبح الحجج والذرائع جاهزة ومبررة لشن عملية عسكرية إسرائيلية واسعه على قطاع غزة ، والتي يتم التمهيد لها بالتطبيل والتزمير يوميا ، في وسائل الأعلام الإسرائيلية ، مثل تسلح فصائل وقوى المقاومة الفلسطينية بأسلحة حديثة ، تمكنها من ضرب العمق الإسرائيلي ، وكذلك الحديث عن وجود خبراء إيرانيين ، يعملون على تدريب المقاومة الفلسطينية على الأسلحة وزرع العبوات وتحسين وتطوير قدراتهم القتالية والصاروخية ، وتصدير الأزمة ليس قصرا على الساحة الفلسطينية ، فلربما يكون نحو الشمال ، أي تسخين الجبهة السورية - اللبنانية ، حيث الحديث المكثف عن إستعدادات وتسلح عسكري سوري ، لشن حرب محدودة من أجل تحريك أو تحرير هضبة الجولان السورية المحتلة ، أو ربما تندفع إسرائيل نحو مهاجمة المنشئات النووية الإيرانية ، بموافقة وضوء أخضر أمريكي ، وبالتالي هذا التحرك والتصعيد الإسرائيلي ، هو الكفيل بمنع إيجاد أي ضغط حقيقي على إسرائيل للموافقة أو الإستجابة للمبادرة العربية ، وخصوصا أن الإدارة الأمريكية ، وعلى ضوء إزدياد أزمتها في المستنقع العراقي ، والفشل في منع إيران من إستملاك الأسلحة النووية وتطوير منشئاتها النووية ، قد يدفعها ذلك لممارسة ضغوط على إسرائيل لقبول المبادرة العربية ، وخصوصا بعد ما لفقته صحيفة " هارتس " ، الإسرائيلية على لسان الملك عبدالله الثاني من أن لإسرائيل الحق في الإعتراض على المبادرة ، وأمريكيا معنية في إصطفاف عربي حول موقفها ، لشن حرب على إيران ، ومن هنا ندرك أن هذه المبادرة التي جرى قبرها وتصفيتها ؟، قبل ولدتها في بيروت / 2002على يد رئيس الوزراء الإسرائيلي السابق " شارون " ، حيث إجتاح كامل الضفة الغربية ، وحاصر مقر الرئيس الراحل الشهيد أبو عمار في رام الله ، ولم يكن الرد العربي الرسمي ليتعدى الإدانة والإستنكار اللفظي ، لكون هذه الحكومات عاجزة تماما عن الرد، ولا يمتلك أيً من عناصر القوة التي تمكنه ، من الرد على العنجهية والغطرسة الإسرائيليتيين ، واليوم يعيد رئيس الوزراء الإسرائيلي " أولمرت " ، نفس الكرة وبالقوة العسكرية لإفشال أي إستجابة أو تعاطي مع هذه المبادرة دولياً وإقليميا ، ورغم أن هذا ربما ينهي على وصف الكاتب نقولا ناصر ، حالة التنميط الغربي والأمريكي للعرب ، على أنهم رافضين للسلام ، إلا أن ما نشهده ، ليس حالة من التحولات التاريخية الإيجابية عربيا ، بل هو حالة من التحول السلبي والخطير ، والذي هو إستمرار لسياق تاريخي طويل من التنازلات المجانية ، والتي يقدمها النظام الرسمي العربي ، ، وأنا لا أتفق مع الكاتب نقولاناصر ، بأن من فوائد هذه المبادرة أنها تنهي حالة التنميط الذاتي للدول العربية أمام شعوبها كأنظمة ملتزمة بالثوابت القومية في الصراع مع إسرائيل ، فالجماهير العربية وعت هذه الحقيقة بشكل واضح أثناء العدوان الإسرائيلي على لبنان ، حيث أن النظام العربي وقف عاريا ومكشوفا أمام جماهيره ، وبالتالي التخلي وإنهاء قومية الصراع في سبيل أن ننهي حالة التنميط في الذهنية الغربية والأمريكية عنا كعرب ، بأننا عدوانيين لا يمكن تبريره تحت أي شكل من الأشكال ، فلا يجوز مقايضة الحقوق في سبيل تكتيكات معينة هنا أو هناك ، وبدون وضع آليات وتجنيد كل الطاقات والإمكانيات وعناصر القوة العربية ، وإيجادة لعبة المصالح ، فإن هذه المبادرة حتى في إطارها وشكلها الحالي ، والتي أنا متشكك ، بل ومتيقن من أن النظام الرسمي العربي ، جاهز لإدخال تعديلات عليها ، تستجيب للرؤية الأمريكية والإسرائيلية ، تحت يافطة وشعارات الإستجابة لمققررات الشرعية الدولية ، وإسرائيل التي تبدي ثباتا على مواقفها وإستراتيجيتها منذ مؤتمر بازل في سويسرا، وحتى الآن غير متوقع أن تستجيب لهذه المبادرة حتى في صورتها الحالية ، دون أن يكون لها حوامل وآليات وأنياب ، وبدائل جدية في حالة رفضها من جانب إسرائيل ، لأن إستمرار الأقوال وطرح الشعارات بدون أية أفعال وترجمات عملية على الأرض ، من شأنه أن يزيد من حالة الأحباط واليأس وفقدان الثقة بين الجماهير والشعوب العربية .





  • لا يوجد تعليقات

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة عمون الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة عمون الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم : *
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق : *
بقي لك 500 حرف
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :