facebook
twitter
Youtube
Ammon on Apple Store
Ammon on Play Store
مواعيد الطيران
مواعيد الصلاة
rss
  • اخر التحديثات
  • الأكثر مشاهدة




ألا ليت الثقة العمياء تبصر!


سليمان الطعاني
23-04-2018 04:27 PM

أدركتُ، ولكن متأخراً أن نصف أحزاني لم يكن لها داعٍ وإنما كانت بفعل تحليلي العميق وتأملي الدقيق في الأشياء من حولي، واهتمامي الكبير وحبي الأعمى. تبين لي أن الأمر لم يكن يتطلب كل هذا الشيء، كان يجب عليّ أن أتخطى كل شيء دون تفكير. فأنا لستُ مرسلاً لتصحيح التفكير الأعوج عند الناس لأنني لستُ عليهم بحفيظ، وما أنا عليهم بوكيل، وفي النهاية ليس عليّ هداهم، لا أحد يستحق التفريط بمشاعرك من أجله، لا أحد يستحق هذا الاندفاع.

يا ليتني لم أقترب منك أكثر يا صاح، ألا ليت الثقة العمياء تبصر حتى تقرأ ما أكتُب، أكتُبُ بعمق وجسارة أشياء كثيرة تمنيت انني لم اراها منكَ، لم أعرفها منكَ، لم أجربُها معكَ، كم كنتَ أجمل بتفاصيلك الصغيرة، يوم كنتَ نبضاً لا يهدأ، لا عتابٌ فيه ولا غيابٌ، لا وصَبٌ ولا نَصَب... كنتَ تشبه نفسكَ فقط ولا تقُل من الكلام إلا ما يمثّلك، كنتَ أنتَ دوماً، كنتَ قادراً على الاحتواء، بداياتك الجميلة كانت تبهرني واسجلها في دفتر أيامي لأثبت لنفسي أحاسيس العنفوان بك والاعتزاز بالخدمة!

أهي البدايات، والأوهام تعانقُها، أجملُ، أم هي النهايات التي تكشف كل انسان على حقيقته أصدق؟ لا أدري لكنني أرهقتُ نفسي بالوفاء وأسرفتُ في مشاعري واستنزفتها في البدايات حتى أنني كنتُ احياناً أرى رائحة عطر النهايات المؤلمة بأم عيني! الزمن هو أشهر كاتب على الإطلاق، انه يكتب أعظم النهايات بالنسبة للناس كلها. وقد كتب منذ البداية ان الجميع يريدني حسب حاجته وعلى مقاسه!

وجدتُ أن النهايات انما هي ختمٌ دقيقٌ لما بدأ، والرسم العتيق المبطّن في كل نشئ، إنها ختم الختام، ولمسة أخيرة نضفيها على لوحة البدايات فترى الصورة تنقلب، والحقيقة تتوضّح وتتفتّح، لتأتي أخيرا معلنة انهزام البدء وانتهاء ذلك العرض لتختم بها جولات وصولات ... لم نندم فيها على العطاء يوماً ولا ننتظر المعاملة بالمثل ولا نريد ردَّ الجميل أبداً... ولكننا لا نتمنى انكاره ...

يامن أنتم قريبون بكل ما اوتيتم من بُعد، لكل شيء إذا ما تمّ نقصانُ، أقسم أنني بذلتُ ما في وسعي لأبقى، أقسم أنني لا أريد أن أكون متشائماً، ولكن ما مررتُ به جعلني أفقد التفاؤل! لا أعاتب أحداً ولا أُحاسب أحد، ربما لم يعد الزمان زماني، ولا حتى المكان مكاني، والاحساس ليس احساسي وكل الأشياء من حولي لا ترغب بصحبتي، ربما لأنني أصبحت عاديّاً احتياطياً شيئاً زائداً ... عتيقاً أتخذُ من الصمت محطةً، ومن اللامبالاة سكناً، ردودي مختصرة وكفاءاتي متدنية وليس عندي القدرة على التكيف مع الموضة.





  • لا يوجد تعليقات

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة عمون الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة عمون الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم : *
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق : *
بقي لك 500 حرف
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :