facebook
twitter
Youtube
Ammon on Apple Store
Ammon on Play Store
مواعيد الطيران
مواعيد الصلاة
rss
  • اخر التحديثات
  • الأكثر مشاهدة




مهمة الملك ستحدد نجاح او فشل السياسة الامريكية


طاهر العدوان
14-04-2009 06:54 AM

لا اعتقد ان هذه المهمة ستكون سهلة في واشنطن, صحيح ان الملك عبدالله الثاني يحظى باحترام الادارة الامريكية, وبتقدير الاوساط السياسية الجمهورية والديمقراطية, الا ان المهمة الملكية لا تتعلق بالعلاقات الثنائية بين الاردن وامريكا, فهي ممتازة على الدوام, انما ترتبط بمسائل الامن والسلام والاستقرار في منطقة الشرق الاوسط كلها, وهذه قضية شائكة.

ومن غير الانصاف الدخول في توقعات ورهانات مبكرة بالفشل والنجاح.. وبالطبع سيكون هناك نجاح مثلما ستكون هناك توقعات بالفشل, لكن ذلك لا يتحدد بمجرد حدوث اللقاء التاريخي.

واذا تعاملنا مع الشكل في اللقاء الذي سيتم في الحادي والعشرين من الشهر الحالي بين الملك عبدالله الثاني والرئىس اوباما, فان العرب يسجلون نقطة نجاح باعتمادهم الملك في تمثيلهم ونقل الموقف الموحد, الصادر عن قمة الدوحة, الى الادارة الامريكية الجديدة. كما ان حدوث هذا اللقاء الاول بين زعماء المنطقة وبين اوباما, قبل لقائه رئيس وزراء اسرائيل الجديد نتنياهو, هو مؤشر له دلالات واعدة لا يخطىء ملاحظتها اهل السياسة.

يملك عبدالله الثاني الكفاءة في تقديم وعرض الموقف العربي من عملية السلام على الرئيس الامريكي واركان ادارته. وهذا لا يحتاج الى جدال, فقرار الزعماء العرب بتكليف جلالته بهذه المهمة يؤكد هذه الكفاءة التي تمتزج فيها شخصيته مع قدرته على عرض الافكار وحرصه في الدفاع عن القضايا العربية.

لكن يجب ان نميز بين نجاح المهمة في ايصال الرسالة العربية الموحدة الى ادارة اوباما وبين النجاح او الفشل في تحقيق مضمونها. فهذا امر وذلك امر آخر. لأن تقييم النجاح والفشل على ضوء مهمة الملك سيتحمله طرفان, الاول: الادارة الامريكية الجديدة, والثاني: الدول العربية او مؤسسة القمة.

هذان الطرفان سيكونان في موضع اختبار فور انتهاء محادثات الملك مع الرئيس الامريكي. فاذا تعهدت ادارة اوباما بالسير بخطوات عملية لتنفيذ مشروع الدولتين حتى لو ادى الامر الى صدام علني وكبير مع حكومة نتنياهو, فان ذلك سيكون علامة نجاح للسياسة الامريكية في المنطقة, مما يعزز دورها ويعيد لها الثقة المفقودة والمصداقية.

اما اذا اظهرت ادارة اوباما انها ستكون مجرد ساعي بريد بين العرب واسرائيل (وبيع) العرب قصة عجزها عن الضغط على حكومة اسرائيل, وبالتالي الاستسلام او اللامبالاة تجاه مواقفها المعادية للسلام, فان ذلك سيكون حالة من اعلان الفشل للدور الامريكي كله في الشرق الاوسط, وهو فشل ستكون له آثاره الخطيرة على نفوذ ومكانة امريكا في العالم, وفي المنطقة على وجه الخصوص وعلى الامن والاستقرار الدوليين.

بالمقابل, من الخطأ بمكان الاستمرار في السياسة العربية الفاشلة, التي تفتقر الى القدرة على متابعة الحركة واعادة تقييم المواقف بعد كل عقبة تعترض التحرك العربي من اجل الوصول الى حل سلمي عادل للقضية العربية والفلسطينية! وفي مسألة كسب الحلفاء في القضايا القومية المركزية.

فاذا اظهرت ادارة اوباما استجابة ضعيفة وغير مؤثرة للتحرك العربي والموقف الجماعي الذي تمثله زيارة الملك, فان رسالة اخرى قوية يفترض ان توجه الى واشنطن, مضمونها ان الفلسطينيين والعرب لم يعودوا قادرين على القبول بشراكة (سياسية وامنية) مع الولايات المتحدة, ولا الدفاع عن مصالحها في المنطقة. وان تخلي ادارة اوباما عن دور الدولة الاعظم في اقرار سلام عادل, بحجة الرفض الاسرائيلي, هو موقف معاد للعرب وتحالف سافر مع تل ابيب لتكريس احتلالاتها وتأييد حروبها واستيطانها ومعتقلاتها وقمعها.

بهذا المعنى يمكن ان تكون مهمة الملك ذات طابع استراتيجي, حسب شكل المواقف الامريكية, والعربية اللاحقة لنتائج هذه الزيارة وهي في جميع الاحوال ستحدد نجاح او فشل سياسة اوباما في المنطقة. ولا ابالغ ان قلت ان العرب بالمقابل سيضيعون فرصة تاريخية ان لم يظهروا (للصديق) الامريكي ان للصبر حددوا وان الضمانة الامريكية لأمن ووجود اسرائيل يجب ان لا تشمل الغاء وجود الفلسطينيين وتهويد القدس وتكريس الاحتلال وتوسيع الاستيطان.0

taher.odwan@alarabalyawm.net





  • لا يوجد تعليقات

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة عمون الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة عمون الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم : *
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق : *
بقي لك 500 حرف
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :