facebook
twitter
Youtube
Ammon on Apple Store
Ammon on Play Store
مواعيد الطيران
مواعيد الصلاة
rss
  • اخر التحديثات
  • الأكثر مشاهدة




{ اللوّزي .. مُصلِحاً ؟! }


ممدوح ابودلهوم
26-04-2007 03:00 AM

[ حين يترجلُ رمزٌ وطنيٌّ في قامة الشيخ ( مفلح اللوزي ) رحمه الله ، تحضرُ من فورها عرائسُ الذكريات ممتطيةً ركائبَ الماضي صدىً للنداء الحزين ،كي تصطف تحت غيمٍ راح يُجللَّ سماء ( الجبيهة ) الطيبة – كجزء خصيبٍ وركن حبيبٍ من ( بلقاء ) الرجال ، صامتةً كأن على الهاماتِ قبل الأعناق طير الفجيعة ، وكذا سُطرّت خاتمة الحكاية برحيل الشيخ الجليل ، ونفهم أن الصهيل اليوم أمام مضارب القبيلة ، يعني أن نفتح باب الوطن على مصراعيه ، كي نرى إلى قمحه الطيب في صبحه الأصيل ، فيسمو آنئذٍ الحديثُ الرضيُّ الطيبُ بالرجال الرجال – الذين كانوا ، ذات زمنٍ صافٍ باسلٍ .. مونقٍ وريّان ، وراء أمانة تخليد تاريخ الأردن (الشفويَ) .. (المحفوظ) في أعلى هاماتهم الطاهرة .. أمانةً وانتماءً ، (المروي) على ألسنتهم العفيفة الشريفة .. حكمةً وشعراً ، وعليه يصبح هذا الحديثُ واجباً أخلاقياً ، قد يرقى في أعلى عناوينه إلى علياء الإنعتاق الوطني . أعترفُ هنا وقبل أن تأخذني أجياشُ الحزن من عرائس الذكريات في حضرة الوطن ، أنني أُجاهدُ قصارايَ كي لا أُشخصنَ هذا البوح ، إذ تربطني بالراحل الجليل صلاتُ نسبٍ ووشائجَ قربى ، ثم لأنني .. وهو الأهم ، أريدُ هنا أن أعرضَ وبإيجازٍ يحكمني وسطور هذه المقالة المتواضعة ، لمسيرة رجلٍ يحمل عبر مفاتيح شخصيته صفة الشيخ (حقاً) وكاريزما المُصلح (حتماً) ، فأبو صالح رحمه الله قد تسلم مقاليد أمور عشيرته (اللوزيين) ، بعد رحيل عمه الشاعر الشيخ عبد الله اللوزي (أبو قبلان) رحمه الله ، الذي كان من ندماء جلالة المغفور له الملك المؤسس عبد الله بن الحسين طيب الله ثراه في مجلسه الأدبي ، وهو القائل لقصيدة طويلة يرددها الأردنيون في سامر أفراحهم ومطلعها : ( اللوزي يِسوي مِثايل / ويشد من الهجن حايل ) ، فظل من بعده أبو صالح رحمه الله وبدعمٍ صادقٍ من رجال عشيرته الأقربين ، وعلى رأسهم ابن عمه و أخيه ورفيق عمره أستاذ الجيل : دولة الأستاذ أحمد اللوزي (أبو ناصر) أطال الله في عمره ، حافظاً للأمانة ما استطاع إلى ذلك سبيلاً في أن يضرب المثال الأمثل ، بمعنى أنه بقي رحمه الله (يسوي مثايل ) .. زعامةً رُشداً وشعراً ، في خدمة عشيرتيّه الصغرى (اللوزيين) والكبرى (الأردنيين) في مملكة الهواشم المحفوظة . ما أود قوله .. وللحديث حزنه المقيم ، أن الراحل العزيز – كوجيه معروف ورجل عمل عام : (شيخاً ورئيساً لبلدية الجبيهة فعضواً في المجلس الوطني الاستشاري ، ثم عضواً في مجلس أمانة عمان فعضواً في مجلس النواب ، وغيرها لعل آخرها عضويته في الهيئة العامة لملتقى كلنا الأردن) ، لم يقصر حياته الثّرة الملأى بكل كبير وبكل كريم ، فقط على هذه الواجبات المنوطة به آنفاً والموزعة على أقانيمَ شتى بما في ذلك إصلاح ذات البين ، بل تعداها – كقاضٍ عشائريٍّ ومصلحٍ اجتماعيٍّ ، إلى ما أميل إلى عنونته بالمنجز الأهم كأثر خالد بالتالي سيبقى يذكره الطيبون طويلاً ، وأعني مباشرةً أنه رحمه الله يكاد يكون واحداً بين قلة من زعامات البلاد ورجالها الميامين ، الذين جعلوا من الخطاب العشائري رافعة مفصلية من روافع الإصلاح السياسي في الأردن ، بل سأذهب إلى أبعد من ذلك بالقول أنه رحمه الله قد أشاعَ مناخاتٍ ، من شأنها أن تستقيم نظريةً أو تصطف عهداً يستوي بالمحصلة ميثاقَ شرفٍ عمليٍّ ، يوائم بين (الخطاب العشائري) .. مناقبَ و أخلاقاً وانتماءً قبلياً ، لكن يقبلُ القسمة ، في تمدده الإنعتاقيّ .. من الجزء إلى الكل ، على الوطن بأكمله ، وبين (الخطاب الوطني) .. إصلاحاً سياسياً وتنمية شاملة ، وهي موائمة لمسنا ترجمة معادلتها من التنظير إلى التطبيق عملياً على الأرض ، بحيث أننا نجد في أبناء هذه العشيرة (المثال) على الموائمة الواقعية بين الخطابين ، إذ منهم الوزير والسفير والقاضي والطبيب والعسكري والفلاح والعامل ورجل الأعمال (الخ) ، وبكلمة – وما زلتُ أقاوم ملائك تشخيص هذا البوح الحزين – فإن الراحل العزيز قد تركنا على المحجة الوطنية الساطعة ، عشائرياً وإصلاحيّاً ، ما يزيغ عنها إلا هالكٌ ، وإذا بقيَ لي من قطرة زيت أخيرة في قنديل هذا البوح ، فسأتركها دميعةً أسّاقطُ حزناً مع تساقطها من محجريّ عينيَّ المطفأتين ، وأنا أقولُ مع أبناء الفقيد (صالح وزيد وصلاح وعبد الله وهايل) ، وأكارم قبيلة اللوزيين بل وجميع البلقاويين والأردنيين الطيبين ؛ إن القلب ليحزن وإن العين لتدمع وإنّا على فراقك يا أبا صالح لمحزونون .]
Abudalhoum_m@yahoo.com





  • لا يوجد تعليقات

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة عمون الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة عمون الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم : *
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق : *
بقي لك 500 حرف
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :