facebook
twitter
Youtube
Ammon on Apple Store
Ammon on Play Store
مواعيد الطيران
مواعيد الصلاة
rss
  • اخر التحديثات
  • الأكثر مشاهدة




أبا علي .. وداعاً


ممدوح ابودلهوم
17-04-2009 02:34 PM

( سطورُ إنصافٍ في رحيل الزميل الأستاذ أحمد الدباس رحمه الله )


[ فجع الوسط الإعلامي ضحى الخميس بنبأ وفاة الصحفي أحمد الدباس رحمه الله ، عضو الهيئة الإدارية السابق في نقابة الصحفيين والكاتب الصحفي في الشقيقة الدستور ، والتي كان يكتب فيها زاوية يومية بعنوان (مجرد كلمة) ، ظلت حتى أسابيع ثلاثة خلت ، أي منذ دخوله المستشفى ، حصناًُ حصيناً في خدمة الوطن والمواطن ..
ومهما يكن فإن نداهة الرحيل قد امتثلت لأمره سبحانه وتعالى ، بصعود روحه السمح إلى الرفيق الأعلى بعد مقارعة سنين مع المرض العضال ، وكان قد أُخرج رحمه الله من مستشفى الجامعة الأحد الماضي ، بعد أن أخذ جرعة كيماوي لم يقوَ جسده النحيل على تحملها ، فأوتي به إلى مستشفى حمزة وهو الأقرب لمسكنه في طارق حيث أسلم الروح بعد ساعتين من وصوله ..
لست هنا ، اليوم ، أنعي النسيب القريب والزميل الصديق المرحوم الدباس وحسب ، بل أيضاً ولكن في المقام الأول أنعي في بُرديه الكاتب والصحفي والمثقف اليساري العتيق – إذ كان المرحوم ناشطاً سياسياً يشار له بالبنان ، أيام كان العمل الحزبي تخصيصاً والحراك السياسي تعميماً ، على تنوع تياراته القومية والإسلامية و الشيوعية (الخ)، عملاً يراد به وجه الوطن وخدمة الأمة ، لا ساحاً هملاً كما هو راهن الحال حيث الضجيج الأيدلوجي الباهت والعجيج الشعاراتي المتهافت ، وإلا ماذا يمكن أن نطلق من توصيف أو نقدم من تعريف ، لحالة التراجع الحزبي هذه ولأزمة تردي الحراك السياسي في البلاد بإجمال ؟!
أنعي .. أجل .. وفي إهاب أبي علي رحمه الله ، رجل العمل العام صاحب الموقف المستند إلى رؤية سوسيولوجية ثاقبة ، وكذلك المنهج التنويري بروافعه الإنسانية النقية وأذرعه المعرفية العميقة ، وهو موقف بعيد الغور أحسب أنه كان لدى الراحل العزيز عميق الدلالة والمدلول في آن معاً ، موقف ضارب الجذور أيضاً ، إعلامياً وصحفياً أولاً .. وطنياً وإنسانيا بالتالي ، في عمق أديم هذه المهنة الحضارية الجدلية والأهم أيامنا هذه ..
ولعل رحيل الأستاذ الدباس .. على عظيم مصابنا بفقده الجلل ، يستوي مناسبة ملحة وفرصة مستفزة للحديث من على بلاط صاحبة الجلالة : الصحافة ، عن المرحوم كعلم من أعلامها البارزين وكنموذج للأداء المهني ولما يجب أن يكون عليه الصحفي الناجح أيضاً ، من حيث أن الصحافة في أي مجتمع مدني والأردن أنموذجه الأمثل، هي الرقيب الأخلاقي على السلطات الثلاث كصاحبة النيافة : السلطة الرابعة ..
وفق التخريجة .. فإن الصحافة هي الشاهد الأمين على متابعة الرسم البياني للنهوض الوطني ، بتوهج حلقاته في سلسلة تجليات حراكه الحيوي وعلى الصعد السياسية والاقتصادية والاجتماعية والإنسانية بالتالي ، والناقل المؤتمن لنبض المواطنين الطيبين ووقع جدلهم اليومي والطيف السياسي منهم في المقام الأول ، فضلاً عن كونها تقدم وجبتها المعرفية للناس بتلاوينهم كافة ، بما اصطلح على تعريفه بين المهتمين علمائهم وعوامهم أيضاً بالمنشور الثقافي للجماهير ، والذي كان إلى عهد قريب يومياً عبر الصحافة اليومية وأسبوعياً عبر الأسبوعيات ، قبل أن تتفوق الميديا الإعلامية على نفسها ، بتقديم هذا (المنشور الجماهيري) ، أخباراً وتحاليلَ وتغطيات ، ليس فقط يوماً بيوم ولا ساعةً فساعة بل دقيقةً بدقيقة ، بانضمام الأقنوم الرابع الإلكتروني بعد المكتوب والمسموع و المرئي ..
لقد ظل المرحوم في نزال شرس مع جاندرما هذا المرض العضال : السرطان ، سنين عدداً وتحديداً عقد ونيف من الزمان قبل غيابه المفجع ضحى الخميس الماضي ، وكان جلالة المغفور له خالدنا الحسين طيب الله ثراه ، قد شمله برعايته السامية وشخصياً حين أمر بنقله إلى مشفى مايوكلينك في الولايات المتحدة ، حيث بقي في صحبة جلالته بإشراف نفس الأطباء والكوادر التمريضية في هذا الصرح الطبي الشهير ، وبالمناسبة ومن باب إنصاف الحسين للدباس رحمهما الله ، ومن منطلق عدم كتم الشهادة ناهيك بواجب ذكر حسنات الراحلين ، أشير هنا إلى مجرد عناوين هي إشراقات حسب ، للوشيجة العظيمة المتمثلة في وفاء الصحفي الجندي لقائده العظيم رحمهما الله ، إذ روى لي المرحوم الدباس وبما يشبه البث الحي عن مواقف الملك الأب طيب الله ثراه ، عن شجاعته الأسطورية الغير مسبوقة في مواجهة السرطان ، وكيف أن جلالته كان يقابل الأطباء والممرضين و العلاج بل والزوار أيضاً ، بالممازحة وخفة الظل وإطلاق النكات أيضاً ، وكيف أنه غادر مايوكلينك وهو في أوج أزمته الصحية ليلبي نداء الرئيس الأميركي الأسبق بيل كلينتون ، لمساعدته كزعيم حكيم ومستشار فذ في إنجاح كامب ديفيد الثانية بين الطرفين الفلسطيني والإسرائيلي ، وكيف كان يداعبه شخصياً حيث كان يناديه تحبباً بلقب (أبو دبوس) ، قبل أن يرحل جلالته قبل عقد من الزمان ليلحق به جنديه الدباس أمس الأول ..
لقد عمل المرحوم الأستاذ أحمد الدباس ، خلوصاً ، في الصحافة الأردنية والعربية ومراسلاً صحفياً لوكالة الأنباء الأردنية ، في غير بلد منها العراق وقبلها بيروت التي عاصر فيها في مفتتح الثمانينات الإجتياح الإسرائيلي ..
رحم الله فقيد الإعلام الأردني وفقيد الأردن الغالي رحمة واسعة ، ووسع مدخله مع الصديقين والصالحين وجعل قبره روضة من رياض الجنة ، فقد عاش صحفياً شريفاً ومواطناً مخلصاً ومات صحفياً شريفاً ومواطناً مخلصاً ، فنعم نُصدّق .. نشهد ونصادق .. على أن كل نفس ذائقة الموت لا محالة ، ونعم .. فما تدري نفس ماذا تكسب غداً ولا تدري بأي أرض تموت ، وصدق الشاعر الثعالبي حين قال في قصيدته (يتيمة الدهر) .. ما زبدته : وكل ابن أمة وإن طال زمانه فهو يوماً على المحفة البيضاء محمول ، و .. إنا لله وإنا إليه راجعون .. ]

Abudalhoum_m@yahoo.com





  • لا يوجد تعليقات

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة عمون الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة عمون الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم : *
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق : *
بقي لك 500 حرف
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :