facebook
twitter
Youtube
Ammon on Apple Store
Ammon on Play Store
مواعيد الطيران
مواعيد الصلاة
rss
  • اخر التحديثات
  • الأكثر مشاهدة




مشكلة صفوة ام أزمة مجتمع


د.مروان الشمري
06-05-2018 02:22 PM

ان احد اهم عوامل قوة وتماسك الامم والدول هو اللحمة والنسيج الاجتماعي القوي القائم على الوفاق والاتفاق على ثوابت عامة لا خلاف عليها بين الجميع. ان الاختلاف في المقابل على تفاصيل تتعلق في التشريع والممارسة والحياة السياسية ودور المعتقدات وغيرها هو امر صحي لا يستدعي ان نناصب بَعضنا العداء بل يستوجب البناء على هذا الاختلاف واستثماره بالطرق المثلى لينتج إضاءات يمكن تطويعها لخدمة المجتمع بكافة اتجاهاته الاجتماعية والسياسية والعقدية. ان معظم الدول القوية قامت على الاستثمار في الاختلاف والتعددية لخدمة الهدف الأعظم وهو النهضة في كل المجالات ولان الأردنيين جميعا يحبون بلدهم ويريدون له الخير فعلى الدولة وجميع الاطياف السياسية ان تعي أهمية الإيمان بذلك وان تعمل على تحقيقه بعيدا عن فكرة الإلغاء والاقصاء. هكذا نحمي النسيج الوطني بكل اطيافه وألوانه وتوجهاته وهكذا نحمي استقرارنا الاجتماعي.

ذكرني ما حدث في انتخابات نقابة المهندسين من إطلاق لشعارات التحرير وبالتاكيد لم يقصد اخواننا اليساريين وغيرهم تحرير الأقصى والجولان والعراق وسوريا واليمن وغيرها من بلدان الأمة المنكوبة، والاتهامات الباطلة والمقززة التي أطلقها احد رموز الجماعة ردا على خسارة الانتخابات في الصندوق، هذه كانت عينة ممن يفترض انهم من صفوة المجتمع النخبوي المتعلم في الاردن، وما تبعها من موجات اتهامات وشتائم بين الأطراف المتنافسة على وسائل التواصل، ذكرني ذلك بالعصور المظلمة لاوروبا وصكوك الغفران وذكرني بدول هدمها جهل النخب وهبوط مستواها الفكري وتدني نوعية ممارساتها المهنية.

اذا كانت هذه هي سمات الصفوة فلا عجب إذاً مما نراه من تصدر بعض نشطاء التواصل لمشهد التنظير الوطني فاحدهم ممن كان يلقى القبض عليه أسبوعيا بحالة سكر شديد يتم استضافته في قصور المؤتمرات لينظر وهو لا يمتلك أدنى تعليم، لم أعد اتعجب ابدا من عدد المشاهدات المليوني لفيديوهات بعض الموتورين في بلادنا ممن امتهنوا التنظير وهم يفتقرون لابسط مقومات العلم والأدب .

ان ما جرى ويجري من انفكاك المجموع الكلي للشعب وللأفراد عن المبادئ التي تجمع اي شعب لهو امر جد خطير وهو نتاج حالة مستمره من المرض الشديد التي اصابت جسد المجتمع الاردني نتيجة عقم الرحم السياسي للدولة والذي تلقى تطعيما مسموما عطل قدرته الإنتاجية بفعل فاعلين هم حقيقةً مخرجوا كل المسرحيات بكافة أنواعها سياسيا واقتصاديا واجتماعيا ليستمروا في احكام سيطرتهم على مفاصل الدولة حتى تهترئ وتشيخ بعد ان يكونوا قد أجهزوا على ما بقي فيها من كريات دم بيضاء وحمراء ومن معادن وثروات.

النصيحة الْيَوْمَ لي وللجميع ان نعود الى رشدنا وان نخلع الرويبضات عن كل منبر وان نعي حقيقة وضعنا وان نبحث في جذور مسببات ما وصلنا اليه وان نعمل على حلها بالإجماع.





  • لا يوجد تعليقات

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة عمون الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة عمون الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم : *
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق : *
بقي لك 500 حرف
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :