facebook
twitter
Youtube
Ammon on Apple Store
Ammon on Play Store
مواعيد الطيران
مواعيد الصلاة
rss
  • اخر التحديثات
  • الأكثر مشاهدة




ماذا نختار: العِلم أم المال؟


ناديا هاشم العالول
08-05-2018 01:17 AM

سؤال كانت الإجابة عليه بالماضي أسهل: «العِلم طبعا»

هكذا تأتي الإجابة اتوماتيكيا: فمن يَعلم يعقِل ومن يعقل يسلَم..فما فائدة المال بدونهما بدون العلم والعقل؟

الا ان إنسان العصر الحديث يواجه الكثير من أنماط الصراع النفسي الناجم عن الإيقاع السريع للحياة، وتطورها التكنولوجي، وكثرة المشاغل والمغريات التي تجعله عرضة للإصابة بالكثير من التضارب بين الصح والخطأ وبين المنطق واللامنطق فيعجز عن الوصول إلى الخيار الأمثل من بين الخيارات المتاحة أمامه، وكأن المعادلة أصبحت أصعب أمام الإنسان المعاصر؛ فكلما زادت التكنولوجيا ازدهارا وزادت نسبة الخيارات المتاحة أمام الإنسان زادت معها الصراعات النفسية وتضاربت العواطف الداخلية والاختيارات معها..

ففي هذا الزمن المادي البحت.. زمن انغماس الأغلبية بالمادة حتى النخاع يأتي المال مطلباً أولاً لكثرة متطلبات الحياة المتزايدة، فكماليات الماضي أصبحت ضروريات الحاضر !

وهاتْ دبِّرها !

ومع ذلك ما زالت فئة تؤمن بتقدم العلم على المال.. فمن يتعلم يعقِلْ ومن يعلم يسْلَمْ.. فالمعرفة قوة ومصدرها التعلّم بمعاهد الدراسة او بمعهد الحياة وهي التي توصل للتنمية والنمو والمال.. الخ أكان على مستوى الفرد او الجماعة او الدول.. علما بأن العِلم ليس اي علم !

إنما العلم والمعرفة الحقيقييْن المرتبطيْن بالعقل الشغّال إذ لا يمكن الاستفادة منهما الا من خلال وسيلة واحدة الا وهي بإِعْمال العقل الصانع للفكر والعلم والعمل والانجاز وبتطبيق السلوك على الفعل على العمل وعلى الإنجاز عبر طاقة ايجابية تبني ولا تهدم تُقَوّي ولا تُضْعِف وهو العِلم المقصود..

فحملة الشهادات وهم كثُر إلا ان نسبة منهم غير متعلمة لإهمالها المتواصل لعلمها ليصبح عرضة للتراجع والصدأ والإختفاء وكأنه لم يكن !

يتبجّح البعض بقدرتهم على شراء كل شيء حتى الشهادة العلمية ، وهذا جائز ،ولكن شتّان بين العلم المتجذِّر المتأصِّل الصاقل للإنسان ، وبين الحاصل عليه كصفقة من صفقاته دون ان يفقه حرفا من عنوان شهادته العلمية الشاهدة زورا على بهتانه !

وشتّان أيضا بين اثنين الأول الحاصل» فعليا» على شهادة بجهده واجتهاده لكنه للأسف يرفض تطبيق علمه الذي تعب بتحصيله على قوله وفعله وسلوكه قصدا أم سهوا.. و»الثاني « المتعلم المجتهد بتطبيق علمه..فالأول «حامل شهادة» والثاني «متعلم مثقف»..

فحملة الشهادات لن يصلوا الى مستوى المثقفين إلا بعد الصقل المستمر من خلال تطبيق علمهم على أرض الواقع ، لتتراكم هذه التطبيقات ، وتقفز بهم عاليا نحو الوعي الذي سيوصلهم بتراكماته الى مرحلة الاستنارة.. ولهذا فالفرق كبير بين المتقوقع حول «كرتونة شهادته» وبين نظيره الذي تدرج على سلم الثقافة والوعي والاستنارة..

بالمناسبة كان الناس بزمن المفردات الجميلة ومضامينها الأجمل يضعون العلم قبل المال.. لأنه من يمتلك العلم فهو يمتلك دليلا على «احتمالية» امتلاكه العقل..

نقول «احتمالية».. فالعلم «المُستفاد منه» هو الذي يغذّي «العقل» وينعشه منصهريْن ببوتقة واحدة تجلب المال من مصدر سليم يُكسب بعرق الجبين..وليس عبرصفقات مشبوهة وأساليب معوجّة معووجة تقود لتنمية متعوسة.. فهذه الصفقات لا تحتاج الى عقل وعلم بل «شوية» فهلوة «على قلّة» عقل و»قلّة أدَب» تخالف كل ضمير وقانونُ..وللجنون فنون !

ولهذا كثر المال الفاسد الذي أوْدى بالبقية الباقية من العقول والأخلاق فاعتلى كل أحمق فخور يمتلك القروش ، درجات الشهرة ، بما فيها سلّم الحكمة وكل شيء جائز بزمن الشقلبة !

والآن..لو خيّرونا بين امتلاك العقل بلا مال ، او المال بلا عقل.. ترى ماذا سنختار ؟ اعتقد باننا نصِرّ على اختيار الاثنيْن فكلاهما يكمّل أحدهما الآخر.. ولا صلاح ولا إصلاح للبشرية بدون اجتماعهما معا عند الأفراد والجماعات والشعوب..

فما أحوجنا الى الإثنين معا بدون استثناء.. ولكن نعود لنستأنف: من يأتي أولا وبعدها ثانيا ؟

اكاد أجزم بان الأكثرية الآن ستطالب بامتلاكها العقل أولا ثم المال ثانيا وليس العكس.. لأنه من خلال امتلاكنا للعقل سندرك سر ومضمون ومعنى الأشياء.. مهما تعقّدت احاجيها وألغازها..

فمن خلال العقل السليم نستطيع سبر أغوار المسائل والقضايا.. ومن خلاله ندرك ابعاد الصالح والطالح.. فنختار كل ما صلًح من السمين ونضحد كل غث سفيه..

وهذا لا يمكن ان يتم إلا عبر أداة صالحة سليمة معافاة تدعى العقْل محاولين التذكير اولا بان العقل له مردافات كثيرة: حكمة ، رصانة ، إدراك ، حصافة ، فهم ، تأن.... الخ

ملخص القول :ضرورة إعمال العقل وتشغيله ،فهو الذي يأتي بالمال وكم شهدنا على امبراطوريات غنية اعتمدت على مال بلا عقل فتداعت لصدأ أصاب عقولها..

فالمال» بيجي وبيروح «ولكن العقل إن ذهب..

فلن يرجع.. لن يرجع

الرأي





  • 1 انور محمد الضمور 08-05-2018 | 09:59 AM

    هو في الحقيقه كلاهما سواء المال ام العلم مكملا للاخر شكرا استاذه ناديا على هذا الموضوع


تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة عمون الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة عمون الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم : *
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق : *
بقي لك 500 حرف
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :