facebook
twitter
Youtube
Ammon on Apple Store
Ammon on Play Store
مواعيد الطيران
مواعيد الصلاة
rss
  • اخر التحديثات
  • الأكثر مشاهدة




دولة الرئيس الذهبي والوثائق الاردنية


د. محمد المناصير
20-04-2009 01:44 PM

الارشيف ذاكرة الاوطان ، وامة بدون ارشيف امة بدون ذاكرة ، والارشيف انعكاس لهوية ... واشراقة مستقبل ...، فهل كان دولة الرئيس الذهبي رائدا بتوثيق تاريخ الاردن ؟؟؟ . الفكرة قديمة ولكنها ربما ترى النور في عهد حكومة الرئيس الذهبي .

لقد خلقت موجة التجني على الاردن وقيادته وكيانه ووجوده وتاريخه وارثه الحضاري ودوره حالة من فقدان التوازن ، ادت الى موجة عصبية من الرد على كل من هاجم الارن ، وحاول الانتقاص من دوره القومي ومساهماته التاريخية . فقد اصبحنا نتعرض للهجوم في عقر دارنا ، وممن تفياءوا ظلال وطننا وتكرموا واحترموا فيه على اعلى المستويات ، رغم ذلك فشلنا الى حد كبير في الدفاع عن وطننا ، الذي يفتقد للوسيلة الاعلامية الوطنية الحرة ، التي يجب ان تكون صوته وسوطه وسيفه ورمحه ، التي استخدمناها على مدى طويل ونجحت سياستنا في ادق الظروف واصعب المحن .

ولكن اليوم في ظل فقر اعلامنا الرسمي وانكفاءته على نفسه ؛ بتنا نتسول الوسيلة لنرد من خلالها ، وحسنا فعل دولة الرئيس الرفاعي الذي لم تخنه الذاكرة ، ولم تخذله الوثيقة، فقد احسن استخدام الوسيلة خاصة وانها نفس الوسيلة التي هوجمنا منها مرارا ، ولكن (الجزيرة) وللحق اعلام حر ابى الا ان يفسح المجال للجميع ، وقد اعطانا مساحة لحرية الرد المفحم ، فتمكن الرفاعي المخضرم من اعادةا الكرة مرة اخرى الى مرمى ذلك الرجل الذي رفض اليد التي قبلها من قبل ، وقد كان استخدامنا للوثيقة هو المخرج والامل ، وكان الرد بها اقوى رد وسلاحها اقوى سلاح ، من هنا تنبهت الحكومة الى مسألة التوثيق فكانت فكرة الرئيس الذهبي لانقاذ ما يمكن انقاذه .

فهل كانت فكرة التوثيق غائبة عن مسرح حياتنا ؟؟؟ هل كانت فكرة الوثيقة حفظها وصيانتها مفقودة لدينا ؟؟؟ هل هذه اول مرة تطرح فكرة توثيق وارشفة وثائق الوطن ؟؟ .

الجواب ؛ لا ، فقد وثق المواطن الاردني على اعلى الاصعدة تاريخه على الحجر والطين والفخار والمعدن والعظام والخشب والورق ، وقد كان اقدم توثيق اردني معروف مسلة الملك المؤابي الاردني ميشع الذي سجل انتصارته على بني اسرائيل على عمود حجري ، وربما وثق ملوك ادوم وعمون وجلعاد انتصاراتهم وردهم الاعداء ، وقد تركت لنا البتراء ارثا مكتوبا لا زلنا نبحث في ثناياه عن تاريخنا .

وفي عصرنا الحديث ومع وصول جيش العرب ، مدافعا عن وحدة الامة وحريتها على يد ملك العرب الحسين بن علي وثق الاردنيون رسائل الشريف الى اهل الشام وشرقي الاردن ، وفي بدايات تاسيس امارة الشرق العربي في عام 1921 وثق الامير المؤسس عبد الله الاول هبته القوية ضد ظلم الاستعمار في جريدة (الحق يعلو ) من معان ، وصدرت بعد قيام امارة شرقي الاردن عام 1923 الوقائع الاردنية ، وبعد قيام المملكة الاردنية الهاشمية صدرت الجريدة الرسمية الى اليوم ودأبت دائرة المطبوعات والنشر قبل ان يتم اغتيالها كغيرها من مؤسسات الوطن الناجحة دأبت على اصدار مجلد " الوثائق الاردنية " السنوي .

فقد كان اول من تنبه للتوثيق في الاردن الهاشميون ، ثم قام الدكتور محمد عدنان البخيت باول محاولة جادة ، بانشاء مركز الوثائق والمخطوطات في الجامعة الاردنية في اوائل السبعينات من القرن الماضي ، فقد تنبه لاهمية توثيق تاريخ الاردن من خلال جمع الوثائق والمخطوطات والكتب النادرة وسجلات المحاكم الشرعية ودفاتر الطابو واوراق المدارس والمساجد والدوائر الحكومية ، وقد كان عملا رائدا ، وقامت دائرة المكتبة الوطنية على الصعيد الحكومي لتشكل محاولة جادة من جانب الحكومة في هذا المجال فقامت بجمع العديد من الوثائث والمخطوطات والسجلات والصور والخرائط ، كما قامت امانة العاصمة ومن ثم امانة عمان بتوثيق جيد لمدينة عمان ، كما قام الاستاذ نصوح المجالي بالايعاز لتاسيس ارشيف صحفي واذاعي صوتي منذ عام 1977 ، عندما اوعز للاستاذ نايف ابو عبيد بتاسيس قسم للدراسات والمراجع، ليكون نواة للارشيف ، وتم ارسال الاستاذ جورج مزاهرة الى دمشق والقاهرة ليقوم بالاطلاع على ارشيفات مصر وسورية ، خاصة في دور الصحف والاذاعات ، فعاد بدليل للارشيف ، وكنت انا شخصيا من اول العاملين والمؤسسين لارشيف الاذاعة الصحفي والصوتي ، وقد طورت ادلته وصممت نماذج الادخال وصممت فكرة اتمتته اليا عام 2003 فاصبح آليا بالكامل .

وفي عام 1998 كانت فكرة توثيق ارشيف ولي العهد في الديوان الملكي الهاشمي ، وقد وقع الاختيار علي للقيام بالاشراف على تاسيس الارشيف ، فقمت خلال الفترة من 1998 الى 2003 باتمام عملية الارشفة الالكترونية لارشيف من اكبر ارشيفات الوطن ، وقد بادرني سمو الامير العالم الحسن بن طلال بقوله :" لقد نفضت الغبار عن وثائقنا " . كما قام مركز العلومات الوطني في الجمعية العلمية الملكية ليحاول جمع الجهود لتوفير المعلومة الوطنية على مستوى الوطن ، ثم ظهرت عام 2003 فكرة الارشيف الاردني الهاشمي التي طرحها الدكتور محمد العدوان ودورها الاشرافي والارشادي الى جانب الترميم للوثائق ، فقام المركز الاردني الهاشمي للتوثيق بدور لا باس به ولا يزال ، كما قام الدكتور بكر المجالي بمحاولات لارشيف ملكي صوتي سمعي ، بالاستناد الى ارشيف الاذاعة والتلفزيون ولا يزال العمل جاريا ، حيث تحتوي الاذاعة الاردنية والتلفزيون الاردني على اقدم تاريخ سمع بصري عن الاردن والدول المجاورة .

وفي عام 2003 قامت محاولة جادة في رئاسة الوزراء ، ولكنها لم تر النور ، حيث جرت محاولة لاور مرة على مستوى الوطن لجمع الجهود لانشاء ارشيف وطني اردني ، جمعا للافكار والمحاولات الفردية لانشاء ارشيف وطني شامل . ففي عام 2003 كانت الفكرة من داخل رئاسة الوزراء " لارشفة وثائق الاردن " وقد طرحت الفكرة رسميا ونشرت في الصحف المحلية ، وجاء في الصحف مايلي : " ان الحكومة بدأت بتنفيذ خطة لتوثيق وارشفة وثائق الدولة الهامة ، منذ تأسيس الامارة وحتى اليوم ، وتم تشكيل لجنة برئاسة مدير ديوان رئاسة الوزراء ، بهدف تجسيد هذه الفكرة ، وتضمنت الخطة الحكومية محورين رئيسيين ؛ المحور الاول اعادة توثيق جمع الخطابات والمراسلات الرسمية منذ عام 1921 ، والمحور الثاني ؛ انشاء مكتبة وثائق وطنية ، تتضمن اهم وثائق الدولة منذ تاسيس الامارة ، بحيث تصنف جميع هذه الوثائق الى ثلاثة انواع ؛ وهي : الوثائق ، والمخاطبات الحقوقية ، والتاريخية . وذلك باستخدام الحاسوب " كما جاء في ذات الخبر ما مفاده ؛ ان تنفيذ هذه الخطة سيستغرق خمسة عشر شهرا ، وينفذها فريق مكون من المكتبة الوطنية وامانة عمان ومن ذوي الخبرات " ( الى هنا ينتهي مضمون الخبر).

ويبقى السؤال ؛ اين ذهبت هذه اللجنة ؟؟؟ التي كان يرأسها في الرئاسة مستشار برتبة باشا ، وهل انهارت ، وهل قامت اصلا بعملها ؟؟؟ لا نعرف ، رئاسة الوزراء هي التي تعلم مصيرها وهذا ربما ما جعل الرئيس الذهبي يعيد طرح الفكرة ، بعد امتحاننا الوطني في الرد على دور المشككين بالوطن الاردني ، ولكن يبدو ان اللجنة انهارت وانتهى العمل بالفكرة ، ومن هنا نحيي دولة الرئيس الذهبي ونشد على يديه قائلين له الى الامام فالافكار لا ينجزها الا الرجال ، وخاصة الافكار الوطنية التي يحاربها كثيرون ممن يصتادون في الماء العكر.

وللحقيقة والتاريخ ففي 21/9/2004 زار دولة رئيس الوزراء فيصل الفايز دائرة المكتبة الوطنية ، واكد خلال الزيارة على اهمية الحفاظ على الارشيف ، وجمعه وتبويبه وفهرسته .

وتاتي اهمية الوثائق الارشيفية من خلال الحاجة الملحة دوما لمقتنياتها ، ودور الانصاف والحكم العدل الذي تقوم به ، وخاصة دحض الافتراءات بالحقيقة والوثيقة ، وقد ساهم التوثيق الارشيفي في حل العديد من القضايا على صعيد العالم ؛ ومن اشهرها قضية طابا بين مصر وفلسطين ، اذ تمكن الارشيف العثماني من حل لغز الخلاف الطويل بين مصر ودولة الكيان الصهيوني ، حول مساحة صغيرة جدا ، نظرا لاهمية الموقع ، اذ اثبتت الوثائق العثمانية ان ملكيتها تعود الى مصر وليس لفلسطين ، وتجري الان خلافات وتفسيرات لعبارة ( الاراضي المحتلة ) وعبارة ( اراض محتله ) ضمن الصراع العربي الاسرائيلي في فهم ماهية الاراضي التي سيتم الانسحاب منها ، هل هي جميع الاراضي المحتلة عام 1967 ؟ ام اراض محتلة عام 1967؟؟ اي جزء غير محدد من هذه الاراضي ، ويجري الاعتماد على الوثائق ودور الارشيف في حل الاشكالات القضائية ، سواء اكانت بين الافراد او الجماعات او المؤسسات ام الدول .
واود ان اشير هنا الى الاجتماعات التي اختتمت في صنعاء في 5 / 9 / 2005م لاعتبار عام 2005 عاما للارشيف العربي ..

وقد قدم المرحوم الدكتور محمد حسن ابو الرز والدكتورة ليلى عبد الحليم قطيشات في مؤتمر الارشيفات العربية الذي عقد في صنعاء ورقة بعنوان (الأرشيف الوطني الأردني .. الواقع والطموح) .تصف الورقة واقع الإرشيف الوطني الأردني، وتحاول تحديد ابرز مشكلاته والتي منهـا:-

* عدم وجود جهة مركزية متخصصة تتولى العناية به.
* ضعف التشريعات الإرشيفية وعدم الالتزام بها والنقص فيها.
* النقص في مجال الكوادر البشرية اللازمة لإدارة الإرشيف الوطني وضعف تأهيل العاملين في هذا المجــال .

* النقص في الأجهزة والمعدات الحديثة اللازمة لتقديم الخدمة الإرشيفية المتطورة.
وتخرج الورقة بمجموعة من التوصيات الضرورية اللازمة لتدارك الوضع والارتقاء به الى المستويات المنسجمة مع أهميته المتزايدة في ظل البيئة المعرفية والمعلوماتية والتكنولوجية المعاصرة.

فالأرشيفات تلعب دوراً رئيسياً في الحفاظ على التراث الفكري والحضاري ، من خلال توثيق ذاكرة الأمم والمجتمعات ، وتشكيل هويتها ، واستناداً الى الدور المنوط بها ، فإنها تشكل حجر الزاوية لمجتمع المعلومات ، بالاضافة الى تقديم الدعم للإدارات والمحافظة على حقوق الأفراد والمؤسسات والدول ، وذلك من خلال ضمان حرية وصول المستخدمين الى المعلومات ، وتعريفهم بتاريخهم وهويتهم الوطنية.

وتواجه الإرشيفات ومراكز السجلات تحديات استثنائية كنتيجة للتزايد الطردي في حجم المعلومات بالاضافة الى التسارع في تطور تكنولوجيا المعلومات والاتصالات واستخدام المعلومات في وسائط تقليدية والكترونية.

واخيرا نقول ان الوعي بالتاريخ وأحداثه من مكونات الحضارة ، والأمة الواعية هي التي تهتم بتاريخها ، وتصونه ، وتأخذ منه الدروس والعبر ، لتكون معالم تهتدي بها على درب التقدم والإزدهار والبقاء . والتفكير بحفظ الوثائق للأجيال القادمة هو أحد المظاهر الهامة لهيبة الدولة وسيادتها ، وقوتها وحضارتها ، والنهوض بالإرشيف سبيل الى الحفاظ على تراثها ، وتكريس لمفهوم دولة المؤسسات ، وتعزيز للإنتماء الوطني ، وشدٌّ للجيل الجديد الى المُثُل الوطنية، باعتبار الإرشيف ذاكرة الوطن ، وسجلّه التاريخي.

وبعد فهذا واقعنا ... وهذا حال ارشيفنا ووثائقنا ... فهل سيقوم فعلا " ارشيف وطني اردني " او " مركز توثيق اردني " او " دار للوثائق الاردنية " ربما ... ونحن بالانتظار .

• اعلامي وخبير توثيق وارشفة
جامعة الشرق الاوسط للدراسات العليا





  • لا يوجد تعليقات

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة عمون الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة عمون الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم : *
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق : *
بقي لك 500 حرف
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :