facebook
twitter
Youtube
Ammon on Apple Store
Ammon on Play Store
مواعيد الطيران
مواعيد الصلاة
rss
  • اخر التحديثات
  • الأكثر مشاهدة




نقل السفارة الأميركية إلى القدس


د. تيسير المشارقة
14-05-2018 11:40 AM

نقل السفارة الأميركية من مدينة تل ابيب (تل الربيع/ يافا) المحتلة إلى مدينة القدس المحتلة لن يغيّر من واقع الأمر شيئاً. لأن القرار هو قرار أحادي أميركي متخبّط ومتجاهل لحق الشب الفلسطيني في أرضه، ويتجاهل قرارات وقوانين الشرعية الدولية. وبالرغم من أن هذا الأمر شأن الرئيس الأميركي دونالد ترامب وهو معروف بقراراته الهوجاء والعبيطة، إلا أن الشعب الأميركي المتعدد التيارات يستطيع معاقبة هذا الرئيس الذي جاء بالصدفة وفي غفلة من الناس والإعلام. الانتخابات الرئاسية قادمة وسيرى أي مصير سيواجه. وبئس المصير.

لعنة إنسانية ووصمة عار ستلصق بالرئيس ترامب وباسمه باعتباره منبوذاً ومكروهاً بسبب هذا القرار المشؤوم الذي يذكرنا أيضاً بوعد "آرثر بلفور" المشؤوم مطلع القرن العشرين.

قرار ترامب بنقل السفارة عبيط، وهو تراجع عن قيم الحرية وحق الشعوب في تقرير مصيرها. كما أن القرار يتجاهل الشرعية الدولية والقرارات المتعلقة بالقدس باعتبارها أرض فلسطينية محتلة.

كعرب عروبيون نعتبر الأرض الفلسطينية أرضاً عربية لا يمكننا أن نتنازل عن ذلك. وحق الفلسطيني في ارضه وفي القدس عاصمة لدولة فلسطين المستقلة لن يسقط بالتقادم أو بإجراءات احتلالية أو إعتباطية من هذا الشخص أو ذلك.

الحق أبلغ من القوة وأميركا بقرارات مثل هذه تخسر الكون كله الذي يناصر حقوق الفلسطينيين في وطنهم وأرضهم.

الاحتلال الصهيوني للأرض الفلسطينية زائل وباطل اليوم أو غداً. ونحن على قناعة بأن القرارات الخاطئة والمرتبكة التي تورّطت بها أميركا من خلال دونالد ترامب، ستعود على أميركا بالعزلة فوق عزلتها وانكفائها. والشعب الفلسطيني الذي وصل تعداده إلى ما يقارب الـ 15 مليون إنسان لن ينسى وطنه وأرضه وحقه في الوجود على أرض وطنه.

وبالتالي له حق المقاومة المشروعة من أجل العودة واستعادة أراضيه المحتلة بكل الوسائل المشروعة.

كل شعوب الأرض وحكوماتها وقفت ضد قرار ترامب المشؤوم والمعادي لقيم الحرية والشرعية الدولية. ورغم التهديد لشعوب وحكومات كثيرة بقطع المعونات أو الحصار أو المقاطعة، إلا أن التصويت في الجمعية العمومية كان بليغاً بأغلبية معارضة لقرار نقل السفارة الأميركية، وقيام بضعة دول هامشية بالتصويت مع القرار، ولا يتعدّى عدد هذه الدول أصابع اليد الواحدة إلا بثلاثة أصابع (8 دول فقط).. بينما ما يقارب الثلاثين امتنعت عن التصويت بعد التلويح الأميركي بالعاقبة أو العدوان من قبل المتغطرسين والبلطجية في السياسة الدولية.

نحن بحاجة لضمير دولي وراي عام دولي يقول لأميركا ورئيسها المتغطرس بأن نقل السفارة الأميركية إلى القدس وصمة عار في جبين الحرية وقيم الديمقراطية والعدالة.

نرى أيضاً أن التوقيت الذي اختاره ترامب لنقل سفارة أميركا من تل أبيب المحتلة إلى القدس المحتلة توقيت مأساوي، وذلك قبل ساعات من الذكرى ال 70 لنكبة الفلسطينيين على أرض فلسطين. لقد صاحب إعلان دويلة إسرائيل في 15 أيار 1948 ارتكاب العديد من الجرائم في العديد من القرى والبلدات والمدن الفلسطينية راح ضحيتها الآلاف من الشهداء الفلسطينيين ولجوء الآلاف إلى دول عربية وعالمية ونزوح الآلاف أيضاً إلى داخل الأرض الفلسطينية من الأراضي المحتلة في العام 1948، أي إلى قطاع غزة والضفة الغربية والقدس.

وسائل الإعلام كفيلة بتوضيح الصورة، وهو أن اعتراف ترامب بالقدس عاصمة لإسرائيل لا يعني على الإطلاق حق اليهود أو الإسرائيلي الصهيوني باحتلال القدس أو الاحتفاظ بها عاصمة للكيان الإحتلالي الصهيوني ((إسرائيل)).

وسيبقى الإعلام يقظاً ولن ينسى هذه الخطيئة الإنسانية والسياسية باعتبارها سقطة للديبلوماسية الأميركية ستعود على الكيانية الأميركية بأبلغ الأضرار على مدى السنوات المقبلة.





  • لا يوجد تعليقات

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة عمون الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة عمون الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم : *
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق : *
بقي لك 500 حرف
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :