facebook
twitter
Youtube
Ammon on Apple Store
Ammon on Play Store
مواعيد الطيران
مواعيد الصلاة
rss
  • اخر التحديثات
  • الأكثر مشاهدة




وتعيشوا


م. أشرف غسان مقطش
23-05-2018 12:33 PM

بادئ ذي بدء أود تذكير من أنعم عليهم بنعمة النسيان، بأن القومية من رحم الوطنية ولدت، وما كانت الوطنية يوما ما تعصبا أحمقا للوطن، إنما اعتزاز بالانتماء له.

وفي قول الشاعر العربي: ترى الرجل النحيف فتزدريه، في أثوابه أسد هصورا، عبرة لمن يعتقد بأن الأردن ولصغر مساحتها، وقلة عدد سكانها، ومحدودية مواردها، لا دور رئيسي لها تقوم به في هذه المنطقة، بل هو دور هامشي غير مؤثر على مجريات الأحداث هنا وهناك.

الأمر ليس كذلك؛ فالأردن اليوم تلعب دورا محوريا في هذه المنطقة للحفاظ على الأمن والسلام وترسيخ دعائمهما، وبرهانا لذلك تجد الأردن اليوم أكثر الدول أمنا وسلاما بين دول المنطقة، وحتى في لندن لا يوجد أمن وسلام يناظران أمن وسلام عمان البيضاء، فالأردن صحراء أنبتت محبة وسلاما!

وفي الأردن اليوم، مساجد وكنائس منتشرة بكثافة عالية من الهضبة إلى العقبة، يصلي بها المؤمنون شاكرين الباري على سلامه الدائم، وترسم معا صورة رائعة من صور الوحدة الوطنية التي تقوم عليها نهضة الأردن الحديثة.

والأهرامات في الجيزة تثبت للعالم وجودية حضارة الفراعنة في سالف العصور، والجنائن المعلقة في بابل تبرهن على وجودية حضارة وادي الرافدين في غابر الأزمان، وتأتي البتراء المدينة الوردية بجمالها، وروعتها، وصلابتها برهانا قاطعا للداني والقاصي على وجودية حضارة عريقة في الأردن.

وأينما أشرقت الشمس ومتى غابت، تجد طبيعة جميلة في مختلف أنحاء الأردن مزدانة بمكان سياحي ما؛ إن كان تاريخيا أو أثريا أو دينيا.

وإذ يقولون: "مصر هبة النيل"؛ فإنني أقول: "الأردن هبة الأغوار"؛ ففي الأغوار جنان تجري من تحتها الأنهار، مزروعة بأشجار الحمضيات مما تشتهيه البطون. ولا داعي للقول بأن تربة الأغوار تعد من أكثر أنواع التربة خصوبة في هذا العالم، لأن في هذا القول إساءة لمن لا يعرف ذلك، لكن للضرورة أحكام.

والمزارع الأردني مزارع مبدع، زرع كل شيء من أنواع الحبوب والثمار، فالخليج العربي ولفترة ما كان أكبر مستورد للمنتجات الغذائية الأردنية، فقد كنا ومازلنا سلة غذاء الخليج العربي، ومن ينكر ذلك فليغني على مواله! ولأن الحق يقال، فإن زيتون الأردن لا مثيل له في كل أنحاء العالم، ومنه نستخلص أجود أنواع الزيوت. وفي صحراء الأردن ينبت الكمأ.

ثم يطرح السؤال نفسه: ماذا بعد؟!

أقول بأن الأردن يملك طاقة بشرية مثقفة، وواعية، ومدركة لمستجدات العصر بكل صغيرة وكبيرة، وتلكم الطاقة قادرة على استخراج الصخر الزيتي المنتشر بكميات هائلة في مختلف أنحاء الأردن، وإلى ذلك الوقت نحن بمنتظرين!
وهذه الطاقة البشرية قادرة على الاستمرار بتعليم أبناء الخليج وتثقيفهم وكذلك أبناء ليبيا، وتلك الطاقة لا سيد لها إلا القانون والنظام في دولة المؤسسات والقانون.

والأمية بمفهوميها الحديث والقديم، لها أقل نسبة في الأردن بين غيرها من النسب في بقية أقطار الوطن العربي؛ فالحواسيب والأجهزة الذكية بمختلف أنواعها واشكالها باتت تفرض وجودها في كل بيت من بيوت الأردنيين، وقريبا لن تجد أردنيا يتكلم لغة واحدة فقط!

الأردن: البلد الآمن المستقر، ربي احفظه من كل سوء وشر، وأبقيه ملجأ كل إنسان محتاج لأمنك واستقرارك، إنك على كل شيء قدير.

والذين لا يعجبهم كلامي في هذا المقال، أذكرهم بقول الشاعر:وإذا اتتك مذمتي من ناقص، فهي الشهادة لي بأنني كامل

والكمال لله وحده، وتعيشوا!





  • لا يوجد تعليقات

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة عمون الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة عمون الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم : *
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق : *
بقي لك 500 حرف
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :