عمون - عبدالله مسمار - كان الأمل ان تشفع مأبدة الافطار التي اقامتها الحكومة على شرف الشباب لحمايتها من الجلد. لكنها لم تشفع.

الجنة التي تمنتها الحكومة بأجر كسب رضا الشباب في محاولة اثبات تواصلها معهم غابت عن اللقاء الذي جمع نحو 15 وزيرا وأكثر من 400 شابا. كأن اللقاء عقد في "الاعراف".

الشباب اليوم كانوا أشرس من ذي قبل، ووجهوا الانتقادات الصريحة والمباشرة على مسامع الحكومة، الا ان مشروع قانون الضريبة، الذي أشغل الاوساط المجتمعية والمطابخ السياسية غاب تقريبا عن حوارات حكومة الدكتور هاني الملقي.

في الساعات القليلة التي تسبق اضراب النقابات المهنية لم يلتفت اي من المسؤولين اليه. كان هذا مريبا.

الحكومة حاولت التهرب من الحديث عن القانون، فيما انشغل الملقي بطرح ما لديه عن التحديات الاقتصادية في حديث سمعه الشباب سابقا، ثم غادر القاعة مسرعا.

الوزراء لم يستمعوا للشباب اليوم. ولم يستمع الشباب الى الوزراء أيضا. كأنه حوار طرشان. كل اراد ان يصرخ بما لديه ثم يغادر. وبالفعل غادروا.

بعد خروج الملقي صار نائبا الرئيس جمال الصرايرة وجعفر حسان هدفا سهلا لاسئلة الشباب. سأل الشباب ولم يجب الوزراء بما يشفي غليل الناس.

في مستهل اللقاء تحدث الملقي مستعرضا التحديات الاقتصادية ذاتها، مؤكدا أن الأردن لا يمتلك نفط او مواردا سوى الشباب، واصفهم بـ "أهم الموارد".

قال الملقي إن الوضع الاقتصادي صعب، لكن عندما تتكاثر الصعاب يظهر المعدن الاصيل بين الرجال والنساء.

وأوضح أن الأردن اليوم امام تحد كبير، الا انه ليس اول التحديات التي تواجهه، قائلا: وقفنا امام كل العواصف ونستطيع ان نواجه ولكن نريد عزيمة وصبر.

وتناول الملقي الحديث عن السلوكيات المجتمعية الدخيلة على الأردنيين، مثل تناول المخدرات، والسلوكيات المحرمة، اضافة الى التطاول على القانون، داعيا الى انهاء هذه الظواهر بالايمان بالله والوطن والقيادة.

وتطرق الملقي إلى الحديث عن الإصلاح السياسي مبينا ان جلالة الملك عبدالله الثاني قدم باوراقه النقاشية اطروحات تسمى بالحالة السياسية في الأردن.

واضاف ان الأردن لديه برلمان ديمقراطي وصحافة حرة منذ الخمسينيات، وتؤدي دورا كبيرا وتقوم بانتقاد الحكومات وافشالها.

في نهاية حديث الملقي أكد أنه عندما استلم رئاسة الوزراء كان يمر الوطن بوضع صعب، لكن لا بد من تسليمه بوضع افضل.

الوزير حسان تحدث قليلا عن قانون ضريبة الدخل، مشيرا الى ان الهدف الاساسي منه في غياب قانون اصلاحي، ان تتمكن الدولة من تقديم الخدمات وتوسعة الاطار الاقتصادي بشكل شمولي، الامر الذي لا يكون الا بتوسيع مظلة التحصيل.

وبعد الحديث المقتضب للوزراء حول قضايا عمومية توجه الجميع لتناول وجبة الافطار، وحينها كانت لحظة فقدان السيطرة على اللقاء الذي استمر حتى الساعة التاسعة مساء. تبعثر اللقاء حقا.