facebook
twitter
Youtube
Ammon on Apple Store
Ammon on Play Store
مواعيد الطيران
مواعيد الصلاة
rss
  • اخر التحديثات
  • الأكثر مشاهدة




الحسد


م. أشرف غسان مقطش
30-05-2018 07:02 PM

أتؤمن بوجود الحسد أم تكفر بوجوده؟ وإذا كنت تؤمن بوجوده؛ فهل إيمانك به قائم على أساس موروث ديني؟ أم أنك تقر بوجوده لأنه سبق لك وأن اكتويت بنيرانه جراء تجربة كنت قد مررت بها؟ وهل للعلم الحديث ناقة أو جمل في القافلة السائرة في فيافي الحسد وبواديه؟

في الموروث الديني، القرآن يتعوذ من شر حاسد إذا حسد. والكتاب المقدس في العهد القديم منه لا يسير مع من يذوب حسدا، وفي العهد الجديد منه يعلن أن المحبة لا تحسد. والتوراة توصي الانسان في الوصية العاشرة من الوصايا العشر بألا يشتهي مقتنى غيره.

أما العلم الحديث فيقول بأن دماغ الانسان يصدر أنواعا معينة من الأمواج الكهرومغناطيسية شأنه في ذلك شان أية مادة اخرى في الكون. وقد تم فعلا تسجيل هذه الأمواج الصادرة عن دماغ الانسان من خلال جهاز كهربائي خاص تم اختراعه لهذا الغرض، والحاجة أم الاختراع. ومصدر هذه الأمواج: التفكير. ومورد هذه الأمواج: أي شيء قد تصطدم به. ولا تكتفي هذه الأمواج بالاصطدام بالأشياء وحسب إنما تؤثر فيها أيضا!

والتفكير حديث صامت بين الانسان ونفسه، وقد لوحظ أن الأوتار الصوتية في حنجرة الانسان تهتز بتردد ما حينما يفكر الإنسان مثلما تهتز حينما يتحدث لكن ليس بنفس المقدار! والحديث الصامت هذا بين الإنسان ونفسه لا يخلو من كلمات بكماء، والكلمات البكماء هذه تؤثر في دماغ الانسان مثلما يؤثر الحجر الساقط في سطح الماء في بركة ما؛ كلاهما يصدران أمواجا!

وبوابة هذه الامواج من داخل دماغ الإنسان إلى خارجه على ما يبدو هي العين!

والعرب قالت: وعين الرضا عن كل عيب كليلة، ولكن عين السخط تبدي المساويا.

وتفكير الانسان فيما يملكه الآخرون مما قد ينقصه قد يسير في فلك الرضا عنهم، فتنساب كلمات حسنة في جداول دماغه
فتنبعث من أعماق نفسه للخارج عبر بوابة العين أمواج تغبط الآخر لا تحسده إذا ما اصطدمت به. وقد يدور التفكير هذا في دائرة السخط، فتتدفق كلمات سيئة في تلافيف دماغ الانسان فتنبعث من أغوار باطنه أمواج تحسد الآخر لا تغبطه إذا ما ارتطمت به.

قد يكون التفسير أعلاه للآلية التي تقوم عليها ميكانيكية الحسد أقرب للخيال العلمي منه لواقع الحال، لكنه لا يخلو من المنطق العلمي، وفي نفس الوقت كثيرا ما صار الخيال العلمي واقعا!

وبناء على ما سبق فإني أكاد أجزم بأن الحسد موجود.

وعليه، لعلني لا أغالي إذا ما قلت بأن كل واحد منا هو حسود بطبعه، والفرق بيننا هو فرق في شدة الحسد.





  • لا يوجد تعليقات

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة عمون الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة عمون الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم : *
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق : *
بقي لك 500 حرف
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :