facebook
twitter
Youtube
Ammon on Apple Store
Ammon on Play Store
مواعيد الطيران
مواعيد الصلاة
rss
  • اخر التحديثات
  • الأكثر مشاهدة




إعلانات رمضان


فارس الحباشنة
06-06-2018 03:32 PM

في رمضان ليس من الهام متابعة الدراما وبرامج الترفيه والطبخ، الاعلانات فصل جديد على شاشات التلفزيون أكثر إثارةً من البرامج والمسلسلات، رسالتها أقوى وتتسرب في فن يقفز الى مساحات الابداع.

رمضان موسم اعلانات، الشاشات تتحول الى واجهات عرض مستمرة 24 ساعة، تتخللها دراما وبرامج وأخبار، ورمضان الجاري طغى عليه احتجاجات شعبية جذبت اهتمام الاردنيين اكثر من بقية المنتجات الرمضانية الاخرى.

الشاشات في رمضان لا تغير الواقع والحياة، فهذا الدور التاريخي والاجتماعي والانساني للفن والدراما، انما تصبح الواقع والحياة نفسها، اعلانات غريبة، ومن أحدثها اعلانات بلهجات عربية مختلفة، وطبعا لمنتجات استهلاكية كمالية وترفيهية.

واعلانات لا حدود لها تلاحقك على لوحات الشوارع والراديو والتلفزيون للشركات المزودة لتطبيقات النقل الذكي، وتروج لشعارات غريبة، تدعو المواطنين لان يتحولوا الى ركاب وسائقين معها، ووسيلة نقل آمنة ومريحة ومثالية.

إعلانات موجهة لشرائح اجتماعية حائرة غير قادرة على اختيار مجال حركتها، وغير قادرة على العثور على فرص عمل، دعاية تحاول مسح عجز الحكومة عن توفير نقل عام وفرص عمل للاردنيين، وتردي خدمات النقل العام الاجتماعي المقدمة، وتعثر بناء مشاريع نقل عام كبرى متخيلة على الورق وفي الخيال.

عشاق التأمل يكتشفون أن التطبيقات الذكية ستكون عالما سحريا في حياة الاردنيين، خدمة مثالية لا تضاهى بتاتا، سيارات بموديلات حديثة، وأرقى مواصفات وخدمات النقل، ولربما تكون هي نهاية للتكسي التقليدي.

إعلانات رمضان تلعب على المساحة الحرجة ما بين الرومانسي والمثالي والواقعي، تقدم صورة مثالية لمستهلك أردني أمضى عاما من الاحتجاج على رفع أسعار المحروقات ورفع الدعم عن الخبز والسلع الاستهلاكية وزيادة الاسعار، وفرض ضرائب إضافية ومضاعفة على الخدمات والسلع والمداخيل.

وتتسرب في المجال العام إعلانات وكأن رمضان موسم لماكينة الاستهلاك، وتستبدل كل الزهد بالاسراف بالاستهلاك والطعام، اعلانات تحمل روحا غريبة على مواطن يطارد بقسوة وعسر لقمة عيشه.

موديل استهلاك غريب يفرض على مزاج الأردنيين، وما يتسرب من إعلانات رمضان ليس انعكاسا حقيقيا لنمط عيش الاردنيين، بل هو صورة علوية وفوقية لقيم يحاولون تكريسها، الاعلان لا ينتهي عند مشاهدته، بل يوقظ شعورا بالتحول الى الصورة التي يرسمها للمواطن حسب كتالوغ الاعلان.

الاعلانات على اختلاف مضامينها، وقديمها وجديدها، تحاول أن تخرج صورة عن المواطن الذي تريد.. عن مواطن «غب الطلب»، صانع الاعلان يعرف ما هي مصالح المواطن؟ ويعرف ما الذي يهمه؟ ويعرف كيف يجعله يفكر ويتخيل؟ الاعلان ليس عاديا، بل تفوق قوة تأثيره عن الدراما والفن والاعلام.

مواعظ اخلاقية واجتماعية تأتي بشكل وصيغ اعلانات على الشاشات والاذاعات، توجه المواطنين الى نمط معيشي على طريقتهم، يختارون لك البنك وشركة التأمين والصرافة ومحل الملابس والعطور وشركة السفر والسوبر ماركت بنصيحة على الهواء.

اعلانات ارشادية توجه المواطن، وأحيانا تختار عنه، وتلعب دور غسيل أدمغة، اعلانات تفترض أنك محاصر وتوجه اليك رسائل ودودة، وتظهر لك العالم والحياة والوجود سهلا وبسيطا وعاديا وما ينقصه غير بعض من الروشيتات والوصفات التي يرمونها على المسامع.

الدستور





  • لا يوجد تعليقات

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة عمون الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة عمون الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم : *
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق : *
بقي لك 500 حرف
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :