لا أعرف ما إن كانت العائلات التى سكنت الدوار الرابع قد تغيرت منذ أقامت فيه قبل عقود أربعة أو أكثر من الزمن , فالدوار وهو إمتداد للدواوير الثالث والثاني والأول تلقف ساكنين جددا ومنازل جديدة , على مر هذه السنين , هذا يحتاج لأن نذهب الى أرشيف أمانة عمان لنعرف ما إن كان ساكن أو سكان بعينهم داوموا على دفع ضريبة المسقفات طيلة هذه السنوات , لكن منزلا واحدا فقط وأسرة واحدة سكنت هذا الدوار فيه ظل ثابتا هو رئيس وأعضاء مجلس الوزراء وموظفو الرئاسة .

لا أعرف تحديدا منذ متى والحقيقة أنني بحثت كثيرا لكنني لم أعثر على التاريخ الذي تحول به هذا المبنى على الدوار الرابع الى مبنى لرئاسة الوزراء بعد أن باعه الشريف ناصر بن جميل لمستثمرين كويتيين على ذمة الأستاذ طارق مصاروة أطال االله في عمره ومتعه بالصحة ليعود بعدها الى عهدة الحكومة.

المهم الرئاسة هي الثابت الوحيد والمعلم الأبرز على الدوار الرابع وما عداها تغير أو هو ليس ثابتا أو أنه طارئ .

هناك من يزاحم الرئاسة ويزاحم سكان الدوار الرابع عليه وإن كان مؤقتا أوطارئا لكنهم باتوا سكان هذا الدوار ولو لوقت محدد وقصر المدة لا تنفي صفة السكن , وما داموا بتواجدون في زواياه منذ غروب الشمس وحتى شروقها وفي لغة إقامة الفنادق تحسب مدة الإقامة بالليلة وليس بالنهار , أليس كذلك ؟

سكان الدوار الرابع الجدد ليسوا متجانسين وهم ليسوا من ذات الطبقة الإجتماعية كما أظن وليسوا أيضا من منطقة جغرافية واحدة هم مجموعة مختلفة إلتقت على هدف وهو الإحتجاج ضد مشروع قانون ضريبة الدخل الذي قد يشمل بعضهم وقد لا يشمل معظمهم .

على طريقة أي باحث عن منزل أذهب لأتصفح وجوه سكان الحي الذي هو فيه وأسأل عنهم وعن طبائعهم وأصولهم وربما وظائفهم , على قاعدة إسأل عن الجار قبل الدار ليس إلا , ذهبت الى الدوار الرابع و وبالفعل تصفحت وجوه هؤلاء السكان الجدد , هم فعلا سكان الدوار الرابع فعلى وجوههم ملامح هذا الدوار وملابسهم وحتى عطورهم هي هوية الدوار الراقي , وحتى لهجتهم , وحتى أولئك الذين يعزفون على العود أو الجيتار هم ينتمون لذات الدوار وربما جاء بعضهم من الدوار الأول والثاني والثالث والخامس والسادس والثامن , وتسلل بعضهم وهم قلة من جبل الحسين أو من وسط البلد , لكنني لم ألمح أحدا يدل عليه حي نزال ولا الجوفة أو التاج ولا الأشرفية , فهؤلاء لا يرغبون في الخروج من أحيائهم ولو إحتجوا أو تظاهروا هم سيحتجون ويتظاهرون في أحيائهم ليس لشيء الا لعصبية ممتدة للأحياء وعلى طريقة ما « حدا أحسن من حدا « , هل رأيت أحدا من أبناء الزرقاء مثلا يترك الزرقاء ليتظاهر في عمان , هذا عيب واالله , لأن عصبية أبناء الزرقاء لمدينتهم لا يضاهيها عصبية وهكذا كل المناطق.

سكان الرابع الجدد من المتظاهرين أو المحتجين هم من المكان ذاته ينتمون اليه ويشبهونه ولونه من لونهم ومظهرهم هويته الإجتماعية , يمكن , أقول يمكن هناك بعض الطامحين لإستبدال مناطق سكنهم تسربوا الى الدوار ويمكن أقول يمكن بعض المتطفلين للتفرج أو لتقليد أولاد عمان الغربية تسللوا الى المكان , لكنهم أبدا ليسوا من هؤلاء السكان الجدد.

الراي