facebook
twitter
Youtube
Ammon on Apple Store
Ammon on Play Store
مواعيد الطيران
مواعيد الصلاة
rss
  • اخر التحديثات
  • الأكثر مشاهدة




الدولة العميقة


عصام قضماني
23-06-2018 04:08 AM

عندما تذكر الدولة العميقة غالبا ما يشار الى العسكر والمثال التركي دائما كان جاهزا.

أول ما يتبادر الى ذهن أي رئيس وزراء عقب تشكيل الحكومة هو التصريح بأن فريقه الوزاري من اختياره هو، ومسؤوليته هو، ولا يغفل أن ينوه بعدها بأن حكومته ذات ولاية عامة حقيقية.

لماذا يحتاج رئيس الوزراء الى بث مثل هذه الرسائل ؟.
مواجهة انتقادات التشكيل هي السبب , فإن لم تنل التشكيلة الرضا أو كانت ضعيفة أو اقل من المستوى المأمول أو أنها لم تعكس ما هو متوقع من رئيسها يسوق محبو الرئيس تبريرات مثل التدخلات والضغوط وهناك من يذهب الى ما هو أبعد فيرد ضعف التشكيل الى قوائم جاهزة مفروضة وإن لبت التشكيلة الطموح فيرد ذلك الى الرئيس وقوته التي منعت التدخلات , أي أن قوة الحكومة ترد الى شخصية الرئيس وضعفها يرد الى التدخلات !.

بين هذا وذاك يبرز مصطلح الدولة العميقة بمعنى دولة في داخل دولة ودورها في تشكيل الحكومات , فهل لدينا دولة عميقة ؟.

ولا مرة أطاحت المؤسسة العسكرية بكل أشكالها – جيش ومخابرات وأمن عام- بحكومة أو فرضتها أو
ساهمت في تشكيلها أو تمثلت في عضويتها فهذه المؤسسة أفرادا وقيادات ممنوعون من التدخل
بالسياسة ومحظور عليهم الإنتماء الى الأحزاب ولا ينتخبون أو ينتخبون , فأين توجد الدولة العميقة إذا؟

في الأردن دولة عميقة لا تتمثل فقط في جهاز الدولة البيروقراطي بل تتعمق في النقابات المهنية و الاحزاب ومنظمات المجتمع المدني ، والهيئات والمؤسسات الاقتصادية ، من غرف تجارة وصناعة وجمعيات بنوك ومقاولين واتحادات المزارعين والإعلام وأخيرا الحراكات.

هذه هي الدولة العميقة في الأردن وهي التي تتحرك بقوة , تحتج على القوانين وتنظم المسيرات والمؤتمرات والإعتصامات وتضغط على الحكومات تدفعها الى الإستقالة أحيانا وتهيئ الأجواء لإقالتها أحيانا أخرى , وتدفع بالوزراء الى الحكومة وترحب برؤوساء الوزراء وترفضهم وتفرض شروطها أيضا.

على فرض أن دولة عميقة تجلس في مكان ما هي التي تشكل الحكومات أو تقيلها , فإن رئيس الوزراء الذي قبل ورافق فريقه الى القسم هو المسؤول الأول والأخير عن هذا الفريق , وإلا فعليه أن لا يقبل أو يستقيل ويتبرأ من التشكيلة أو ليصمت ويعترف بفشل خياراته

الراي





  • لا يوجد تعليقات

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة عمون الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة عمون الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم : *
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق : *
بقي لك 500 حرف
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :