facebook
twitter
Youtube
Ammon on Apple Store
Ammon on Play Store
مواعيد الطيران
مواعيد الصلاة
rss
  • اخر التحديثات
  • الأكثر مشاهدة




في الوقت بدل الضائع


م. أشرف غسان مقطش
27-06-2018 11:37 AM

في الوقت بدل الضائع سجل اللاعب البرازيلي فيليب كوتينيو الهدف الأول لمنتخب بلاده في مرمى منتخب كوستاريكا قبل أن يضيف زميله نيمار هدفا آخر في الزفير الأخير من عمر المباراة ليحتفل راقصو السامبا بفوز مستحق أبقاهم على آمال عريضة بالتأهل للدور الثاني من بطولة كأس العالم الدائرة رحاها في روسيا هذه الأيام.

وفي اللحظات الأخيرة من الوقت بدل الضائع سجل اللاعب الألماني توني كروس هدف الفوز لمنتخب بلاده في مرمى منتخب السويد لينقذ الماكينات الالمانية من عطب كاد أن يطيح بهم بعيدا عن التأهل للدور الثاني.

ومن قبل ذلك، تمكنت غارة كروية صاعقة للمنتخب الايراني في اللحظات الأخيرة من الوقت بدل الضائع من إرباك الخطوط الدفاعية للمنتخب المغربي؛ فسجل اللاعب المغربي عزيز بوهدوز هدفا بالخطأ في مرمى منتخب أسود الأطلسي.

نحن إذن أمام درس قديم جديد تقدمه لنا كرة القدم تحت عنوان: اليأس أول درب الأمل! ولا يأس مع الحياة ولا حياة مع اليأس كما قيل. وإذا كان أحدهم قد قال يوما ما: ما أضيق العيش لولا فسحة الأمل، أقول: ما أوسع العيش لولا ضيق اليأس!

الحياة عمل، والعمل نصف العبادة كما يقول المثل الياباني. ولعلني لا أغالي إذا ما قلت بأن كرة القدم عمل! وهذا العمل قائم على الموهبة أولا، وهذه الموهبة تحتاج إلى صقل وممارسة، والممارسة هذه يفترض بها أن تتم بشكل احترافي، والاحتراف يتطلب جهدا في ظل إدارة عالية الكفاءة ومهنية مبنية على أسس علمية، ويكتمل هذا العمل على أكمل وجه حين يتم إعداد اللاعب إعدادا نفسيا جيدا لكل الاحتمالات التي تحتضنها الدقائق التسعون للمباراة، وأسوأ هذه الاحتمالات أن يكون الخصم متقدما عليك بأي فارق من الأهداف كان!

هذا الاعداد النفسي لهذا الاحتمال الأسوأ يتطلب بنية تحتية اسمها: ثقافة النجاح! وبذرة هذه الثقافة يفترض بالوالدين أن يغرساها في عقلية الطفل منذ نعومة أظفاره.

عندما تتم تربية الانسان بأنه ناجح في هذا المجال أو ذلك، سينمو عقله نموا سليما في جسم سليم حتى لو كان معاقا! والتربية هذه تبدأ من ثلاث كلمات فقط: "أنت إنسان ناجح" ليس "كن إنسانا ناجحا"! (أنظر مقال "إيحاءات الأم" لكاتب هذه السطور على الرابط التالي: https://www.ammonnews.net/article/329629)

فرق كبير بين "أنت" و"كن"! فالأولى تجعل الانسان يتخيل النجاح دائما صديقا له في كل دروب حياته وإن ضاقت عليه السبل، والصديق وقت الضيق حتى في الوقت بدل الضائع! أما الثانية فتجعله يتصور الفشل عنوانا لكل ما تخطه أفكاره في سطور حياته حتى لو كان وقت الامتحان لا ينتهي! وعند الامتحان يكرم المرء أو يهان.

وفي اللغة، عندما تقول لطفلك: أنت إنسان ناجح، تعرب "انت" كمبتدأ، وتعرب "إنسان" كخبر منعوت بنعت النجاح، فأنت تخبر طفلك خبرا لم يكن قد سمع به من قبل من أي أحد بأنه ناجح! أما عندما تقول لطفلك: كن إنسانا ناجحا، تعرب "كن" كفعل أمر، أي أنك تأمره بأن يكون ناجحا وكأنك تقول له بكلمات أخرى: أنت إنسان فاشل فكن ناجحا!

كرة القدم دروس وعبر، وأهم هذه العبر: استمر في العمل بدون يأس أو قنط كما يفترض بك أن تؤديه على أكمل وجه، ولسوف تقطف ثمرة عملك عاجلا أم آجلا حتى في الوقت بدل الضائع! وهذه الاستمرارية في العمل تتطلب من الانسان أن يتصور النجاح المسك الذي يختتم به عمله! وهذا التصور يحتاج الى ثقة بالنفس، وهذه الثقة مثلها مثل شجرة القيت بذرتها في لاشعور الطفل بكلمات ثلاث: أنت إنسان ناجح!





  • لا يوجد تعليقات

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة عمون الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة عمون الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم : *
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق : *
بقي لك 500 حرف
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :