facebook
twitter
Youtube
Ammon on Apple Store
Ammon on Play Store
مواعيد الطيران
مواعيد الصلاة
rss
  • اخر التحديثات
  • الأكثر مشاهدة




" لعم " النخب السياسية


د.خليل ابوسليم
09-05-2009 12:23 AM

"ويبدو أن الملك ضاق ذرعاً من المماطلة التي باتت تؤثر في صدقية خطاب الإصلاح. لذا أعاد تذكير وزرائه بأنه قال منذ ثلاث سنوات إنه لا يوجد "إصلاح اقتصادي من دون إصلاح سياسي". ولمن يشكّك أن الإصلاح يتحرك على إيقاع المطالب والضغوط الخارجية قال: "إن مشروع الإصلاح والتطوير والتنمية السياسية هو مشروعنا، وبناء الديموقراطية هو خيارنا". لكن "الشيطان" يكمن في التفاصيل في غياب مشروع إصلاحي وطني سياسي"، انتهى الاقتباس (عن القدس 25/3/2009).

في لقاء جلالته الأخير مع النخب السياسية في الأردن والذي تجاوز فيه عن مشروع الأقاليم - الذي أثار جدلا واسعا داخل صالونات تلك النخبة - إلى اللامركزية في اتخاذ القرار، وهو الهدف الذي كان يسعى جلالته إليه من خلال مشاركة المواطن في صنع القرار وصولا إلى التنمية الشاملة في كافة مناحي الحياة وفي عموم أرجاء الوطن.

حيث تمكن المواطن من استقراء مدى الاستياء الملكي الشديد من تلك النخب التي غالبا ما تستخدم مصطلح" لعم " في الهروب من الملمات وبقوة الدفع النفاقي، هذا المصطلح الذي ابتدعه وامتطى صهوته بعض من تلك النخب التي تقول نعم أمام جلالته وتبصم بالعشرة عندما تجد بارقة أمل تلوح في الأفق من اجل الولوج إلى أهدافهم مستغلين أفكاره وطروحاته ومتشبثين بمقاعدهم من خلال ادعائهم بقدرتهم الخارقة على تنفيذ رؤى وتطلعات جلالته، وعند الظهور إلى العلن تقول لا وألف لا لأنها تتقاطع مع مصالحهم وأهدافهم الخاصة، ولكم في عيش كريم عبرة يا اؤلي الألباب.

و ما يؤسف له أن تلك النخب السياسية هي التي أوصلت جلالته إلى درجة الاستياء منهم، وما زالت هي هي نفس النخب، وتتبنى نفس الأفكار وتتداولها في صالوناتها الخاصة من باب النفاق السياسي الذي أصبح سمتهم الدائمة، موهمين أنفسهم بأنهم وحدهم القادرين على فهم المعادلة ومتطلبات المرحلة، التي بتنا مؤمنين أنها تجاوزتهم بمسافات يصعب عليهم اللحاق بركبها حتى وان امتطوا صاروخا فضائيا.

تلك النخب التي تظهر خلاف ما تبطن، أو ما يطلق عليها ذات الوجهين- مثل رغيف الشراك- حيث قال فيهم الله تعالى قبل أربعة عشر قرنا من الزمان: (يقولون بأفواههم ما ليس في قلوبهم والله أعلم بما يكتمون)، وقال أيضا: (يحلفون بالله ليرضوكم والله ورسوله أحق أن يرضوه إن كانوا مؤمنين(، وقال كذلك: (يخفون في أنفسهم ما لا يبدون لك.....)، وقال في موضع آخر: (سيقول لك المخلفون من الأعراب شغلتنا أموالنا وأهلونا فاستغفر لنا يقولون بألسنتهم ما ليس في قلوبهم )وعن محمد بن زيد أن ناساً قالوا لجده عبد الله بن عمر رضي الله عنهما "إنا ندخل على سلاطيننا فنقول لهم بخلاف ما نتكلم به إذا خرجنا من عندهم قال ابن عمر : كنا نعد هذا نفاقا على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم" رواه البخاري.

في مقال سابق للزميل سمير الحيارى بتاريخ 9/2/2005 عنوانه "يطالبون الملك استنساخ وصفي" ثارت ثائرة البعض وأرعد وأزبد، وكان يقصد حينها أن بيننا من هو شبيه بوصفي وأنا أؤيد هذا الطرح بالمطلق، الأمر الذي دعاه في اليوم الثاني إلى نشر اعتذار لقصور البعض عن فهم ما أراد به الزميل، وللحقيقة والأمانة نقول، إن بيننا ألوف ممن يشبهون وصفي وحابس وغيرهم من رجالات الوطن الذين هم على أتم الاستعداد للتضحية والفداء وبذل الغالي والنفيس من أجل عزة وكرامة هذا الوطن ومواطنيه.

ومن خلال قراءتنا لمسيرة الشهيد- وصفي التل- نلحظ انه لم يستخدم هذا المصطلح أبدا ولم يكن موجودا في قاموسه الوطني ولم يعرف اللون الرمادي أبدا، ولم تتضمن أجندته إلا مصلحة الأردن وأهله حيث لم يحتفل بالمليون الستين أو المليار الأول، بل على العكس من ذلك فان المعلومات المتوفرة لدينا تشير وبوضوح إلى انه استشهد وعليه من الديون ما عليه، ولنتصور للحظة واحدة أن سياسيا من نخب اليوم يعرف ويعلم علم اليقين أن مصيره وحياته معلقة على حدث أو لقاء معين، فهل سيذهب لملاقاة مصيره من تلقاء نفسه؟ إنهم أجبن من أن يفعلوها.

ما هو حاصل على ارض الواقع أن تلك النخب على أتم الاستعداد للتضحية بالوطن من أقصاه إلى أقصاه بما فيه من بني آدميين في سبيل إنقاذ ثرواتهم أولا وحياتهم ثانيا، تلك الثروات التي ضحوا وتفننوا كثيرا في الحصول عليها عنوة ودون حق مشروع أبدا، بعدما شربوا نخب الشعب ودفعوا به للانتحار على أسوار عمان، وسنجدهم في الأيام القادمة يتأبطون الوطن ويتباكون على المواطن حرصا على مصلحة الوطن بذريعة اللامركزية المنشودة!!

تلك النخب التي لم تعرف يوما حواري الوطن وأزقته بقدر معرفتها مدن باريس وجنيف وغيرها، ولم تهيم عشقا يطرق الوطن بقدر ما استطاعت اصطناع الطرق والمنعطفات من اجل تحقيق مصالحها الخاصة، لدرجة أن الواحد منهم لو خرج من بيته صباحا إلى مكان عمله وبدون سائقه فانه لن يستطيع الوصول إليه لجهله بطرق البلد وحواريه، حيث الطريق الوحيد الذي يعرفونه فقط هو طريق المطار لا غير.

لكن أين تكمن المشكلة؟ في اعتقادي أن المشكلة تكمن في التفاصيل كما أورد جلالته، وفينا نحن أبناء الشعب المقهورين، فنحن من صنع تلك النخب وعمل لها تماثيلا وأصناما وما زلنا، ونحن من أعطاهم السوط ليجلدونا به صباح مساء ، ونحن من نفرش لهم الأرض وردا وحريرا ونصنع من أجسادنا جسورا ليتسلقوا عليها بالرغم من علمنا أن بيننا من هو اقدر منهم وأجدر وقد لا يقل عطاء وتضحية عن عطاء وتضحية الشهيد وصفي التل، وليس مطلوب منا سوى إفساح المجال لهم لبرهة من الوقت ليثبتوا لنا ولكم ذلك، أما أن نبقى والوضع كذلك فهذا ظلم ما بعده ظلم!!

kalilabosaleem@yahoo.com





  • لا يوجد تعليقات

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة عمون الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة عمون الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم : *
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق : *
بقي لك 500 حرف
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :