facebook
twitter
Youtube
Ammon on Apple Store
Ammon on Play Store
مواعيد الطيران
مواعيد الصلاة
rss
  • اخر التحديثات
  • الأكثر مشاهدة




جائزة تمبلتون للملك عبدالله الثاني والمهمة المستمرة


د.مهند مبيضين
03-07-2018 01:40 AM

كان فيصل الأول أول الملوك والأمراء العرب الذين نابوا عن العرب أمام الغرب، حدث هذا قبل مائة عام، أثناء الحرب العالمية وبعدها، وخلال مؤتمر الصلح عام 1919م، آنذاك أعجب قادة الغرب بفصاحة الأمير الهاشمي الذي كان لورنس يترجم بينه وبينهم، وقد اعجبت زوجة الرئيس الامريكي ولسون بفيصل وشخصيته وحضوره، ودفاعه عن القضية العربية والإسلام والتي حملها فيصل هماً حتى الممات.

كان فيصل يدافع عن شعوب المنطقة العربية وحقهم في تقرير المصير، وعقب ذلك اصدر الرئيس ويدرو ولسون إعلان مبادئه الذي تضمن حق تقرير المصير للشعوب، وجاءت لجنة أممية لتستطلع رأي الشعب العربي في سوريا الكبرى، فكان الاستقلال مطلباً ومصيراً.

في تلك الحقبة، لم يكن من زعيم أو أمير عربي وصل الغرب إلا فيصل، وكان لوالده الشريف حسين معتمد في لندن، وكان هم فيصل الاستقلال العربي وانقاذ المنطقة من وعد بلفور.

لاحقاً يتولى فيصل العراق، وقبيل تنصيبه على عرشه يؤسس شقيقة الأمير عبدالله إمارة شرق الأردن التي وضعها الأمير المؤسس في عين الاهتمام الغربي، لتكون المملكة لاحقا في عهد الملك حسين أحد أهم محطات الساسة الغرب ويكون ملوك الأردن من آل هاشم في مقدمة المدافعين عن القضايا العربية والإسلامية أمام الغرب.

هذا هو إرث الملك عبدالله الثاني الذي أعاد تقديمه أمام الغرب مذكرا بوعده للعرب في أكثر من خطاب، وفي أكثر من مناسبة، حيث كان يقدم الإسلام ويوضح مقاصد الدين وفهمه وإنسانيته وشموليته وتسامحه كدين، وكان خطابه أمام الاتحاد الأوروبي سنة 2015 ركز على الحوار المتبادل ونبذ الكراهية والدعوة لحوار إنساني، وفي 2017 أعاد على مسامع البرلمان الأوروبي الحديث عن معنى أن تكون مسلماً وعن القيم الإسلامية وعن الرسالة التي يحملها العربي الصادق المسلم للعالم والتي يدعوه الإسلام إلى عدم تدنيس أماكن العبادة لأي دين. هذه المنصات التي عرف بها عبدالله الثاني الغرب بالإسلام والعرب في عقر دارهم وبلغة تحترم العقل، فاستحق أن يكون ممثلا للعرب والمسلمين في خطاب العقل والقيم الإنسانية أمام الغرب. سبق ذلك إطلاق رسالة عمان للعالم ودعوته في الأمم المتحدة لأسبوع الوئام بين الأديان.

لهذا كله لم يكن مستغربا أن تعلن مؤسسة جون تمبلتون في بيانها الصادر منتصف حزيران الماضي عن منح جلالة الملك عبدالله الثاني جائزة تمبلتون للعام 2018، بوصف جلالته أنه «مستمر منذ توليه مسؤولياته ملكا للأردن ببذل جهود تحقيق الوئام داخل الإسلام وبين الإسلام وغيره من الأديان، وأنه لم يسبقه في هذا المضمار أي زعيم سياسي آخر على قيد الحياة». ليس صدفة تاريخية، فالغرب لم يعرف أحداً قبل الهاشميين ملوكاً يتحدثون نيابة عن العرب والمسلمين.

هذه الجائزة لا تباع أو تشترى أو تمنح عبر وساطات، ولا يدعى لها من لا يؤمنون بخطاب الكرامة الإنسانية في دولهم، وهي تأتي نتيجة قناعات متراكمة، ولها تقاليد راسخة منذ تأسست الجائزة عام 1972 بمبادرة من رجل الأعمال الأمريكي البريطاني الراحل السير جون تمبلتون، الذي نشط في مجال الأعمال الخيرية والاهتمام بالفكر والفلسفة الدينية، وسبق أن مُنحت الجائزة منذ انطلاقها لـ 47 شخصية عالمية من علماء وفلاسفة وشخصيات قيادية إصلاحية، أبرزهم الأم تريزا في العام 1973، والدالاي لاما في العام 2012، والقس ديزموند توتو كبير أساقفة جنوب أفريقيا السابق في العام 2013.

سيكون هناك حفل تسليم للجائزة في شهر تشرين الثاني هدا العام، وسيكون الملك عبدالله قطع شوطا كبيرا في إثبات المزيد من استحقاقه للجائزة وهو يقود بلده لبر الأمان وسط أمواج الحروب والكراهية والتهجير التي تحيط بنا.
على الأرجح سيلقي الملك كلمة في حفل التسليم وستكون المسافة الزمنية مائة عام بينه وبين خطاب فيصل الأول أمام ساسة الغرب الذي طالب بالعدالة والكرامة وتقرير الشعوب لمصيرها.

هذا هو الإرث الهاشمي مع الغرب والعرب، ليس مهمة عابرة ولا منحة من أحد، بل قدرهم منذ أن أمسك الحسين بن علي في مكة بيده ريح التغيير من أجل نهضة وحرية الأمة والعرب، وهي مهمة ما زال الهاشميون يتوارثونها. كان فيصل الأول أول الملوك والأمراء العرب الذين نابوا عن العرب أمام الغرب، حدث هذا قبل مائة عام، أثناء الحرب العالمية وبعدها، وخلال مؤتمر الصلح عام 1919م، آنذاك أعجب قادة الغرب بفصاحة الأمير الهاشمي الذي كان لورنس يترجم بينه وبينهم، وقد اعجبت زوجة الرئيس الامريكي ولسون بفيصل وشخصيته وحضوره، ودفاعه عن القضية العربية والإسلام والتي حملها فيصل هماً حتى الممات.

كان فيصل يدافع عن شعوب المنطقة العربية وحقهم في تقرير المصير، وعقب ذلك اصدر الرئيس ويدرو ولسون إعلان مبادئه الذي تضمن حق تقرير المصير للشعوب، وجاءت لجنة أممية لتستطلع رأي الشعب العربي في سوريا الكبرى، فكان الاستقلال مطلباً ومصيراً.

في تلك الحقبة، لم يكن من زعيم أو أمير عربي وصل الغرب إلا فيصل، وكان لوالده الشريف حسين معتمد في لندن، وكان هم فيصل الاستقلال العربي وانقاذ المنطقة من وعد بلفور.

لاحقاً يتولى فيصل العراق، وقبيل تنصيبه على عرشه يؤسس شقيقة الأمير عبدالله إمارة شرق الأردن التي وضعها الأمير المؤسس في عين الاهتمام الغربي، لتكون المملكة لاحقا في عهد الملك حسين أحد أهم محطات الساسة الغرب ويكون ملوك الأردن من آل هاشم في مقدمة المدافعين عن القضايا العربية والإسلامية أمام الغرب.

هذا هو إرث الملك عبدالله الثاني الذي أعاد تقديمه أمام الغرب مذكرا بوعده للعرب في أكثر من خطاب، وفي أكثر من مناسبة، حيث كان يقدم الإسلام ويوضح مقاصد الدين وفهمه وإنسانيته وشموليته وتسامحه كدين، وكان خطابه أمام الاتحاد الأوروبي سنة 2015 ركز على الحوار المتبادل ونبذ الكراهية والدعوة لحوار إنساني، وفي 2017 أعاد على مسامع البرلمان الأوروبي الحديث عن معنى أن تكون مسلماً وعن القيم الإسلامية وعن الرسالة التي يحملها العربي الصادق المسلم للعالم والتي يدعوه الإسلام إلى عدم تدنيس أماكن العبادة لأي دين. هذه المنصات التي عرف بها عبدالله الثاني الغرب بالإسلام والعرب في عقر دارهم وبلغة تحترم العقل، فاستحق أن يكون ممثلا للعرب والمسلمين في خطاب العقل والقيم الإنسانية أمام الغرب. سبق ذلك إطلاق رسالة عمان للعالم ودعوته في الأمم المتحدة لأسبوع الوئام بين الأديان.

لهذا كله لم يكن مستغربا أن تعلن مؤسسة جون تمبلتون في بيانها الصادر منتصف حزيران الماضي عن منح جلالة الملك عبدالله الثاني جائزة تمبلتون للعام 2018، بوصف جلالته أنه «مستمر منذ توليه مسؤولياته ملكا للأردن ببذل جهود تحقيق الوئام داخل الإسلام وبين الإسلام وغيره من الأديان، وأنه لم يسبقه في هذا المضمار أي زعيم سياسي آخر على قيد الحياة». ليس صدفة تاريخية، فالغرب لم يعرف أحداً قبل الهاشميين ملوكاً يتحدثون نيابة عن العرب والمسلمين.

هذه الجائزة لا تباع أو تشترى أو تمنح عبر وساطات، ولا يدعى لها من لا يؤمنون بخطاب الكرامة الإنسانية في دولهم، وهي تأتي نتيجة قناعات متراكمة، ولها تقاليد راسخة منذ تأسست الجائزة عام 1972 بمبادرة من رجل الأعمال الأمريكي البريطاني الراحل السير جون تمبلتون، الذي نشط في مجال الأعمال الخيرية والاهتمام بالفكر والفلسفة الدينية، وسبق أن مُنحت الجائزة منذ انطلاقها لـ 47 شخصية عالمية من علماء وفلاسفة وشخصيات قيادية إصلاحية، أبرزهم الأم تريزا في العام 1973، والدالاي لاما في العام 2012، والقس ديزموند توتو كبير أساقفة جنوب أفريقيا السابق في العام 2013.

سيكون هناك حفل تسليم للجائزة في شهر تشرين الثاني هدا العام، وسيكون الملك عبدالله قطع شوطا كبيرا في إثبات المزيد من استحقاقه للجائزة وهو يقود بلده لبر الأمان وسط أمواج الحروب والكراهية والتهجير التي تحيط بنا.
على الأرجح سيلقي الملك كلمة في حفل التسليم وستكون المسافة الزمنية مائة عام بينه وبين خطاب فيصل الأول أمام ساسة الغرب الذي طالب بالعدالة والكرامة وتقرير الشعوب لمصيرها.

هذا هو الإرث الهاشمي مع الغرب والعرب، ليس مهمة عابرة ولا منحة من أحد، بل قدرهم منذ أن أمسك الحسين بن علي في مكة بيده ريح التغيير من أجل نهضة وحرية الأمة والعرب، وهي مهمة ما زال الهاشميون يتوارثونها.

الدستور





  • لا يوجد تعليقات

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة عمون الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة عمون الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم : *
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق : *
بقي لك 500 حرف
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :