facebook
twitter
Youtube
Ammon on Apple Store
Ammon on Play Store
مواعيد الطيران
مواعيد الصلاة
rss
  • اخر التحديثات
  • الأكثر مشاهدة




ماذا يعني ان يفوز الطيب اردوغان ؟؟


النائب الدكتور مصطفى العساف
03-07-2018 03:04 PM

كان للإنتخابات التركية الأخيرة سمات ومزايا خاصة استطاعت من خلالها أن تفرض نفسها على العالم ، تبين هذا من حالة الإنتظار والترقب لدى الكثير من دول العالم ومؤسساته السياسية والإعلامية

وما أن صدرت النتائج حتى بدأت هذه الدول والمؤسسات بالتفاعل السريع معها ، ففرحت بها الشعوب العربية خاصة والإسلامية عامة ، ظهر هذا الفرح بأشكال وصور متعددة أهمها وسائل التواصل الاجتماعي وغيرها الكثير .

لكن الحكومات العربية ومؤسساتها الإعلامية وغيرالإعلامية والأحزاب ذات التوجه اليساري والعلماني كل هذه
المنظومة كان لها موقف مغاير لموقف الشعوب وبالإتجاه السلبي وإن كان بأشكال ومستويات مختلفة.

ذلك أن الرئيس أردوغان وحزبه ( حزب العدالة والتنمية ) إنما جاء وبشكل واضح من خلفية إسلامية ، صحيح أنهم لغاية هذه اللحظة لم يطرحوا أنفسهم بشكل صريح أنهم تنظيم إسلامي لكن الصحيح ايضاً أنهم يتبنون الفكر الإسلامي ويعملون بوضوح لفتح الطريق أمام هذا الفكر .

وهنا فإن المراجعة التاريخية تبدو في غاية الأهمية لما يجري من مواقف واصطفافات في واقعنا اليوم سواءً في تركيا او في الوطن العربي ، فالمعلوم تاريخياً أن تركيا دولة السلطنة والخلافة حكمت الوطن العربي مدة 4 قرون ، ارتبط خلالها العرب بالترك برباط العقيدة الإسلامية بقي الامر كذلك حتى استطاع الإتحاديون من خلال جمعيتهم( جمعية الإتحاد والترقي) التسلل إلى قيادة وإدارة الدولة في نهايات القرن التاسع عشر وبدايات القرن العشرين ، وكانت هذه الجمعية ذات فكر علماني مناهض للفكر والثقافة الإسلامية بشكل واضح ويرى البعض أنها كانت لها ارتباطات بالحركة الصهيونية بشكل او بآخر.

عندها بدأ الإتحاديون بإثارة النعرات العنصرية والعمل على تفكيك العلاقة بين شعوب الدولة العثمانية خصوصاً العرب والأتراك وأَخَذَ الفعل ورد الفعل بهذا الاتجاه يزداد ويكبر يوماً بعد يوم على حساب رابطة العقيدة والدين مما أدى الى ضعف الدولة نفسها واصبحت سيطرتها تتآكل يوماً بعد يوم خصوصاً على الأطراف وظهرت سياسة التتريك الرامية الى إبراز العنصر التركي على حساب الحقوق العربية منهجاً اختطه الإتحاديون ، وذلك من خلال سيطرتهم على مجلس المبعوثان ( البرلمان) وعلى بعض مواقع صنع القرار في الدولة.

فأخذت أركان الدولة بالتشظي والتنافر واتسعت عوامل الفرقة والإختلاف إزاء ذلك حاول السلطان عبد الحميد الثاني رحمه الله ( 1876 - 1909) جاهداً ايقاف هذا النزيف ومنع حالة التدهور التي أصابت الدولة لا بل الأمة فأطلق شعاره المعروف " يا مسلمي العالم اتحدوا " ، وهنا يجب أن يكون معلوماً أن هذه الحالة إنما كانت تجري بمراقبة شديدة ومتابعة ثاقبة وتدخلات واضحة من دول الإستعمار الغربي تجاه الدولة العثمانية حتى اخذت عنواناً لدى هذه الدول الاستعمارية أطلقت عليها (المسألة الشرقية) لتتطور فيما بعد وتأخذ عنواناً آخر سُميَ (بالرجل المريض)

ايضاً كانت الحركة الصهيونية قد اخذت شهيتها الإحتلالية وخططها الإجرامية تحاول الوصول الى فلسطين مستغلتاً ظروف الدولة العثمانية الصعبة ، ظهر هذا جلياً بالعرض الذي قدمه زعيم الحركة الصهيونية ثيودور هرتزل الى السلطان عبد الحميد الثاني بسداد الديون المترتبة على الدولة العثمانية مقابل السماح لليهود بالهجرة الى فلسطين ، الا أن السلطان عبد الحميد استطاع ان يسجل موقف مشرف حفظه التاريخ للأجيال فيما بعد ، وذلك حين رفض هذا العرض وطرد هيرتزل عندها انتقلت خطط الدول الإستعمارية والحركة الصهيونية الى ضرورة خلع السلطان عبد الحميد وذلك من خلال مجلس المبعوثان الذي تسيطر عليه جمعية الاتحاد والترقي كما أشرنا ، وكان لهم ذلك حين قرر المجلس خلع السلطان بشهر آذار 1909 وبَعَثَ 4 من اعضائه كان منهم قرة صو (اليهودي الصهيوني) ، لإبلاغ السلطان هذا القرار وهنا تجدر الإشارة أنه لم يكن من بين الأعضاء الأربعة اي عضو عربي رغم ان عدد الأعضاء العرب في المجلس كان 72 عضواً واليهود ليس لهم سوى 4 اعضاء .

كان خلع السلطان عبد الحميد قد فتح الباب على مصراعيه على الإتحاديين حيث أمعنوا في ايجاد حالة التنافر والتفكيك وهضم حقوق العرب ومحاربة مصالحهم ، كان هذا دافع للعرب كي يفكروا بهذه الحقوق والمصالح فتشكلت الجمعيات والنوادي والأحزاب العربية مثل جمعية العربية الفتاة ،والجمعية القحطانية ، ونادي العرب وحزب اللامركزية وغيرها ونهض المثقفون والإصلاحيون العرب للمطالبة بالحقوق العربية.

ومن أهم ما حصل بهذا الصدد انعقاد المؤتمر العربي الأول في باريس في شهر تموز عام 1913 بدعوة من حزب اللامكزية ، ترأس المؤتمر عبد الحميد الزهراوي وخَلُصَ المؤتمر الى قرارات وتفاهمات كان اهمها التأكيد على النضال العربي من اجل الحصول على الحقوق العربية دون الخروج او الإنشقاق عن الدولة العثمانية ، كان هذا ما اكده رئيس المؤتمر لوزارة الخارجية الفرنسية.

تسارعت الأحداث حتى دخلت الدولة العثمانية الحرب العالمية الأولى الى جانب دول المحور ضد الحلفاء وتم الغاء الخلافة العثمانية على يد ( مصطفى كمال اتاتورك) سنة 1924 لتأخذ تركيا الحديثة شكلها الجديد علمانية الفكر والتوجه منسلخة عن محيطها العربي والإسلامي محاربةً لكل مظاهر العقيدة الإسلامية وفكرها وثقافتها ، حتى مُنع الأذان باللغة العربية لكن بقيت الروح الإسلامية تسري في اوساط الشعب التركي المسلم الذي ما فتئ يبحث عن مخرج او ثغرة كي يعود من خلالها الى هويته الإسلامية وتاريخه المجيد فكان (عدنان مندريس) الذي استلم رئاسة الوزارء من خلال الانتخابات وبدأ بهذ الإتجاه بالعودة الى الأصول لكن الجيش المحكوم بالعلمانية قام بإعدامه في سنة 1961 ، ثم من بعده في بداية السبعينات ظهر (نجم الدين اربكان) المتأثر بقوة بفكر الإخوان المسلمين وانخرط في المجال السياسي فكان كلكما أسس حزباً سياسي قامت الدولة بحله ليقوم هو بتشكيل حزب جديد آخر وقد استطاع الوصول لرئاسة الوزراء عام 1997 وقام يومها بالتواصل مع عدد من الدول العربية والإسلامية لإنشاء مجموعة العشرين لإيجاد قوة اقتصادية اسلامية لكن ايضاً تم اقصائه عن السلطة والحكم عليه بالسجن والمنع من مزاولة العمل السياسي.

كان رجب طيب اردوغان من أهم تلاميذ نجم الدين اربكان والذي يسجل له أنه من اللحظة الأولى لإقصاء اربكان لم يستسلم بل نهض على الفور مع مجموعة من اخوانه من مثل الرئيس التركي السابق عبد الله غل لتشكيل حزب جديد هو (حزب العدالة والتنمية) والذي اختط اسلوباً كان اكثر استعياباً للمرحلة فقد شارك الحزب بالإنتخابات البلدية عام 1996 لبلدية اسطنبول فاز فيه اردوغان رئيساً لبلدية اسطنبول والذي استطاع ان يقدم نموذجاً رائعاً ورائداً ومقنعاً للمواطن التركي ، وبعدها اخذ تراكم الإنجاز على الصعد كافة فعلى الصعيد الإقتصادي استطاعت حكومات العدالة والتنمية المتتالية منذ عام 2002 النهوض بالإقتصاد التركي لتكون تركيا واحدةً من اكبر اقتصاديات العالم وعلى الصعيد السياسي بدأت تركيا تأخذ دورها الإقليمي والعالمي كدولة مؤثرة لها حضورها ورأيها في القضايا الدولية والاقليمية وأولها القضية الفلسطينية حين بدأت علاقة التوتر والتوتر الشديد لمرات عدة بين تركيا والكيان الصهيوني لصالح القضية الفلسطينية والشعب الفلسطيني أما على المستوى الإجتماعي والخدماتي فقد اخذ المواطن التركي يلمس ويعيش حالة جديدة عليه يشعر فيها بالكرامة وأن له حقوق يأخذها ويمارسها.

أما على المستوى الثقافي فكان التأكيد على هوية الدولة التركية سواء من ناحية نشر الوعي والثقافة الإسلامية او بشد المواطن التركي الى تاريخ أجداده كان هذا منهجاً عملت به حكومات الحرية والعدالة وما مسلسل قيامة ارطغرل ببعيد.

وبهذا كانت الإنجازات المبهرة تتراكم أمام عيني المواطن التركي اقتصادياً وسياسياً وهوية وثقافة واصبح لازماً عليه ( المواطن التركي) أن ينسجم مع نفسه و يرد على الإحسان بالإحسان فكانت 5 جولات انتخابية متتالية يفوز بها حزب اردوغان ( العدالة والتنمية)

وعليه ماذا يعني ان يفوز الطيب ارودغان ؟؟

بكل بساطة يعني العودة للأصول الهوية والقوة فشيئ طبيعي وطبيعيا جداً ان تفرح الشعوب العربية والاسلامية لهذا الفوز.





  • لا يوجد تعليقات

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة عمون الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة عمون الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم : *
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق : *
بقي لك 500 حرف
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :