facebook
twitter
Youtube
Ammon on Apple Store
Ammon on Play Store
مواعيد الطيران
مواعيد الصلاة
rss
  • اخر التحديثات
  • الأكثر مشاهدة




هل لكل إمرئ من إسمه نصيب !


عصام قضماني
06-07-2018 12:32 AM

خذ مثلا شارع «الجاردنز» إسمه الرسمي شارع الشهيد وصفي التل , دع عنك الإسم الرسمي فهو أكبر من أن يخلده شارع ويكفي أن صاحبه شهيد، على أنني سأعلق على الإسم الدارج وهو «الجاردنز» وترجمته شارع البساتين , أذكر هنا تعليق طريف للفنان الرائع هشام يانس , في واحدة من مسرحياته الهزلية , إذ قال تعالوا الى شارع البساتين , وإذ به شارع للحفر والمطبات , والنفخ المستمر للعوادم من مؤخرات السيارات والشاحنات والبكبات والباصات صغيرها وكبيرها و تغطيه مثل قبة غمام لكنه أسود أو رمادي مشبع بالروائح الكريهة تضيق بها الأنفاس , ولا تخرج منه بعد أزمة خانقة ومطبقة على كلا مسربيه إلا بشق النفس وبلون بشرة رمادي هي غير كل ألوان البشر المعروفة , بيضاء وقمحية وسوداء وصفراء , هنيئا لشارع الباستين « الجاردنز « فقد منح البشرية لونا جديدا .

تأخذنا الجولة الى حدائق الملك عبداالله الأول , في شارع وادي صقرة , هي ليست حدائق أبدا , فمن حيث الخضرة ما هي إلا أعمدة مصطفة من الخرسان لا تجوز عليها تسميتها بالحدائق ولا يجوز حتى أن نعتبرها حدائق معلقة , وفي الحقيقة لم أتبين بعد عقود على بنائها أية هوية لها أهي حديقة أم حراج للسيارات أم مخازن . لا أعرف ربما تكون صوامع لتخزين الحبوب , لكنها ليست حدائق بالمرة .

ها نحن نقف أمام ضاحية الياسمين في عمان الشرقية , أين هو شجر الياسمين الذي يفترض أنها قد أخذت الإسم عنه , وهكذا يكاد ذلك ينطبق على غالبية أسماء الأحياء والشوارع في عمان , ومن ذلك شارع المدينة المنورة , فلا علاقة له بمدينة ولا بنور , هو شارع مليء بالمطاعم , أجاز لرواده والمارين عبره إطلاق إسم شارع الجوع أو الجوعانين عليه تهكما.

• ليس حقا لنا .

جلس في مواجهة الشاشة الفضية , ولمن لا يعرف فهذا هو الإسم الفصيح للتلفزيون فالشاشة الذهبية هي السينما , المهم أن صديقنا جلس يبحلق في شاشة التلفزيون وقد كانت مباراة لكرة القدم في سياق كأس العالم دائرة , وفريقه المفضل « الأرجنتين « يتراجع , وهو يلعن ويشتم الحظ , فاللاعبين لا لوم عليهم ولا تثريب , لكنه الحظ , ليس هذا كله مهما , تكهرب صاحبنا فجأة وجحظت عيناه وتسمر عند اللحظة التي كانت برأيه فارقة تماما , عندما أعلن المعلق بصوته الهدار , خروج الأرجنتين ياسادة من المونديال يعني خسارتنا لجماهيره التي تملأ الملعب بأغانيها وأفراحها سواء فاز فريقها أم خسر , هذه هي نكهة كأس العالم , المونديال من دون جمهور الأرجنتين لا يساوي شيئا .

مر التعليق بسلام إلا أنه علق في أذن صاحبنا وكل ما إستطاع أن يعلق به , هو «عالم فاضية لا هم دنيا ولا آخرة» فاضين فقط لكرة القدم , هذه ملهاة , يلعن أبو الإستعمار والدول الكبرى , هذه مؤامرة على الشعوب الغلبانة والمسحوقة , يرمون بهم الى ملهاة كرة القدم ويخططون في الأثناء لسرقة العالم والتحكم به , يلعن أبو الدول المتآمرة , والمشكلة أن هذه الشعوب تصدق وتغرق في معمعة كرة القدم .

أسوأ ما يمكن أن نفعله نحن العرب في هذا المكان الضيق من العالم هو أن نجلب هذه الشعوب لتجلس على مقاعدنا وتفكر بعقولنا وتنظر بأعيننا , ونعتقد أن همومهم هي همومنا أو أنها يجب أن تكون كذلك ونظن أن ما يحيط بنا يحيط بهم , والأسوأ أن نعتقد أنهم مشغولون بنا وبهمومنا .

يا هذا قف , هذه شعوب , ليس عندها قضية بلد محتل وليس عنده قضية بلد يأكل بعضه بعضا وليس في جوارهم حرب وعن يمينهم حرب وعن شمالهم حرب , قضيتهم هي الترفيه وحب الحياة , هم سبوقنا في المرور بالإختبار , ذاقوا مرارته بما يكفي وقرروا أن يخرجوا من عنق الزجاجة , نعم قضية الفوز في مباراة هي قضيتهم الأولى كما الحرية والمتعة والترفيه بعد أن تكون أقدامهم وأيديهم قد فرغت من معركة الإنتاج في ذلك النهار .

الرأي





  • لا يوجد تعليقات

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة عمون الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة عمون الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم : *
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق : *
بقي لك 500 حرف
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :