عمون - محمد الخوالدة - اجمع مشاركون في ندوة حوارية نظمتها في الكرك شبكة الوقاية المجتمعية برعاية رئيس بلدية الكرك الكبرى ابراهيم الكركي ، وذلك بعنوان "كيفية تفعيل دور مؤسسات المجتمع المدني في الوقاية من العنف والتطرف" ، اجمعوا على ان مسؤولية التصدي لظاهرتي العنف والتطرف مسؤولية تشاركية مناطة بالمؤسستين الرسمية والاهليه بما في ذلك المؤسسات الدينية والاعلامية والتربوية من خلال التوافق على الاليات المناسبة للتصدي للظاهرتين بالتركيز على توعية النشء بمخاطرهما واثرهما المدمر على الفرد والمجتمع بشكل عام ، ويتسنى ذلك بحسب المنتدين بتعزيز قيم الحوار وحرية الراي والتعبير لدى الشباب ومعالجة قضاياهم واحتياجاتهم وافساح المجال امامهم للتعبير عن طاقاتهم الابداعية وتوجيهها لتحقيق رغباتهم ولخدمة المصلحة الوطنية العليا .

مديرة مركز الملكة رانيا للدراسات التربوية والنفسية في جامعة مؤتة الدكتور وجدان الكركي اكدت اهمية الاسرة في وقاية الابناء من الانسياق وراء افكار العنف والتطرف ، وذلك بمتابعة الابناء وحسن رعايتهم وتوجيههم لكل مايساعد في تعزيز قيم المحبة والتسامح لديهم ، وحذرت الدكتوره الكركي مما قد تنقله وسائل الاتصال الحديث من افكار وعادات تدفع باتجاه العنف والتطرف وتقوض موروثنا القيمي والاخلاقي ، موضحة ان اخر الدراسات بين ان مايزيد عن (93) بالمئة من الاشخاص انحرفوا لقضاء معظم اوقات فراغهم في انشطة تدفع باتجاه العنف والتطرف .

المدرس في كلية الشريعة بجامعة مؤتة الدكتور عبد الحميد المجالي بين ان ثقافة العنف والتطرف دخيلة على مجتمعنا واوجدتها كما قال ظروف اقتصادية وسياسية واجتماعية متعددة الاشكال ، وقال ان العمل الاساسي في التصدي للعنف والتطرف يكمن في اعادة الهيئة لمؤسسية الدولة من خلال تعزيز احترام الدستور والقوانين الناظمة للحياة ، اضافة الى توفير الادوات المناسبة لتنمية قدرات الشباب وترتقي بفكرهم ليكون شركاء فاعلين في مسيرة وطنهم التنموية والحضارية .

وتحدث عن دور المؤسسة الدينية في التصدي للعنف والتطرف ، وقال الاب سامر مدانات راعي طائفة اللاتين في بلدة ادر ومدير اوقاف الكرك الدكتور معاذ البطوش ان نشر الفكر المعتدل واشاعة المؤاخاة والتكافل بين مكونات المجتمع يساعد في نبذ الارهاب والتطرف ، واعتبرا ان دور العبادة اكثر اسهاما في بناء شخصية الفرد وبناء منظومة القيم والاخلاق لديه كون هذه الدور تحتكم الى مرجعية سماوية ، وردا شيوع العنف والتطرف الى الجهل بمحتوى ومضامين الرسالات السماوية التي تدعو الى المحبة والمساواة والاعتدال .

رئيسة قسم ابحاث مكافحة التطرف العنيف في معهد غرب اسيا وشمال افريقيا نفيفن بندقجي قالت ان الشباب من سن 16-30 عاما هم الاكثر تاثرا بافكار العنف والتطرف ، مؤكدة ان على الاسرة والمؤسسة التعليمية معرفة ان فترة الطفولة من سن 11-12 عاما هي المرحلة العمرية التي تحتاج الى المزيد من مراقبة ومتابعة الاطفال ، مشيرة في الوقت ذاته الى ضرور اشاعة العدالة والمساواة وتكافؤ الفرص بين الشباب من مختلف الشرائح المجتمعية .

وعن دور الاعلام ومواقع التواصل الاجتماعي في تحصين المجتمع ضد الارهاب والتطرف لفت الاعلامي عوده الجعافره مشيرا الى ان العديد من المنابر الاعلامية تروج لافكار واجندات مشبوهة تدفع باتجاه الفئوية والطائفية وبث روح الفرق بين ابناء الوطن الواحد ، داعيا اعلامنا الوطني الى تطوير ادواته في مواجهة الفكر الضال وفي تعزيز قيم المحبة والاخاء بين مواطنينا .

عضو الشبكة اكرم المعاسفه تحدث عما تقوم به شبكة الوقاية المجتمعية في مجال مكافحة العنف والتطرف من حيث تركيزها على اجتراح البرامج والانشطة بالتنسيق مع الجهات المجتمعية المختلفة بهدف تطوير قدرات الشباب بمايساعدهم في تحقيق ذاتهم ويحصنهم من اختراقات رعاة العنف والتطرف والافكار الظلامية .