facebook
twitter
Youtube
Ammon on Apple Store
Ammon on Play Store
مواعيد الطيران
مواعيد الصلاة
rss
  • اخر التحديثات
  • الأكثر مشاهدة




مُحافظتا درعا والقنيطِرة في حُكم المُحرَّرة .. أي ثَورة وأي ثوّار؟


محمد خروب
08-07-2018 07:37 PM

لا تكفي مُتابعة المرء الحملة الإعلامية الهستيرية والمركّزة التي يشنّها مُشغَّلو المجموعات الارهابية والجهادية التكفيرية ودمى الجيش الحر, وغيرها مما تفتقت اذهانهم عن نحت واستيلاد أسمائها الإسلاموية في معظمها، كي يكتشف حجم الهزيمة النكراء التي لحقت بمشروعهم الإجرامي, الذي أُريد من ورائه إعادة المنطقة العربية الى عهد الظلام والظلم العثماني, وتمكين المُستعمِرين الغربيين من الإمساك مُجدّداً (عسكرياً واقتصادياً وثقافياً) بالمنطقة، بعد منح دولة العدو الصهيوني صك الإنتداب الجديد على العرب, وتفويضها كتابة جدول اعمالها مع "العرب الجُدّد" الذين أنتجَتهم وأسهمَت في إنضاج مشروع تطبيعِهم بل وصهينتِهم مع اسرائيل, التي ستكون "وقتذاك" قد "صَفّت" القضية الفلسطينية وطوت صفحة "حق العودة" وأبقت جموع اللاجئين والمشرّدين عبئاً على المجتمعات العربية التي لجأت اليها, فضلا عن نجاح كل هؤلاء (إن نجَحوا.. ولكن هيهات) في اختزال القضية الفلسطينية بما هي حركة تحرّر وطني لشعب حُرم طوال سبعة عقود من تقرير مصيره واقامة دولته المستقلة، الى قضية "إنسانية" يمكن حلّها بالتبرّعات وحملات الإغاثة وشراء الوقت, عبر الوعود الخُلّبية ببناء الابراج والموانئ والمطارات وفرص العمل وغيرها, مما يُروَّج له بقوة الان في الفضاءين الفلسطيني والعربي.

الأول (الفلسطيني) لِكون البطالة والحروب الاسرائيلية المحمولة على حصار وتجويع وتنكيل وتطهير عِرقي, قد فتكت بما تبقى من اسباب الحياة في ذلك القطاع الفلسطيني المنكوب والذي تُساهِم سلطة رام االله في تعميق جراحاته
ومعاناة سكانه.

والثاني "العربي" الذي لم يترك شيئاً لجمهوره المفقّر والمبطّل والفاقد حرِّيته وأدنى الخدمات الاساسية من طبابة وتعليم وخدمات ومرافق عامة، سوى التمرّد والاحتجاج واتساع الهوّة بين الحكومات ومعظمها غير مُنتخَب.. والاهالي الذين ضاقوا ذرعاً بخطابات ووعود لا تُنفَّذ, فيما تحالف سلطة الحكم ورأس المال يُحلّق في الفضاءات ويُحكِم قبضته وسطوته وتوحّشه على الجميع.

مَن شاهَد حجم الاسلحة والمعدات التي استولى عليها الجيش السوري من مجاميع الارهابيين في ريف درعا الشرقي، يلحظ في غير عناء حجم المؤامرة التي نسجها تحالف الارهابيين والمشغّلين الاقليميين والدوليين, الذين راهنوا على من خلعوا عليهم صفة الثوار بل لوقاحتهم وَصفوا درعا بأنها مهد "الثورة" وعاصمتها, فيما حاولوا إخفاء العلاقة الوطيدة والممتدة بين هؤلاء الثوار ودولة العدو الصهيوني التي راهنَت عليهم وأمدّتهم بكل ما يمكن لعبثهم وإرهابهم وعمالتهم ان يتواصل, وليكونوا شوكة في خاصرة الدولة السورية, التي لم يتوقّفوا حتى اللحظة رغم كل ما لحق بهم ومشروعهم الاجرامي من هزائم ونكسات, عن محاولة إسقاطها ونشر الفوضى في المنطقة وتكريس مشروع تقسيمها على أُسس طائفية ومذهبية.

الآن.. وقد ارتفع علم الدولة السورية على معبر نصيب الحدودي, بِانهيار المجموعات الارهابية وإجبارها على الاستسلام دون ان تتمكّن من تحقيق اي "شرط" من تلك الشروط التي حاولت عبثاً الحصول على بعضها وخصوصاً إدارتها لمعبر نصيب وتوفير حماية روسية لها وان تعود "عوائد" المعبر الماليّة.. لهم, وغيرها من الاوهام والخزعبلات التي زرعها في اذهانهم البائسة المشغّلون والرعاة.. تتضح الصورة التي نضجت بعد انهيار "الثورة والثوار" ولم تعد قابلة للتداول او حتى لمجرد الاستماع الى تلك الاكاذيب والفبركات, التي خرجت بها علينا ابواق المُشغّلين ومحطاتهم الفضائية وتصريحات المهزومين وتفسيراتهم المُضحِكة, من قبيل كيف: يمكن لحامل بندقية او رشاش ان يقف في وجه الطائرة القاذِفة والدبابة المحصنة والمدفع الهادر؟ فضلاً عن بكائيّاتهم المثيرة حول "خذلان" الحلفاء لهم بدءا من الاميركان الذين عقدوا "صفقة" مع الروس (...) وليس انتهاء برفض دول الجوار فتح حدودها امام النازحين الذين وصل عددهم في دعاية هؤلاء ألأفّاقين والأفّاكين الى (350 (الف نسمة, فيما محافظة درعا بأكملها (بمعنى المدينة والارياف) لا تزيد عن سبعماية الف نسمة، ناهيك عن تلك التفسيرات والمبالغات التي تحدثت عن "محتوى" الاتفاق التي عقدها المفاوضون الروس عن مركز حميميم للمصالحة, والتي تبدو لمن يقرأ تفاصيل ما يزعم الارهابيون "إتّفاقهم" مع الروس عليها, وكأن الجيش السوري هو المحاصَر والمَهزوم, وان هؤلاء المرتزقة هم المنتصِرون الذين يفرضون شروطهم, مثل الحظر على الجيش السوري الدخول الى مناطق المعارضة (..) وعدم التعرّض للمعارضين، فيما الجوهري هو إجبار هؤلاء القتلة على تسليم كل اسلحتهم الثقيلة والمتوسطة, و"شكوى" مشغّليهم بأن ما تم هو "اتفاق تحت النار"، وأنه تم "حشر المعارضة في الزاوية", وغيرها مما تضج به الفضائيات الداعمة للارهابيين من أكاذيب, وما تُفصِح عنه تصريحات قادة العصابات اليائِسة, التي تحكّمت في الجنوب السوري وولغت في دماء السوريين واستثمرت في معاناتهم ويوميات حيواتهم الصعبة.

في السطر الاخير.. طويت صفحة الثورة والثوار المزعومين. ولم يعد السؤال عمّا إذا كان الجيش السوري سيصل الى خط وقف اطلاق النار مع العدو الصهيوني في الجولان المحتل, حيث يُبدي رئيس وزراء العدو في تصريحاته المرتبِكة حرصاً زائداً على اتفاق الفصل الموقّع في العام 1974؟، بل إن السؤال هو متى يعترف المشغّلون بأنهم هُزِموا؟ وان مشروعهم قد مات ولم تعد لديهم القدرة ولا الامكانية للرهان على "ارهابيي إدلب"؟ الذين باتوا الهدف التالي, وخصوصاً بعد ان يعترِف الاميركيون والاتراك ان احتلالهم لبعض المناطق في الشرق والشمال السوريين لا مستقبل له؟ وبخاصة أن "كُرد سوريا" قد ادركوا في النهاية ان لا مستقبَل لتحالفهم مع اليانكي الاميركي, وباتت عودتهم الى كنف الدولة السورية... مسألة وقت ليس إلاّ؟

الرأي





  • لا يوجد تعليقات

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة عمون الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة عمون الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم : *
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق : *
بقي لك 500 حرف
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :