facebook
twitter
Youtube
Ammon on Apple Store
Ammon on Play Store
مواعيد الطيران
مواعيد الصلاة
rss
  • اخر التحديثات
  • الأكثر مشاهدة




صفحة من تاريخ الاردن 68


د. محمد المناصير
11-05-2009 03:22 PM

عارض الاتحاد السوفياتي بشدة ان تكون المملكة الاردنية الهاشمية عضوا في الامم المتحدة ، واستعمل حق النقض ( الفيتو) عدة مرات ، ولكن عندما حاول الاردن الانضمام الى حلف بغداد عام 1955 عدل الاتحاد السوفياتي موقفه من الاردن تشجيعا للاردن حتى لا يصبح عضوا في الحلف ، واعلن انه لا يعارض دخول الاردن الامم المتحدة ، فاصبحت المملكة الاردنية الهاشمية عضوا في الامم المتحدة في 14 كانون الاول 1955 ، وبعد الاتفاق بين الاردن وبريطانيا على انهاء المعاهدة الاردنية البريطانية قرر مجلس الوزراء الاردني في 2 نيسان 1957 اقامة علاقات دبلوماسية وقنصلية مع الاتحاد السوفياتي وتبادل البعثات الدبلوماسية بدرجة سفارة ، الا ان القرار عندما رفع للملك الحسين بن طلال من قبل رئيس الوزراء سليمان النابلسي رفض الملك الموافقة على قرار مجلس الوزراء ، واعيد القرار الى رئيس الوزراء ابراهيم هاشم في 27 نيسان وقد شرح عليه الملك الحسين بخط يدة عبارة : " لا نوافق ، وينظر فيه فيما بعد " . وبقي الامر على حاله الى ان قرر الملك الاتصال بنفسه بالاتحاد السوفياتي عندما حانت الفرصة عام 1963 واصبحت الظروف السياسية مواتية، فاوفد الملك وزير البلاط حازم نسيبة في مهمة سرية الى موسكو ، حيث اجرى محادثات مع وزير الخارجية غروميكو ، فتم الاتفاق على انشاء علاقات دبلوماسية بين الاردن والاتحاد السوفياتي على مستوى سفارة ،

وفي 21 اب 1963 قرر مجلس الوزراء الاردني اقامة العلاقات الدبلوماسية بين البلدين ، وعين الدكتور جميل التوتنجي اول سفير للاردن في موسكو عام 1964 ، وقد جاء هذا القرار انسجاما مع سياسة التوازن الدولي وانتهاء الضغوط الخارجية على الاردن خاصة من قبل مصر وسورية انذاك اللتان شجعتا العديد من محاولات الانقلاب ضد الحكم الملكي الهاشمي ، وقد اكد ذلك الدكتور عبد الرحمن شقير في مذكراته( رحلة العمر) عندما اكد زغلول عبد الرحمن لهم في القاهرة قبل اسبوعين من انقلاب العراق والمحاولة الفاشلة في الاردن وكذلك في كتاب " تسقط الدبلوماسية " لمدحت جمعة ،وما جاء على لسان محمود الموسى للمؤرخ سليمان الموسى ، وما اكده السفير البريطاني في عمان شارلز جونستون في كتابه " الاردن على الحافة " عن محاولة الطائرات السورية ارغام طائرة الملك الحسين الهبوط في دمشق وارغامه عن التنازل عن العرش ، وهذا ما اكده الدكتور جمال الشاعر في كتابه " سياسي يتذكر" وصلاح نصر رئيس جهاز المخابرات المصرية في عهد الرئيس جمال عبد الناصر الذي اكد في مذكراته ان اجهزة عبد الحميد السراج كانت مسؤولة عن العمليات السياسية في الاردن ، من تامر وقتل وتخريب .

وقد كانت اسرائيل تعد العدة للتدخل في الضفة الغربية في حال نجاح محاولات الانقلابات على الملك الحسين ؛ كما جاء في كتاب اليهودي آشر ساسر " الخط الاخضر بين الاردن وفلسطين ، سيرة وصفي التل السياسية " . رغم ان اللواء علي ابو نوار في كتابه " حين تلاشت العرب" يؤكد ان الرئيس جمال عبد الناصر كان لا ينوي الالتزام ياتفاقية التضامن العربي رغم انه وقعها بنفسه ، والمماطلات السورية تنسجم مع هذا التوجه ، كما ان السفير الاميركي في الاردن جونستون وهو اول سفير اميركي في الاردن في كتابه : The Brink of Jordanان الملك الحسين لجأ لعقد الاتحاد الهاشمي مع العراق للخروج من المأزق المالي والسياسي والعسكري الذي وضع العرب الاردن فيه ، خاصة بعد ان اعتذرت المملكة العربية السعودية عن دفع حصتها ضمن الاتفاقية الى الاردن فقد اعلن الملك سعود : "انه لا يستطيع دفع الخمسة ملا يين جنيه التي استحقت على السعودية عن عامي 1958/1959 بسبب المصاعب المالية".

وقد ساد الاستقرار في الاردن منذ عام 1964 وقدم الشريف حسين بن ناصر استقالة حكومته فكلف الحسين بهجت التلهوني بتاليف الوزارة في 6 تموز 1964 ، وهو سياسي معتدل ويعد من رجال القضاء والقانون ، وهو قريب من الملك لمدة طويلة حيث عمل رئيسا للديوان الملكي . وقد سبق لي انا كاتب هذه الصفحات عن تاريخ الاردن ان قابلت الرئيس التلهوني في منتصف الثمانينات وكان رئيسا لمجلس الاعيان وقد تحدث في برنامج اذاعي طويل بمناسبة عيد الاستقلال عن دوره مع الملك الحسين ابان طرد الملك لكلوب باشا قائد الجيش وتعريب قيادة الجيش ، وكذلك في صراع القصر مع رئيس الوزراء سليمان النابلسي حتى ان التلهوني اخبرني ان الملك ارسله للنابلسي ومعه كتابين موقعين من جلالة الحسين احدها يقبل استقالة حكومة النابلسي والاخر يقيل فيه حكومة النابلسي في حال عدم قبولها الاستقالة ، ووضع واحدا في جيبه اليمين والاخر في جيبه اليسار وكانت مهمة صعبة نفذها بنجاح .

وحضر الاردن مؤتمر القمة العربية الثاني في الاسكندرية في 5 ايلول 1964 ، وقد طرح الرئيس السوري امين الحافظ اقتراحا يقضي بمهاجمة اسرائيل فورا واستعادة فلسطين الا ان الزعماء العرب وجدوا ان الاقتراح غير قابل للتنفيذ ، وقد وافق المؤتمر على انشاء جيش التحرير الفلسطيني .

وفي الفترة 4-6 كانون الثاني 1964 زار الاردن البابا بولس السادس ، وكانت هذه الزيارة التي قام بها البابا بزيارة الاردن هي المرة الاولى التي يغادر فيها البابا اراضي ايطاليا منذ عام 1809م .

وفي عام 1965 ساد الهدؤ والاستقرار الاردن ؛ فصدر قانون العفو العام واتفاقية تعديل الحدود مع السعودية ، وبدء العمل بسد المقارن اي المخيبة . وبعد سبعة اشهر على وزارة التلهوني عهد الحسين لوصفي التل لتشكيل الحكومة في 3 شباط 1965 ، وقد استمر وصفي رئيسا للحكومة لعامين ، وقامت حكومة وصفي التل بترقية الفريق حابس المجالي القائد العام للقوات المسلحة الاردنية الى رتبة مشير ، وترقية الزعيم ناصر بن جميل الى رتبة لواء ، وتعيينه نائبا للقائد العام ، وترقية الزعيم عامر خماش الى رتبة لواء وتعيينه رئيسا لهيئة الاركان .

وقامت حكومة وصفي التل في اذار 1965 بدمج تشكيلات الحرس الوطني في الجيش النظامي ، وتاسيس اربعة الوية مشاة جديدة هي : لواء الامام علي ، لواء حطين ، لواء خالد ، لواء القادسية .

وقد اقرت حكومة وصفي التل برنامج السنوات السبع للتنمية الاقتصادية 1964-1970 ، وانشاء سد المقارن ، وبنك الانماء الصناعي ، وايصال المياه الى 54 قرية ، وافتتاح 75 مجلسا قرويا جديدا ، وتاسيس 165 شعبة بريد و 69 عيادة صحية ، وفي عهد حكومة وصفي التل حدث تقارب بين الاردن ووالزعيم الفلسطيني الحاج محمد امين الحسيني رئيس الهيئة العربية العليا ، فزار الحاج امين الاردن في عام 1967 ، وكان الحاج امين على خلاف كبير مع احمد الشقيري رئيس منظمة التحرير الفلسطينية .

وفي اذار 1965 قطع الاردن وتسع دول عربية العلاقات مع المانيا الاتحادية ( الغربية) لاعترافها باسرائيل ، وتزويدها بكميات كبيرة من الاسلحة بشكل سري ، واستمرت العلاقة مقطوعة بين الاردن والمانيا الى 25 شباط 1967 ، لتحسن العلاقات بين البلدين ودور المانيا في تطوير ميناء العقبة ومد خط سكة حديد معان العقبة ، اما الدول العربية الاخرى فقد اعادت علاقاتها مع المانيا في اذار 1972 .

وبعد حكومة وصفي التل جاءت حكومة حسين بن ناصر في اذار 1967 ، وتلتها حكومة سعد جمعة في 23 نيسان 1967 وكانت حرب حزيران في عهد حكومته ، والرئيس سعد جمعه حقوقي وهو كاتب ومؤلف للعديد من الكتب منها : الله او الدمار وكتابه مجتمع الكراهية .

وفي 9 نيسان 1965 اصدر الملك الحسين ارادة ملكية بتسمية الامير الحسن وليا للعهد .

وفي هذه الفترة بدأت منظمة التحرير الفلسطينية وجناحها العسكري (العاصفة) تقوم بعملياتها ضد العدو انطلاقا من الاراضي الاردنية ، وقد بدأت اسرائيل تحمل الاردن مسؤولية العمليات الفدائية ، فقامت القوات الاسرائيلية في ليلة 27/28 ايار 1965 بثلاث غارات على ثلاثة مواقع عسكرية اردنية في الشونة الجنوبية وفي جنين وقلقيلية ، فاستدعى الحسين في اليوم التالي سفراء بريطانيا وفرنسا والولايات المتحدة ، واخبرهم ان الاردن سيرد بكل قوة على اعتداءات اسرائيل ، فاعلنت الولايات المتحدة شجبها للعمليات الاسرائيلية ضد الاردن .

واستمرت القوات الاردنية تتبادل اطلاق النار مع القوات الاسرائيلية على طول الحدود ،وقدمت القوات الاردنية دعماوتغطية للعمليات الفدائية عبر نهر الاردن والضفة الغربية وتقوم المدفعية الاردنية بتغطية هجومهم وانسحابهم ، في حين منع الرئيس جمال عبد الناصر ان يستعمل الفدائيون قطاع غزة او الاراضي المصرية قاعدة لهم لشن هجماتهم على اسرائيل منها ، وحاول عبد الناصر اقناع السوريين بالتزام الهدؤ ، في حين كان 50 الف جندي مصري انذاك في اليمن .


وفي 13 تشرين الثاني شنت اسرائيل هجوما عنيفا على قرية السموع وخربة رافات وبعض القرى المجاورة ، بلواء من جيش العد مكون من اربعة الاف رجل تدعمهم الدبابات والمدفعية والطائرات ، في اكبر هجوم تقوم به اسرائيل منذ حرب السويس 1956 ، وقامت القوات الاردنية بمواجهة الهجوم الاسرائيلي واشتركت الطائرات الاردنية بصد الهجوم فاشتبكت مع الطائرات الاسرائيلية ،

وقد استمرت المعركة اربع ساعات ، وقد تم تدمير 10 دبابات اسرائيلية و 12 سيارة مصفحة وناقلة جنود واسقاط طائرتين للعدو ومقتل 50 من جنود العدو . في حين سقطت طائرة عسكرية اردنية هوكر هنتر واحده واستشهد قائدها الطيار موفق السلطي ، واستشهد 21 شهيدا اردنيا ، بينهم 15 من جنود الجيش الاردني .

الى اللقاء في الحلقة القادمة ....
للاطلاع على الحلقات السابقة ، يرجى الضغط على اسم الكاتب المبين في اسفل هذه الحلقة والملون باللون الازرق.





  • لا يوجد تعليقات

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة عمون الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة عمون الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم : *
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق : *
بقي لك 500 حرف
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :