facebook
twitter
Youtube
Ammon on Apple Store
Ammon on Play Store
مواعيد الطيران
مواعيد الصلاة
rss
  • اخر التحديثات
  • الأكثر مشاهدة




في البحث عن الكفاءات التربوية الفاعلة


فيصل تايه
10-07-2018 12:19 AM

التطورات التي تواجهها المجتمعات المعاصرة تشكل موجة غير مسبوقة من التحديات التي تلقي بظلالها لتشمل كافة مناحي الحياة ، وأمام ذلك كان لا بد من التغيير والتطوير للأساليب الإدارية المنتهجة من خلال تُغير فلسفتها الإدارية الحاكمة لتكون مناسبة مع الواقع الإداري الذي أفرزته مجمل التغيرات والتطورات السريعة ، الأمر الذي يؤدي الى بروز مجموعة من الفرص والتهديدات والتي بدورها يمكن أن تشكل مفترق طرق ، فإما إلى تقدم وازدهار ، وإما إلي تدهور وانحدار ، فإذا لم نسعى إلى استغلال الفرص ومواجهة التهديدات أصيبنا بالفشل ، وإذا نجحنا في استغلال ما يتاح لها من فرص وصلنا الى تحسين وتجويد العمل لننتقل من حالة السيطرة الإدارية إلى إدارة الأداء ، ومن زيادة كم المخرجات إلى تحسين جودة الخدمات ، ومن تقييم مدى سلامة الإجراءات إلى المساءلة عن النتائج ومستويات الأداء ، وهذا يتطلب وجود قيادات فاعلة تعي تماما حجم مجمل التحديات بكل ارهاصاتها وتعقيداتها ..

قطاعنا التربوي الحكومي يعاني على وجه الخصوص من تحديات حرجة مؤثرة تتمثل في الصورة الذهنية السلبية بشأن مستوى جودة العمل القيادي ، وتتكون تلك الصورة الذهنية من خلال تراكمات تاريخية مستمرة ومتصلة بأداء العاملين في المناصب القيادية ومخرجات عملهم بالمجمل ، وتنبع هذه الصورة من العمل الروتيني القائم دون ايه ممارسات ابداعيه خلاقه جراء عدم القيام بالدور الحقيقي كقادة تربويين وليس كاداريين وذلك لقلة الادراك بالدور القيادي وأثره في مستقبل العمل .

ولذلك .. كم نحن بحاجة الى استنبات قيادات ميدانية فاعلة ، وليس ذلك في ضوء مخرجات أكاديمية فقط ، فالقائد لا يصنع لأنه يتمتع بصفات شخصية أكثر بكثير من الاعتبارات المكتسبة ، لان المواصفات المطلوبة هي شخصيات قيادية ذات سلوكيات ومواقف فاعلة ومؤثرة ، تسعى إلى غرس قيم ومعايير منسجمة مع الذات والجماعة ، وهي في هذه الحالة تحقق حالة الانتماء للمهنة والمركز الوظيفي الذي نحن في أمس الحاجة إليه تحقيقٱ للاهداف المنشوده ..

وإذا كانت التربية في مفهومنا المعاصر هي تشكيل الإنسان الذي يواجه تحديات عصره ، فان ما يصوغ سياساتها وأهدافها وبرامجها في وزارة التربية والتعليم هو القائد الذي يتحمل المسؤولية الأولى في صناعة القرار، وهو ما يمثل الصف الأول في العملية الإدارية ، وإذا كان من يتبوء هذا المنصب لا يخرج عن طور وحدود العمل الإداري ، فانه غير جدير بمهمة المسؤولية التي تقع عليها صناعة الإنسان ، وعملية خلق المواطن الصالح ، من هنا فان أي تراجع في العملية التربوية تعود إلى الفقر في وجود قيادات تربوية لأسباب لا مجال للخوض فيها ، لان مسؤولية التطوير تقع على عاتق القيادي الذي يبتكر ويبدع ، ويعمل على توليد الأفكار ويؤثر بعكس الإداري الذي لا يجيد إلا عملية التنفيذ ، وهذه الحالة تحتاج إلى قيادات وليس لإدارات، فهل نحن قادرون على خلق قيادات تربوية تملك القدرة والإرادة على التغيير وصولٱ إلى ما نصبو إليه بعيدا عن حالة تعبئة الشواغر فقط .

مؤسساتنا التربوية الاردنية المختلفة و على راسها وزارة التربية والتعليم زاخرة بكفاءات تربوية قيادية متميزة وخلاقّة ، والميدان التربوي قادر على الكشف عن هذه الكفاءات ، ومن الضروري الاستفادة من كل الخبرات ، والعمل دوماً على التجديد في المواقع الإدارية لمن يستحق ، وتشجيع الأفراد القادرين على العطاء وتوليد الافكار ، وتعزيز توجهاتهم التنويرية المتميزة والمتنوعة، والتخلص من كل التكلسات التي أصابت مفاصل العملية التربوية ومناحيها المختلفة ، بدلاً من أن تحمل مؤسساتنا التربوية على أكتافها من باتوا عقبة في طريق تقدم المسيرة ، ممن يعملون لذاتهم أكثر من العمل لإداراتهم ، وكل أعمالهم تحكمها الذات المشبعة بالأنانية الضيقة ، وبالتالي هم عقبة في طريق توجهات المسؤول الذي يملك رؤيا واضحة لأداء العمل ، اضافة الى الأخذ بعين الاعتبار الاستعانة بالطاقات والكوادر التربوية من خارج الوزارة للعمل على رفد المسيرة التربوية ، والمساعدة على أن تكون مجمل هذه الخبرات والكوادر في خدمة عملية التطوير المنشودة ، لأن التربية ليست مسؤولية وزارة التربية والتعليم فحسب ، بل هي مسؤولية المجتمع ، والعديد من المؤسسات الرسمية وغير الرسمية من مؤسسات المجتمع المدني المختلفة والتي باستطاعتها دعم مسيرتنا التربويه النبيلة.

وللحديث بقيه
والله ولي التوفيق





  • لا يوجد تعليقات

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة عمون الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة عمون الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم : *
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق : *
بقي لك 500 حرف
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :