facebook
twitter
Youtube
Ammon on Apple Store
Ammon on Play Store
مواعيد الطيران
مواعيد الصلاة
rss
  • اخر التحديثات
  • الأكثر مشاهدة




الأسئلة المبعثرة التي خلفها البابا خلفه


13-05-2009 04:21 AM

أما وقد غادر ديارنا البابا بندكتس السادس عشر بعد ضيافة حافلة دامت اربعة أيام زار خلالها بعضا من الأماكن " المبجلةّ " وأغفل كثيرا مما كان يستحق الوقوف على أعتابه ، فآن لنا أن نتحدث بلغة استفهامية عن التبعات والانجازات التي قال الكثيرون انها تحققت ، ولكن يبقى السؤال الأهم هل كانت زيارة البابا زيارة روحية سعت لتعزيز روح السلام والإلتحام بين أبناء الشعوب الإنسانية ، وهل كان البابا على اعتبار انه يعتلي قمة الهرم المسيحي في العالم ، هل كان يقف على مسافة واحدة من كافة الشعوب والأمم .. بل هل كان يقف على ذات المسافة بين أبناء الطوائف المسيحية وخاصة من أهلنا في الأردن ..

نسأل ويسأل المتابع للحدث أين خطاب البابا الذي يوقره الجميع عن القضايا الهامة التي طالما أرهقت فكر الإنسان ، متواضع التفكير مثلي .. فكلنا يعرف بأن الأردنيين المسيحيين هم في غالبيتهم أتباع الكنيسة العربية الشرقية أو ما يسمى بالأرثوذكس ، فلماذا تم تهميشهم تماما خلال الزيارة التي لم يلق أحد حسب ذاكرتي كل تلك الحفاوة والتبجيل والارتفاع به حتى كاد بساط الريح ان يحمله ، ومع هذا لم يشفع لنا نحن المشارقة ان نكون حاضرين في دعوات البابا الصريحة ، على الرغم من عموميات الحديث الذي تضمنته كلماته التي ألقاها وجمع فيها مصطلحات وتسميات عمومية للمسيحيين وجماعة المسلمين و أبناء البشرية ..

وحتى لا يفهم أحد إنني أحاول الغمز من قناة الرجل أو التفريق بين أبناء المجتمع لا قدرّ الله ، فإنني أهنىء هنا أخواننا من أبناء الطائفة الكاثوليكية التي أنعم عليهم البابا بصلواته ولسعيد الفرصة التي مكنتهم من حضور صلواته وقداسه .. ولكن لنبدأ بتحليل بسيط لأمور استشكلت علينا ، في محاولة لفهمها :
ففي كلمته الأخيرة قبل ان يغادر بلادنا التي باركها الله تعالى صبيحة الاثنين جاءت هذه الفقرة :

( كان لي فرح كبير بأن أحضر إطلاق مبادرات هامة وعديدة دعت إليها الجماعة الكاثوليكية في الأردن )

وفي القداس الحاشد الذي اقيم في ستاد عمان كرر الجملة بمعنى آخر حيث قال :
(كان لي فرح أن أعيش هذه الاحتفالات الفصحية مع مؤمنين كاثوليك من مختلف التقاليد متحدين في شركة الكنيسة وفي شهادتهم للمسيح ) .. المسيح عليه السلام وعلى أمه مريم البتول سيدة نساء الأرض السلام .

ولم يغب التخصيص مرة تلو مرة في خطابات البابا فهذه جملة أخرى تثير تساؤلات عديدة عن المغزى من إظهار الأخوة الكاثوليك وكأنهم جماعة غريبة سقطت عنها فرائض الوطن ، واستوجبت النصرة والرحمة والرأفة من الكاثوليكيين في العالم ليدعو كما قال منجد الهاشم السفير البابوي في الخليج العربي للبي بي سي " ليس من حق أحد الاعتراض على دعوة البابا للكاثوليك في العالم للتضامن مع كاثوليك الأردن .. وأجدني هنا غير مضطر لفك طلاسم امتلأت بها الأحاديث البابوية منذ توليه سدة الفاتيكان حتى تربعه على ستاد عمان .
فالبابا قال أيضا ومن بيتنا ما نصه ( إن الجماعة الكاثوليكية المحلية تعاني من الصعوبات والمخاوف التي تواجه سكان الشرق الأوسط ) .. فما هي تلك المخاوف المزعومة ، وهل أنفلونزا الخنازير مثلا تصيب الكاثوليك ولا تصيب أبناء عجلون مثلا أو الطفيلة ؟ .

لن أتوقف هنا عن وضع قداسته لحجري الأساس لكنيستي اللاتين والروم الملكيين الكاثوليك في غور الأردن ولكن وجب السؤال لماذا لم يصل أو يزور كنيسة الروم الأرثوذكس في مادبا وهي كنيسة الخريطة الفسيفسائية التي تعتبر أقدم خريطة في التاريخ يظهر فيها الأردن وفلسطين ، أليس لنا حق في أن يزورنا قداسته أم إننا سنبقى كأردنيين في ذيل قائمة الأهتمام دائما على الرغم من إننا "أصحاب العرس" .

هنا لن أتوقف أيضا عند اللسان الأعوج الذي مرّ على ذكر عمان يوم الاحتفال القداسي الحاشد فعمان لم ولا ولن "تخلع ثوب العزة والكرامة" ما دامت هي أرض الله ,, ولا يسعني إلا أن أذكر بأن الرسول الأعظم والنبي العربي الهاشمي الأكرم هو "شفيع الأردن " وأهله فيمن سيشفع لهم

أسئلة كثيرة أثارتها خطابات البابا ، أو الكلمات التي كتبت للبابا فتحدث بها في الاردن ، خاصة تلك التي وصف بها وقوفه على "جبل نيبو " البابلي في صياغة غرب مادبا

{ حري أن تبدأ رحلة حجي من على هذا الجبل حيث تأمل موسى بعيدا في أرض الميعاد. إن المنظر الخلاب الذي ينجلي أمام باحة هذا المزار، يدعونا للتفكير كيف أن الرؤية النبوية تعانق بشكل سري مخطط الخلاص الكبير الذي أعده الله لشعبه ).. ليعود بالقول (حاجين إلى الأماكن المرتبطة بتاريخ الشعب المختار} ..

وهنا أسأل : مالنا نحن العرب مسلمين ومسيحيين وما لخرافة شعب الله المختار ، خاصة وأن قداسته كان يقف على أرض الأردن قطريا ، وعلى أرض العروبة والإسلام قوميا ، فلماذا لم يتضمن الخطاب صراحة التاريخ الوثيق بين المسيحيين وأخوتهم المسلمين كعرب سكنوا هذه البلاد قبل أن يخلق أبناء المهاجرين اليهود الذين اغتصبوا أرض المحشر وقدس الأقداس ومعراج الرسول صلوات الله وسلامه عليه .. بل أين ذكر العهدة العمرية في استذكار التاريخ عند البابا ودور المسيحيين العرب في كافة مناحي الحياة العربية .. ولنذكر بأن اليهود ليسوا شعبا بل هم أتباع ديانة تناثروا في كل دول العالم ، قبل أن يشعبوّا أنفسهم في كيان على أرض عربية قام على سرقة التاريخ والأرض قبل ان يسرقوا الفرح والبراءة من عيون الأطفال .

ما يجعلنا نزيد الأسئلة بعثرة هي جملة البابا التي لم تجمّل الواقع حتى .. حينما قال ما نصه :
{ يذكرنا تقليد الحجاج القديم إلى الأماكن المقدسة بالرباط الوثيق الذي يوحد الكنيسة مع الشعب اليهودي...اليوم محبة متجددة لأسفار العهد القديم وشوقا لتخطي كل عقبة تعترض درب المصالحة بين المسيحيين واليهود }

سيقول قائل إن البابا رجل دين لا رجل سياسة ، وعلى فرض إننا سنتفق معه ، فلنا الحق في أن نسأل لماذا تؤكد على علاقة "كنيستك " مع " الشعب اليهودي " وانت تقف على أرض المسلمين .. وما هو داعي المناسبة ؟ ولماذا التأكيد من رجل دين على مصطلح شعب ، والدين يجمع ولا يخصص ، والشعب هو مصطلح سياسي ؟!

وحتى نفهم مبعث أسئلتنا وإغفال إجاباتها فلنا أن نقرأ جيدا ما قاله البابا بعد وصوله " مطار اللد " المحتل
وفيما يلي نصه :
{إن الكرسي الرسولي ودولة إسرائيل يتقاسمان قيما عديدة (...)إن الشعب اليهودي اختبر بشكل مأساوي التبعات الفظيعة لإيديولوجيات تنكر الكرامة الأساسية لكل شخص بشري. ولمن الصائب والمناسب، وخلال إقامتي في إسرائيل، أن تتاح لي فرصة تكريم ذكرى ستة ملايين يهودي ضحايا المحرقة(...) إن معادة السامية، وللأسف، لا تزال تبعث على التقزز في أماكن عديدة من العالم. وهذا أمر غير مقبول على الإطلاق. وبالفعل، ينبغي بذل كل جهد لمكافحة معاداة السامية أنى وجدت }

أسأل هنا أيضا لماذا لم يتطرق البابا للجرائم القذرة وللهولكوست التي مارسها جيش المعربدين الإسرائيليين ضد آلاف الأطفال والنساء والمدنيين العزل والمقاومين في غزة قبل أربعة أشهر من زيارته .. ولماذا لم يسأل قادة تل ابيب بصريح العبارة : لماذا انتم متعطشون للدماء ولا تفرقون بين طفل وشجرة ، ولماذا لا تملكون نية خالصة للعيش بسلام مع العرب على الرغم من إنكم انتم من اغتصب أرضهم وشرد الشعب الفلسطيني في أصقاع الدنيا ؟

وهل سيدعو البابا تل أبيب الى وقف هدمها وحفرياتها التي تهدد المسجد الأقصى المقدس والتاريخي للمسلمين .. أو بالأحرى هل يجرؤ ؟

لن أزيد أكثر ولكن سأنوه الى ان من أثار قضية دخول البابا الى مسجد الحسين بن طلال بحذائه هو صحفي جاء ضمن المجموعة الصحفية التي رافقت زيارة أسقف الفاتيكان بندكتس السادس عشر الذي لا أعلم ان كان هناك خمسة عشر بندكتس قلبه .. ثم اختطفته الوكالات العالمية الغربية ، على الرغم من ان مسألة دخول المسجد وحتى الصلاة بالحذاء مسألة غير مهمة كثيرا خاصة حينما نرى إن العثرات كانت فأل اللجنة الإعلامية والتغطية الإعلامية التي هرولت وراء قداسته ، ولم تذكره بأهمية التآخي واللحُمة بين أبناء الأردن الواحد مسلمين ومسيحيين شرقيين أو أتباع كنيسة روما و التي لا تحتاج لأحد مهما كان أن يأتي ليذكرنا بها فنحن حريصون جدا على ان تبقى عنوان حياة نتشاطر لحظاتها معا ، لا أن يقولوا لنا ما هي أهمية " التعايش الديني " .
سؤال أخير لم أجد له إجابة .. في كلمته عند افتتاح "جامعة مادبا " قال البابا ما نصه :
{وأخيرا فإن هذه التهيئة الفكرية ستصقل مواهبهم وتزيل الجهل والأحكام المسبقة وتعاونهم على كسر قيود الأيديولوجيات القديمة والجديدة }

أخيرا ..لناان نسأل ماهي الفائدة المرجوة التي حصدها الأردن وأبناءه من المسيحيين من زيارة قداسة البابا .. و ليتنا ركزنا على السياحة والسياحة فقط .. ولم نتأبط كل تلك الفخامة التي فضحت بساطتنا وسيطرة الآلةالسياسية على الخطاب الفاتيكاني!
دمتم بخير وسلام .
alfayez@ammonnews.net





  • لا يوجد تعليقات

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة عمون الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة عمون الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم : *
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق : *
بقي لك 500 حرف
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :