facebook
twitter
Youtube
Ammon on Apple Store
Ammon on Play Store
مواعيد الطيران
مواعيد الصلاة
rss
  • اخر التحديثات
  • الأكثر مشاهدة




باسوورد!


حلمي الأسمر
22-07-2018 03:35 PM


-1-
ذات مساء مخملي، معطر بغبار الطلع، ورذاذ الذكريات.. كتبت عن مكان سري، يقع في أبعد وأقرب نقطة في القلب، لها كلمة سر (باسوورد) أو كود رقمي خاص، لا تنفتح إلا به، يخبىء المرء فيها أشياءه الخاصة جدا، ويحتفظ فيها بعواطفه ومشاعره وذكرياته، سيئة كانت أم سعيدة، فيها يخلد إلى نفسه، يعاتبها أو يؤنبها، يقهقه أو يبكي، أو حتى يصمت، يمارس فيها كل طقوسه بلا تجمل أو أقنعة، يعدو أو يتكور على ذاته، وربما يضربها أو يشد أذنها، وقد يمر بيده على شعرها، يهمس أو يصرخ، يناجيها أو يدير وجهه عنها، إنها غرفة الأسرار ومستودع الأمواج، هائجة كانت أو هادئة، في أعماقها أشياؤه المتناقضة، هي كما البحر ، بما فيه من لآلىء وأصداف ومحارات وربما فضلات، بحر بكل طقوسه الغريبة والمفاجئة، بغموضه وبساطته، يلوذ بها حتى لو كان وسط الملايين من البشر، فلا يشعر بأحد، لحظات أو ساعات، يخلد فيها للتأمل، عاصفا أو هادئا، غرفة الأسرار، أو الغرفة السرية في أعماقنا، لا يفتحها أحد سوى صاحبها، ولكنها قد تنفتح فجأة دون استئذان، لحامل الكود السري، فيدخلها ويتأمل ما فيها، ولا تضيء المصابيح الحمراء أو تزعق أجراس الإنذار، لأن من دخلها لم يتسلل إليها، ولم يكسر أبوابها، بل دخلها بصورة «شرعية» لأن لديه كلمة السر التي تخوله الدخول، دونما استئذان، تنفتح للا أحد، وتنفتح لكل أحد، ولكن بشروط!
-2-
العشاق الصغار، ومن يكفيهم قرص فلافل للعشاء، ومن يسرهم مراقبة شروق الشمس، ويطربون لغناء سنونو عابث، هم من يشعرون بالسعادة، وهم من يدركون سر الحياة، أما أولئك المشغولون بأحقادهم والسيطرة على الضعفاء والاستحواذ على القوة الغاشمة، وإدارة أموالهم الطائلة، التي لا يهمهم كيف ولا من أين جاءت، فهم أشقى
الناس، بل إنهم أشبه ما يكون بالجيف النتنة، التي يهيأ لها أنها على
قيد الحياة!
-3-
بعضنا، كلعبة الصناديق الفارغة، حينما تفتح الصندوق الكبير، تجد صندوقا أصغر، تفتحه، فتجد صندوقا آخر، حتى تصل صندوقا متناهيا في الصغر، حينما تفتحه متلهفا، تجد فيه.. لا شي، لا شيء على الإطلاق!





  • لا يوجد تعليقات

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة عمون الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة عمون الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم : *
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق : *
بقي لك 500 حرف
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :