facebook
twitter
Youtube
Ammon on Apple Store
Ammon on Play Store
مواعيد الطيران
مواعيد الصلاة
rss
  • اخر التحديثات
  • الأكثر مشاهدة




الحفاظ المر والخلق الوعر ..


د. نضال القطامين
31-07-2018 06:51 PM

لست ميّالاً لنظرية المؤامرة في شأن افتعال الأزمات وتفجير الألغام في وجه حكومة الرزاز؛ فالرجل الذي يحظى بارتياح استثنائي في الشارع، بدا كما لو كان مستعدا تماما لدرسه في التعامل مع الملفات، على اختلافها، وبدا كما لوكان انتحاريا كما وصف نفسه، في تعامله مع تتابع الهزات، بوصفها نتاجا متوقعاً لنهجٍ مختلف.

كان الرئيس استثنائياً اليوم، عاد لنسوغ الأب والاخ في الثقافة، واحتسى القهوة في مركز أمن المدينة وسط عمان؛ كانت رسالة بيّنة في الشمولية والثقة.

بينما تشتعل صفحات مواقع التواصل نقاشا وحوارا، تتشكل في الحكومة خلية أزمة. كان واضحا في رد دولة الرزاز على مناقشات الثقة في البرلمان، أنه يمنح الأمر صفة الإستعجال والإهتمام، وقد كان فوت هذا الأمر سهلا، فردّه إليه الحفاظ المر والخلق الوعر..

وهو كيّسٌ فَطِن، اقصد رئيس الحكومة، لا ليّنا فيعصر ولا قاسيا فيكسر، وقد خبر القطاع العام في مواقع كثيرة، فجاء أداؤه تبعا لصفاته، متوازنا واقعيا هادئا. غير أنه، فوق كل هذا وقبله وبعده، متدرّعٌ بصفائح فولاذ : دعمٌ ملكي غير محدود، وثقة نيابية مريحة، وآمال شعبية عريضة عكست نتاج عمله في العمل الميداني وزيرا ومديرا، فصارَ، وفق هذه الصفات، مرشحاً كبيرا لوظيفة كاسح ألغام.

لم يعد بإمكان رفع العقيرة بالصوت الصاخب أن يصنع تقدما ولا أن يسكت حقّا، ومن نافلة القول أن الصوت العالي لا يصنع مواطَنةً صالحة، وأن النية تبدو حقيقية لكبح جماح الذين يلعبون دون حكم راية، ويقتسمون السلائب في نهاية الشوط.

يثير ما تناقلته وسائل الإعلام عن قضايا تشوبها احتمالات فساد أسئلة غاضبة، عن تراخٍ محتمل يستوجب المسؤولية، وعن قصة حياة الأردني وصحته وغذائه ودوائه التي يتناولها من الأسواق آمناً مطمئناً، بينما يرتع من لا يخاف لا ربّاً ولا يقيم وزناً لشيء، في أقوات الناس، ويستثمر طفرهم وقرفهم .

اليوم، يجب أن ترتفع القبعة عاليا لوسائل الإعلام المختلفة، نظير تصديها لكشف المستور، ونظير نهوضها بواجب المراقبة وكشف الحقائق، وأرى مثل كل الناس، اهتماماً حكوميا على مستوىً عالٍ من الشفافية والمعلومة، يؤشر إلى نوايا صادقة تجاه الحملات على الفساد.

غير أن اللافت في ظل هذا الكم الهائل من المعلومات المحشوة بالمبالغة أحياناً وبعدم الدقة أحياناً أخرى، هو الأداء المعتدل لمواقع التواصل الإجتماعي، بوصفه وسيلة إعلام بالمعنى الذي يتيح تدفق المعلومات، لكننا ما زلنا أمام مسافة كبيرة من وجوب وقوف الناشرين، عند الحدود الوطنية والمهنية والضوابط التي تحقق المهنية وتمنع اغتيال الشخصية والابتزاز في أغلب الصفحات.

نحن أمام أزمة حقيقية أحدثت نقباً ليس يسير في جدار الثقة، نحن امام اقتصاد ساكن يجب ان يتعافى، نحن أمام شعبٍ يكافح الجن للقمة عيشه، ويقبل القسمة الضيزى في توزيع الأدوار، لكنه أبدا لن يقبل المقامرة بوطن، ولا يمكنه القفز عن جدول آسنٍ يلوّث فنائه، ويمنح الهواء الذي ينتظره في الليالي الحارقة، طعم الخيانة ورائحة الغدر.





  • لا يوجد تعليقات

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة عمون الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة عمون الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم : *
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق : *
بقي لك 500 حرف
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :