facebook
twitter
Youtube
Ammon on Apple Store
Ammon on Play Store
مواعيد الطيران
مواعيد الصلاة
rss
  • اخر التحديثات
  • الأكثر مشاهدة




صفحة من تاريخ الاردن 69


د. محمد المناصير
20-05-2009 10:29 PM

استمرت علاقات الاردن مع كل من مصر وسورية ومنظمة التحرير الفلسطينية بالتوتر ، وكانت اجهزة الاعلام الاردنية انذاك ترد على هذه الحملات الاعلامية ، وحدث ان قتل جندي اردني على الحدود مع سورية ، فطلبت الحكومة الاردنية من السفير السوري مغادرة البلاد ، وزادت حالة التوتر في كانون الاول عام 1966 حين اصطدمت جماعة من المخربين مع قوة عسكرية اردنية في ليلة الاول من كانون الاول ، والقت الحكومة الاردنية القبض على اربعة منهم ، وتبين ان مهامهم هي نسف الجسور والمضخات ومولدات الكهرباء ، وفي 7 كانون الاول قام الرئيس السوري نور الدين الاتاسي بتحريض المواطنيين الاردنيين على الثورة ، زاعما ان تحرير الاردن هو الطريق الى تحرير فلسطين .

وفي 7-10 كانون الاول 1966 وبناء على طلب الفريق علي علي عامر انعقد في القاهرة مجلس الدفاع العربي في اجتماع عاجل ، واوصى المجتمعون بدخول قوات عربية الى الاردن .
وفي تلك الاثناء استقالت الحكومة الاردنية واعاد الرئيس وصفي التل تشكيلها في 22 كانون الاول 1966 . فيما اعلن احمد الشقيري رئيس منظمة التحرير الفلسطينية في 27 كانون الاول استبدال اللجنة التنفيذية للمنظمة بمجلس ثوري سري ، وفي الايام الاخيرة من كانون الاول وقعت في عمان سلسلة انفجارات في ابنية حكومية منها مبنى الاذاعة في عمان وفي دار الاذاعة في القدس ، واعترفت منظمة التحرير الفلسطينية انها هي التي قامت بالتفجيرات في عمان والقدس .فقامت الحكومة الاردنية على الفور باغلاق مكتبي المنظمة في كل من عمان والقدس ، وابلغت الجامعة العربية انها تسحب اعترافها بمنظمة التحرير الفلسطينية ، حيث تغير هدفها من العمل لتحرير فلسطين الى الاطاحة بنظام الحكم في الاردن .

وفي نفس الفترة كان الخلاف بين الدول العربية بشأن اليمن على اشده خاصة بين مصر والاردن ، رغم اعتراف الاردن بنظام الحكم الجديد في اليمن ، ولكن في 24/1/1967 ابلغت الحكومة الاردنية اليمن انها ستسحب اعترافها بنظام الحكم الجمهوري في اليمن اذا لم يتوقف الجمهوريون عن استعمال الغاز السام ضد خصومهم الملكيين ، وطالبت الحكومة الاردنية مصر بسحب قواتها من اليمن وتوجيهها نحو اسرائيل . وبالفعل سحبت الحكومة الاردنية اعترافها بحكومة السلال ، وفي الوقت نفسه منعت مصر الطائرات الاميركية والبريطانية التي تحمل السلاح الى الاردن بالمرور من اجواء مصر ، وشن الرئيس المصري جمال عبد الناصر هجوما على الملك الحسين اتهم خلاله الاردن بدعم الملكيين باليمن وضرب القوات المصرية هناك ، وفي 23 شباط 1967 استدعى الاردن سفيره من القاهرة ، وبعد ذلك باربعة ايام استأنف الاردن علاقاته مع المانيا الغربية ، التي كان الاردن قطعها مع استجابة لرغبة مصر ، ومسايرة لانحياز مصر للكتلة الشرقية .

وفي 11 اذار 1967 انعقد مجلس الدفاع العربي في القاهرة ، سبقه اجتماع لرؤساء اركان الجيوش العربية ، وقد قدم رئيس اركان الجيش الاردني فيه عدد من المطالب اهمها : المطالبة بان تفي الحكومات العربية بالتزاماتها تجاه الاردن خاصة الالتزامات العربية التي اقرها مجلس الدفاع العربي ومؤتمرات القمة في عامي 1965 و 1966 ، وقاطع الاردن اجتماعات الجامعة العربية بسبب اشتراك احمد الشقيري رئيس منظمة التحرير الفلسطينية فيها ، وهاجم محمود رياض وزير خارجية مصر الاردن في اجتماع الجامعة ، وقرر مجلس الجامعة العربية استبعاد الاردن والسعودية من خطط الدفاع العربي المشترك ( بسبب مقوفها من الانقلابيين الجمهوريين في اليمن) .

وفي تلك الاثناء اتهمت اسرائيل الاردن وسورية ولبنان بالسماح للفدائيين بالانطلاق من اراضيها ، وقدمت اسرائيل شكوى لمجلس الامن حول حوادث شباط ، وفي 5 نيسان 1967 اعلن اشكول رئيس وزراء العدو في الكنيست ان اسرائيل قررت ان ترد على سورية بالطريقة التي تراها مناسبة ، وان الطريق مفتوح الى دمشق .

وفي 7 نيسان قصف الطيران السوري جرارا زراعيا اسرائيلي كان يعمل في المنطقة منزوعة السلاح ، فرد الاسرائليون بنيران المدفية الدبابات ، وظهرت طائرات اسرائيلية يقدر عددها بحوالى 72 طائرة فوق اجواء سورية قصفت ثماني قرى سورية باكثر من الف قنبلة مدمرة وحارقة ، فتصدى السوريون للطائرات الاسرائيلية بحوالى 30 طائرة ، وتمكن السوريون من اسقاط خمس طائرات للعدو فيما خسرة سورية ارع طائرات وقد نزل ثلاثة من الطيارين السوريين بالمظلات في الاراضي الاردنية بعد ان اصيبت طائراتهم ، وقام الاردن باعادتهم الى سورية فورا بامر من الملك الحسين بن طلال ، فيما زعم العدو انه اسقط ست طائرات سورية ولم يفقد اية طائرة.

واغتنم خصوم عبد الناصر الفرصة وقالوا لماذا لم يهب لنجدة سورية وانه يختبيء وراء قوات الطواريء الدولية ، فيما اعلنت الاردن والسعودية وقوفهما الى جانب سورية ، وارسلت سورية الى مصر في 8 ايار 1967 تطلب من مصر مساعدتها في مجابهة العدو ، فيما شن الرئيس عبد الناصر هجوما على الحبيب بورقيبة والملك الحسين بن طلال والملك فيصل بن عبد العزيز .

واعلن اسحق رابين رئيس اركان جيش العدو في 11 ايار 1967 ان اسرائيل ستهاجم دمشق وتقلب نظام الحكم فيها ، واعلن اشكول رئيس وزراء العدو في 14 ايار ان المجابهة مع سورية غدت محتمة ، وهنا تحرك الرئيس عبد الناصر وصب الزيت على النار فاعلن رفع درجة الاستعداد في الجيش المصري ، وزار محمد فوزي رئيس اركان القوات المسلحة المصرية سورية لمدة 24 وزار جبهة سورية وتقدم بتقرير للرئيس عبد الناصر يؤكد عدم وجود اية حشود اسرائيلية على الجبهة السورية ، فيما ابلغت اميركا الروس والدول المجاورة لاسرائيل عدم صحة الانباء السورية التي تؤكد حشد العدو على الحدود السورية ، وكذلك فعل يوثانت امين عام الامم المتحدة ومساعده رالف بانش ، ورغم ذلك استمر حشد القوات المصرية في سيناء ، وقرر عبد الناصر في 16 ايار 1967 طرد قوات الطواريء الدولية الى قطاع غزة والموجودة في مصر من عام 1957 ، الا ان الامم المتحدة ارتأت سحب القوات جميعها من مصر بما فيها غزة وشرم الشيخ ، فانسحبت في 19 ايار وقد ادهش قرار يوثانت بسحب القوات اسرائيل والولايات المتحدة وحاولت بعض الدول ثني يوثانت عن قراره .

وكانت ست دول عربية قد قامت في 18 ايار باعلان التعبئة في قواتها وهي مصر وسورية والاردن والعراق والسودان والكويت .

وقد اقترح الملك الحسين عقد مؤتمر قمة للنظر في الظروف التي رافقت تلك الاحداث ، الا ان سورية ومصر لم تتشجعا لذلك ، فيما وقع انفجار عنيف في بلدة الرمثا على الحدود السورية في 21 ايار 1967 فقتل 21 شخصا بينهم خمسة من رجال الشرطة والجمارك بالاضافة الى 24 جريحا ، فقامت الاردن بالطلب من سفير سورية مغادرة البلاد ، وسحبت القائم بالاعمال الاردني في دمشق .

وفي 22 ايار اعلن الرئيس جمال عبد الناصر في قادة او صوير اغلاق مضائق تيران في خليج العقبة امام السفن الاسرائيلية ، واوفد وزير الحربية شمس بدران الى الاتحاد السوفييتي في 25 ايار ، فتدخل الاتحاد السوفييتي في 28 ايار وطلب من اسرائيل عدم المضي قدما في تهديداتها وابلغ اشكول السوفييت ان الطلقة الاولى تم اطلاقها بحصار خليج العقبة من جانب مصر ، فيما اعلن الاردن على لسان رئيس وزرائه سعد جمعة في 24 ايار وقوف الاردن الى جانب مصر للاعتبارات القومية.

في الحلقة القادمة سنتابع الحديث عن الظروف التي اذت الى الانزلاق الى حرب حزيران . ويمكن القراء متابعة الحلقات السابقة بالضغط على اسم الكاتب ادناه .





  • لا يوجد تعليقات

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة عمون الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة عمون الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم : *
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق : *
بقي لك 500 حرف
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :