facebook
twitter
Youtube
Ammon on Apple Store
Ammon on Play Store
مواعيد الطيران
مواعيد الصلاة
rss
  • اخر التحديثات
  • الأكثر مشاهدة




دولة الرئيس وداعا


د. ماجد الخواجا
01-05-2007 03:00 AM

الآن أعلن اعتزالي غواية الكتابة للحكومة أو عنها.. الآن اتضح عدم جدوى أي شيء.. الآن أتوقف عن كلّ ما أهذي به على صفحات الجرائد.. ما سبب ذلك؟ أبداً لا يوجد سبب محدد، فلم أتلقى أي تهديد مثلاً، ولم أتلقى أي مديح، ولم يعرض عليّ أي منصب، ولم يطلب منّي أي شيء.. لكن وبعد عشرات المقالات التي كتبتها في الحكومة، فإن شيئاً لم يتغيّر، لقد كتبتُ في بداية عهد البخيت دعوة له بزيارة الشعب والمواطن الحقيقي، ثم كتبت له عن الفنون الحكومية مثل الحكومة وفن الطبخ، فن الاستعباط، فن الأفلام، فن الواوا، فن الزواج، فن السخرية، وكتبتُ عن وزارة الخالد في التربية، وعن وزارة التنمية السياسية، وعن وزارة الصحة، ووزارة الأوقاف، ووزارة الثقافة، وأمانة عمّان، كتبتُ عن جورج بوش وعن عايدة، عن العوران وأم العبد، عن مجمع رغدان ومستشفى البشير، عن رفع الأسعار ورفع الأرجل، عن المعارضة والموالاة، عن التعتيم والتنوير، عن هيفا ونانسي، عن الفاسدين والحاسدين، عن النوّاب والأحزاب، عن الشيّاب والشباب، باختصار: كتبتُ في كلّ ما اعتقدت أنه يهمّ المواطن المغلوب على أمره، وفي كلّ ما كنتُ أعتقد أنه يهمّ الحكومة.. لكن وبعد مرور هذه الفترة الطويلة نسبياً في عمر الحكومات لدينا، أعلن توقفي عن الكتابة في الشأن الحكومي تماماً ليس خوفاً ولا تملقاً أو محاباة، ليس يأساً ولا عن قلة حيلة، ليس تغييراً في النهج أو المنهج، لكنها نوع من المراجعة والتقييم.
دولة الرئيس: لقد اكتشفت كم هو سهل علينا أن نقترح، واكتشفت كم هو صعب أن ننفذ، كم هو سهل أن نزاود، والأصعب أن نفاوض، كلّنا أساتذة في اتخاذ القرارات الغبيّة، وكلّنا تلاميذ في صنع القرارات الذكية، كلنّا نتبنى مفاهيم الديمقراطية في أقوالنا، ونرفع عالياً شعارات النزاهة والعدالة والجدارة والشفافية، كلنّا نكافح الفساد والواسطة والمحسوبية والجهوية والمصلحة الشخصية، كلنّا نحرص على مقدراتنا الوطنية، كلنّا نعتني بترشيد الإنفاق وبإعطاء كلّ ذي حقّ حقّه.. كلنّا ننادي بوطنٍ واحدٍ وشعبٍ واحدٍ..
لكن السؤال: لماذا إذاً كلّ هذا الانحدار.. كلّ هذا الخراب، كلّ هذا الفساد..
دولة الرئيس: والله أنني ودائماً أنظر للنصف المليء من الكأس.. لكن حتى هذا النصف تم تلويثه تماماً كما هو الحال فإن قطرة حبرٍ أسود كافية لتصبغ بلونها برميلاً من الماء الصافي..
وداعاً فلا كتابة بعد اليوم عن الحكومة أو لها، لا مديحاً ولا ذمّاً.. لا صراخاً ولا صمتاً.. لا جديّةً ولا سخريةً.. ها هي الساحة أخليها لكلّ الواهمين ولكل المتزلفين ولكل المخدوعين.. سأجلس على الجدار إن بقي هناك جدار وأنظر للأفق البعيد علّه ذات يوم يأتينا بخبرٍ سعيد..
دولة الرئيس: وداعاً لكن ليس على طريقة هرقل عندما ودّع دمشق قائلاً: وداعاً دمشق لا لقاء بعده.. بل أقول وداع للقاءٍ أصدق وأنقى وأقل نفاقاً.. وإنه لقريب بإذن الله...

E-mail:majedkhawaga9@yahoo.com





  • لا يوجد تعليقات

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة عمون الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة عمون الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم : *
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق : *
بقي لك 500 حرف
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :