facebook
twitter
Youtube
Ammon on Apple Store
Ammon on Play Store
مواعيد الطيران
مواعيد الصلاة
rss
  • اخر التحديثات
  • الأكثر مشاهدة




الملك في الوجدان ومِثله لم يَغِب ليعود


د.هشام المكانين العجارمة
05-08-2018 12:47 AM

جلالة الملك - حفظه الله- كان ولا يزال وسيبقى في قلوب ووجدان وأفئدة الاردنيين جميعاً، فهم الأوفياء للعرش والقيادة لأسباب كُثر أولها: أن الاردنيين أوفياء بالفطرة، كما أن العائلة الهاشمية الممتد عبقها لرسول الله أرست نهجاً لم يسبق لأي نظام دولة أن أتبعته في تعاملها مع شعبها، كما لم يقترب ملوك من شعوبهم مثلما اقترب الهاشميون من شعبهم، إذ اتصف تاريخ الهواشم بالتواصل والنبل والتسامح والحِلم، ولم يذكر الزمن تاريخاً دموياً للهواشم الأطهار، كما لم يذكر التاريخ ولن يسجل المستقبل يوماً خروجاً للاردنيين عن مسيرة الولاء للقيادة والانتماء لثرى الاردن الطهور.

وقد يتساءل البعض كيف اكتب هذا المقال بعد عودة الملك لأرض المملكة وفي ذلك أقول: أن كتابتي لهذا المقال هو حديث الشارع الذي لا نزال نسمعه ولم تبدده عودة الملك؛ فلا يزال المشككون يتبادلون أحاديث هي من نسج توقعاتهم ورواسب نياتهم، أحاديث من شأنها إثارة الزعزة في صف الاردنيين ووحدتهم، خاصة بعدما أثار غياب الملك جدلاً واسعاً، وتكاثرت الشائعات حول أسبابه، لا سيما تلك التي اعتبرت أن زيارته الأمريكية مرتبطة بـ”صفقة القرن”، وما رافق ذلك من انتشار لتغريدة الباحث والإعلامي الإسرائيلي، إيدي كوهين - من حساب غير موثق- والتي زعم فيها أن الملك الأردني سعى خلال زيارته لإقناع واشنطن بتسليم ولي العهد الأمير حسين الحكم مقابل تنازلات في “الصفقة”.

ولعل مما زاد من تلك الشائعات وأوجد لها البيئة الخصبة هو استنكار البعض غياب الملك في ظل مواجهة صادمة مع الفساد وأعوانه من جهة ومواجهات مع عصابات داعش من جهة أخرى؟

غياب الملك دستوري، حيث أعطى الدستور الأردني الحق للملك بمغادرة البلاد لمدة تصل إلى أربعة أشهر، إذ تنص الفقرة (ط) من المادة ٢٨ في الدستور الأردني على أنه "إذا اعتزم الملك مغادرة البلاد، يُعين قبل مغادرته بإرادة ملكية نائبا له أو هيئة نيابة لممارسة صلاحياته مدة غيابه، وعلى الهيئة أو النائب مراعاة أي شروط قد تشمل عليها تلك الإرادة، وإذا امتد غياب الملك أكثر من أربعة أشهر، ولم يكن مجلس الأمة مجتمعا، فإنه يدعى حالا للاجتماع لينظر في الأمر".

ومع ذلك أثار غياب الملك وما تزامن معه من أحداث من بينها كشف قضية الفساد المتعلقة بمصنع “الدخان”، التي ما تزال متفاعلة، وتأزم الوضع الأمني على الحدود الشمالية (الأردنية السورية) أثار في أنفس البعض تدشين هاشتاغ مفاده #أين_الملك؟ يتساءلون فيه عن سر غياب الملك كل هذه المدة، كما عبروا فيه عن استيائهم من صمت السلطات وعدم تقديم أدنى توضيح لهم.

وهُنا أقول وأتساءل: ما الذي يمنع الملك أن يقضي زيارة خاصة - وليس إجازة كما وصفها البعض - بعيداً عن أروقة السياسة وأعباء الدولة المثقل كاهل الملك بها طيلة الوقت ! وهل خروج الملك لهذه الفترة حدث جديد! ألم نعرف عن الملك قيامه بزيارات خاصة من قبل!

زيارة الملك عبد الله الثاني إلى الولايات المتحدة الأمريكية تعتبر دورية في مثل هذا الوقت من كل عام، وتأتي ضمن المدة الدستورية المتعارف عليها، طالما أن غيابه لم يتجاوز الأربعة أشهر.

ثم كيف لمن أرسى دولة القانون والمؤسسات أن يخشى على دولة كل فرد فيها يتمثل الملك حاضراً - محبة وولاءً- وإن غاب جسده بضعة أسابيع! ومقابل ذلك من قال بأن الأردن لم يكن في فِكر الملك واهتمامه أيام زيارته الخارجية!

لا أحد ينكر أن الملك - حفظه الله- صمام الأمان للأردن وأهله، وبوجوده يشعر الاردنيون بالإطمئنان، ومقابل ذلك فالدولة الاردنية التي بنيت بجهود الهواشم الاخيار على امتداد حكمهم والشعب الوفي على اختلافه ليست هشة لدرجة أن تتأثر بغياب الملك أياماً معدودة.

الملك اليوم كما الأمس يدرك تماماً أن أردنه عصي على الضياع، وهذا ما يلمسه الملك وعبّر عنه في جُل خطاباته إذ لطالما قال : " لا أخشى على الأردن ،، ثقتي بشعبي كبيرة "

كما يُدرك الملك أن الأردن في قبضة الاردنيين أكثر شعوب الأرض ولاءً وانتماءً وإن علا صوته وكثر استهجانه وزادت أعباؤه وضغوطاته، وخنجر الخراب لن يكون يوماً من الداخل برغم قضايا الفساد الماثلة أعلى الطاولة وأسفلها والتي أعطى الملك لأجلها لرئيس الحكومة الضوء الأخضر لتصفيتها.

الاردنيون كانوا ولا يزالوا يأمنون بالقيادة وشرعيتها منذ فجر الثورة العربية الكبرى، وهذا حال الاردنيين جميعاً من مختلف المنابت والأصول، كما أن الاردنيين لا يرون خياراً لهم بالحكم غير العائلة الهاشمية، وهذا ما يجعل أساس الاردن منيعاً وعصياً على الهلاك أو اللحاق بركب الدول المحيطة التي لم تبنى يوماً على الحب والقناعة فليس من الاردنيين طامعاً بحكم أو راغباً بسيادة بقدر طمعهم باصلاح حقيقي وبتر أيدي الفساد ومحاربة توارث المناصب ومحاربة البطالة وتحقيق العدالة والتنمية الشاملة والعيش الكريم.

أما وقد أنهى الملك زيارته وعاد -بيمن الله ورعايته- فقد كان لنبض الشارع استنكار من نوع جديد، إذ كيف لا يكون للملك استقبال يبث الاطمئنان في قلوب الاردنيين بعد غياب أربعين يوما. وهنا أقول أن هذا شأن الدولة وقد يكون ذلك رغبة من الملك، كما إنني أتساءل: هل لمن يدخل بيته وأسرته احتفال ومراسم! الملك لم يكن يوماً إلّا أحد أبناء الأسرة الاردنية الواحدة المجيدة ولم يتعامل يوماً مع أبناء شعبه إلّا على هذا الأساس، وهذا ديدن الهواشم منذ التاريخ، فالتاريخ لم يذكر والمستقبل لن يسجل غير ذلك.

ختاماً
قد يجري الملك في القريب خطاباً جديداً يبدد فيه مزاعم المشككين، كما قد يشهد القريب تغييرات جديدة واسعة النطاق في مواقع توصف بالحساسة وهذا شأن الملك أولاً وأخيراً رغم القناعة بأهمية ذلك وشغف الشعب لحدوثه.

نهاية حفظ الله الأردن أرضاً وقيادةً وشعبا
الدكتور هشام المكانين العجارمة





  • لا يوجد تعليقات

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة عمون الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة عمون الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم : *
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق : *
بقي لك 500 حرف
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :