facebook
twitter
Youtube
Ammon on Apple Store
Ammon on Play Store
مواعيد الطيران
مواعيد الصلاة
rss
  • اخر التحديثات
  • الأكثر مشاهدة




آب يغرقنا في الإكتئاب


لارا مصطفى صالح
05-08-2018 01:31 AM

كان نورُ الفجر المشبعِ بالضّباب يتسلّلُ مع برودة رقيقة. هدوء صارخٌ عّم المكان؛ الكلُّ نيام حتى العصافير والغربان وطيرُ الدّوري الزقزاق الذي اعتدت سماع تغريده في سِلسلةٍ من الزَّقزقات القصيرة يُطلقها أحيانًا مُتداخلةً في نظمٍ سريع.

الجو ممل للغاية، مشهد السماء المطرزة بالغيوم يقبض الروح. أشعر بحاجة ماسة إلى الشمس..ثقل، عاجزة أنا عن تحديده. آب يغرقني في الإكتئاب أكثر من سواه، لا أظنه اضطرابا في الهرمونات كما قد يعتقد البعض. قد تكون نوبة ذعر من القادم المجهول.

أتقمص ابتسامتي، وابتلع رغبة في البكاء كما ابتلع الطعام على موائد الأصدقاء والأقارب. لا نكهة لطعام هنا بالمناسبة، سوى طعام أمي.

صنعت فنجانا من القهوة، تنقلت بين صفحات المواقع الإخبارية. هنا؛ عوني مطيع والرزاز يشغلان الحيّز الأكبر، وهناك؛ المعارضة تشكل أكبر كيان عسكري معارض لنظام الأسد، أول رحلة تجريبية لقطار الرياض، الكيان الصهيوني يوجه تحذيرا لطهران من مغبة إغلاق مضيق باب المندب المؤدي الى البحر الأحمر. ضحايا تفجيرات، مخيمات اللاجئين، تقارير حولت الأسرى في سجون الطغاة إلى أرقام، محمد صلاح يحقق حلم طفل سوري أثناء وجوده في الولايات المتحدة الأمريكية. أسماء لأشخاص وبلاد وأمراض أعرفها وأخرى لم أسمع بها قط. ما علاقتي أنا بهذا العالم الذي يعج بكل هذه القذارة وهذا الكم الهائل من التفاهة؟ نشأ الكون منذ سنوات لا حصر لها، كان ولا زال غارقا في الظلام وقد يواصل بقائه كذلك إلى ما بعد وفاتي. أتفقد ليث وتاليا وهما نائمان، ما الذي سيحل بهما في المستقبل؟ لمَ يسمح الله بكل هذا الظلام؟

نظرت إلى رسائل الواتساب، لدي واجبات اجتماعية كثيرة، لم أنجزها بعد، وأمور بحاجة للتفكير. الوقت يمضي بسرعة، وعلي تحديد أولوياتي. وماذا عن الكلمات القاسية التي تفوهت بها في سورات غضبي المتتالية خلال الأيام القليلة الماضية، ألا يجدر بي أن أخصص وقتا للتفكير بها؟ توترت للحظة، من أين سأبدأ ومتى سأنتهي؟ حملت لي الريح صوتاً من بعيد. وكقميص يوسف، أرخى -الصوت- آيته على روحي: “لا تفكري، فالتفكير في جواهر الأمور هو الخطأ بعينه!" عند ذاك، أدركت أن لا شيء من ضمن الواجبات تلك مهم فعلا! وما قلته من قاسي الكلام لأي كان فقد كان صادقا رغم قسوته، إذن لا شيء يستحق عناء التفكير أيضا!

ركبت سيارتي، لا أعرف إلى أين أتجه بالضبط، كل ما أعرفه أننا سنغني أنا وعمّان -مهبط الجمال المغسول بالشهد- "إنت خلتني أعيش الحب وياك ألف حب"، وسنطيح بالظلام والوقار المزيف بضربة واحدة!





  • 1 هدي المجالي 05-08-2018 | 01:58 PM

    نفس الاخبار ستكون في اي مكان اخر , ومع ذلك جربي السفر


تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة عمون الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة عمون الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم : *
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق : *
بقي لك 500 حرف
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :