facebook
twitter
Youtube
Ammon on Apple Store
Ammon on Play Store
مواعيد الطيران
مواعيد الصلاة
rss
  • اخر التحديثات
  • الأكثر مشاهدة




العطلة اليوم وعيد الاستقلال غداً


طاهر العدوان
24-05-2009 04:22 AM

اليوم, 24 ايار, عطلة رسمية بمناسبة عيد الاستقلال لكن هذا العيد الذي يُسمّى في بعض البلدان باليوم الوطني يصادف غداً الخامس والعشرين من ايار.

وانا هنا لا اعترض على نقل العطلة من غدٍ الى اليوم, فالمسألة كما هو معروف مرتبطة بقرار حكومي سابق بدمج العطل عندما يعترضها يوم دوام, كما ان تمديد العطلة من الجمعة الى الاحد يرضي معظم الناس, خاصة الذين يخططون لقضاء وقت في فنادق العقبة والبحر الميت وحتى السفر الى الخارج.

كل ما في الأمر أنني سمعت من احد المعلمين انه اجرى خلال حصته اختباراً في الثقافة العامة بين طلابه في مرحلة الاعدادية. وذكر فيما ذكر, ان معظم طلابه أخطأوا في معرفة تاريخ استقلال المملكة, واضاف متعجباً. لا يعرفونه مع انهم يعطّلون فيه كل عام!

بالطبع, لم افاجأ بما سمعت من عوارض نقص المناعة في الذاكرة الوطنية المتفشية بين اجيال المستقبل, فلقد كنا قد نشرنا في العرب اليوم استطلاعاً مماثلاً في الشهر الماضي, عرّف فيه بعض طلاب الجامعات وصفي التل بانه محافظ, ولم يعرف أحد المتنبي الشاعر العباسي الذي ملأ الدنيا وشغل الناس.

كما ان الحق ليس بالكامل على الاجيال التي لا تعرف يوم الاستقلال, آخرون يتحملون جزءاً غير يسير من المسؤولية. وكنت قد علقت على كلام المعلم بالقول: مع الطلبة العذر في ان يجهلوا تاريخ الاستقلال. اذا كانت الاحتفالات بهذا اليوم تتم بالقطاعي فلو عدت الى الصحف قبل اسبوع لشاهدت احتفال احدى المدارس بعيد الاستقلال واذا ما تابعت هذه الصحف فان الاحتفالات ستستمر بعيد الاستقلال الى شهر تموز. من خلال تجمعات مفتعلة يحضرها وزير او محافظ او متصرف, يُبنى بها بيت شعر ويحشد الطلاب قسراً وتلقى عليهم خطب, تدخل من اذن وتخرج من اخرى. ومثل هذه الاحتفالات مثل من يرتدي حلّة جميلة ويشتري الشوكولا في الاول من شهر ذي القعدة ويعلن بانه قرر الاحتفال بعيد رمضان.

كتبت اكثر من مرة في مناسبة عيد الاستقلال خلال اعوام سابقة استذكر فيها تلك الايام التي كنت اشاهد فيها حشود الاردنيين وهي تتدفق بالسيارات وسيراً على الاقدام للوصول الى الشوارع التي كان يجرى فيها عرض عسكري بمناسبة الاستقلال, والواقع, ربما بسبب هذه الذكريات, لم تغادرني يوماً القناعة بان يوم الاستقلال يرتبط بالجيش وبالعروض العسكرية. لكن الذكريات شيء, ووقائع التاريخ شيء آخر, فلقد توقفت العروض بعد حرب حزيران ,67 وعودتها مسألة ليست بيدي, انما هي قرار دولة.

مع ذلك, اجد انه من المهم البحث عن اشكال من الاحتفالات يتحول فيها يوم الاستقلال الى يوم وطني في الشكل والمضمون. مثل ان يجد الاردنيون الدافع والرغبة لكي يصطحبوا عائلاتهم واولادهم الى مكان ما لمشاهدة حدث ما في ساحات وشوارع معينة وفي اليوم نفسه, اي 25 ايار, وبما يشعرهم باهمية احياء المشاعر المشتركة والفرحة الجماعية, والاحساس باهمية المحطات التاريخية في حياة الوطن والدولة والشعب.

زمان, كانت الامكانات متواضعة, مع ذلك وجدت المشاركات الجماعية بعناوين وطنية تعبر عن نفسها كل عام. الكلية العلمية الاسلامية كانت على سبيل المثال, تحتضن مهرجانا رياضياً سنوياً يشارك فيه طلاب مدارس المملكة من جميع المحافظات. فلماذا لا نعيد احياء هذه التظاهرات الوطنية الرياضية والثقافية والفنية في عيد الاستقلال كل عام, وفي يوم 25 ايار لا قبل بيوم ولا بعد بيوم. لماذا لا يتعرف الشعب على بعضه فيشارك طلاب من مدارس الاحياء والطبقات الراقية في عمان مع طلاب من احياء أخرى في العاصمة والمحافظات!!

على كل حال مضمون هذا المقال ليس اكثر من ذكريات وتداعيات ذهنية وخواطر قد لا تجد من يقف عندها في ظل هموم الازمة الاقتصادية. مع ذلك, اجد ان من المناسب قلب صفحة الاحتفالات المجزأة والمكررة بيوم الاستقلال, في المدارس والبلديات والمحافظات بالاسلوب المتبع الذي يجبر الناس على حضور احتفالات تقام في تواريخ متعددة على مدى شهر او شهرين. فاما ان تتفرغ الحكومة لجعل 25 ايار يوماً وطنياً حقيقياً يشارك في احتفالاته الجميع, او ليكن مجرد عطلة , بعد يوم او قبل يوم, حسب رزنامة العطلة الاسبوعية, وهذا لن يغضب احداً!0

taher.odwan@alarabalyawm.net






  • لا يوجد تعليقات

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة عمون الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة عمون الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم : *
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق : *
بقي لك 500 حرف
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :