facebook
twitter
Youtube
Ammon on Apple Store
Ammon on Play Store
مواعيد الطيران
مواعيد الصلاة
rss
  • اخر التحديثات
  • الأكثر مشاهدة




تعليقات ورسائل ولهجات!


26-05-2009 05:21 AM

الكتابة في هذا الموضوع ليست مرتبطة بالحادثة الخاصة بإحدى الفضائيات الاردنية مع احدى العشائر الاردنية الكريمة، لكنها كناية عن ظاهرة تتجاوز الاردن لتكون حالة عامة، وهي الشريط, او اكثر من شريط, الذي تستعمله بعض الفضائيات العربية ليرسل الناس ما يريدون من كلام وتحيات وعشق وأرقام هواتف وغيرها من الاشياء، وهي طريقة تعتقد هذه الفضائيات انها تجلب لها جمهورا وبخاصة من الشباب كما انها مورد مالي لأن من يرسل رسالة يدفع ثمنها من فاتورته الهاتفية وللفضائية حصتها.

وربما علينا ان نفرق بين حرية التعبير وسقف الحريات وبين ان تفتح الباب امام مراهقين ومراهقات ليقولوا كلاما مدفونا, او لتصبح بعض الفضائيات مكانا لترويج الرذيلة, واحيانا للشتائم السياسية والطائفية، واحيانا لخلافات كروية تصل في نهاياتها ان تشعر انك في "غرزة" حشيش او مكان تجمع غير سوي من تطرف الكلام اخلاقيا واجتماعيا.

لو كان الامر نقاشا في قضايا السياسة او قضايا المجتمع والاقتصاد لقلنا انها مناسبة للتعبير وإعطاء الناس حقهم, لكن ان ترسل ما تريد من كلام دون رقيب او حسيب او تمارس الغزل وأحيانا بناء شبكات العلاقات غير السوية او ان تشتم باسم مستعار فهذا اشاع نهجا رديئا والمبرر استقطاب المشاهدين والحصول على دخل مالي.

ولعل هذا الداء وصل الى بعض القنوات التي تبث للأطفال لتجد على الشريط رجلا او ربما امرأة يرسل رسالة يقول فيها انه رجل متزوج وانه مقتدر ماليا ويريد الزواج مرة اخرى، وتقرأ جدلا حول الفكرة في قناة تبث لأطفال صغار، طبعا الجميع يقرأ على بعض القنوات العربية شريطا كله غزل وكلام لا يليق أن يقرأه احد, وتشعر أنك في نادٍ ليلي وليس على قناة فضائية، وللإنصاف فإن القنوات العريقة المحترمة ذات الحضور تبتعد عن هذا, لكن القضية في القنوات الجديدة التي تبحث عن مكان لها وتعتقد ان هذا اللغو واستثارة غرائز الشباب هو الطريق للحصول على جمهور او اموال.

ويزيد الامر سوءا أن يكون الشريط من التعليقات مفتوحا لأي كلام حتى لو كان يسيء إلى فئات اجتماعية او يثير نعرات اقليمية او جهوية، وكل هذا يجعل من الفضائيات التي تمارس هذا تخرج عن رسالة الإعلام إلى دور المحرض على الرذيلة احيانا او إشاعة الفتن والمشكلات.

ولعل التعليقات ايضا من الملاحظات التي ترافق عمل الصحف والمواقع الالكترونية في عالمنا العربي، فالبعض فهم حرية التعبير ان تعلق على الخبر أو المقال بأن تقول ما تشاء وتشتم وتفتري وتتحدث من دون رقيب أو حسيب, وتصفي حسابات وليس مطلوبا منك اثبات شخصيتك أو أي شيء, فأنت تكتب ما تريد وهم ينشرون، ولهذا غاب النقاش الحقيقي للمادة الصحافية على الصحف والمواقع، وترى احيانا من يهاجم كاتب الخبر او شخصية الخبر لكنه لا يناقش علميا ما هو مكتوب، تماما مثل أن يقف شخص في الشارع وكل من يمر يضربه ويشتمه دون ان يعلموا عنه شيئا، والمضحك ان "شخصا نشيطا" يمكنه أن يكتب عشرات التعليقات على مادة في صحيفة أو موقع إلكتروني ويعطي انطباعا ان المكتوب عنه شيطان رجيم ويرسل بحقه كل الاتهامات أو يحوله الى رمز وطني ومن لا يعرف الحكاية يعتقد ان الشعب كله مع او ضد هذا الشخص.

الحفاظ على اعراض الناس وعدم تحويل الإعلام الى تحريض على الرذيلة او الفتن او منبر للشتائم والمدائح كل هذا من حرية الإعلام، أما الرأي الذي يناقش القضايا العامة ويعطي رأيا أو تقييما فهذا جميل وضروري، لأن التجاوز من المداخل التي يستعملها أعداء الحريات للتضييق فلا تعطوهم الفرصة والأهم أن نحافظ جميعا على رسالة الإعلام بكل اشكاله.

وربما يلاحظ الكثيرون ان فضائيات عديدة في عالمنا العربي ومنها بعض ما لدينا تحاول استنساخ النموذج اللبناني في اللجهة معتقدين ان هذا يجلب مشاهدين، وربما ينسى هؤلاء ان اللهجة اللبنانية التي تتحدث بها مذيعة لبرنامج منوعات لا تختلف كثيرا عن لهجة رئيس الوزراء او سعد الحريري او قيادة حزب الله لأنها لهجة المجتمع وهي ذات اللهجة التي تدير بها فتاة حوارا سياسيا مع رئيس الجمهورية مع فارق في بعض الحركات، لكن لهجة لبنانية على مذيعة اردنية او من أي بلد آخر مع بعض اللباس غير المفهوم لا تعني مشاهدين جددا أو شعبية بل تقليد اعمى وأسلوب ممجوج.

ختاما، يبقى الاعلام مضمونا، وليس لباسا فاضحا او كلاما فيه ميوعة، وليس شريط رسائل بلا معنى أو غزلا رديئا أو تعليقات بلا اسم للهجوم والتجريح بعيداً عن النقاش الجاد.

sameeh.almaitah@alghad.jo





  • لا يوجد تعليقات

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة عمون الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة عمون الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم : *
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق : *
بقي لك 500 حرف
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :