facebook
twitter
Youtube
Ammon on Apple Store
Ammon on Play Store
مواعيد الطيران
مواعيد الصلاة
rss
  • اخر التحديثات
  • الأكثر مشاهدة




قسوة من نحب


سهير بشناق
17-08-2018 01:19 AM

لا تعلم كيف تغيرت احلامها واخذت مسارا اخر الا انها كانت تحلم بحياة مختلفة مع رجل جاء الى حياتها بشيء ما اسمه الحب .. ليكون هذا الحب محملا بقسوة ذكورية غيرت حياتها .

امنت بالحب ،وبقدرته على ان يغير الانسان كانت تعلم انه يحمل باعماقه فكراً ذكورياً لا يخلو من القسوة برغم انه يحبها ،لكنها اعتقدت ان الايام ستغيره وسيكون اقل قسوة وفهما للمراة ومشاعرها لكنه لم يتغير

لم يتمكن الحب ان يغير فكر عاش به لسنوات طويلة بحياته يشترك هو ورجال كثيرين به

فالرجل عليه الا يتنازل للمراة وان كان يحبها .

الرجل لا يستطيع ان يظهر حبه للمراة ويعبر عن مشاعره ولو ملكت عمره كله

فهذا يعتبر انتقاصا من رجولته وفهما خاطئاً للحب الذي يحتاج ليبقي حيا العطف والحنان والقدرة على التعبير عنه ...

لكنها كانت تعيش معه اياما محملة بقسوة تؤلمها وتضعفها عاما تلو الاخر

لم يكن قادرا على الاعتذار لها ان اخطأ.

ولم يكن قادرا على تبديد الالامها منه في كل مرة يزداد بها قسوة ليبقي على رجولة لا تعني ابدا بحياتها ان يكون قاسيا

لم تحيا معه كما كانت تريد وتتمنى :

كان يخجل من التعبير عن حبه لها ..ولو بتفاصيل صغيرة تفرح كل امراة .

كان يؤمن بان المراة هي التي تمتلك حق الاعتذار فقط ،وهي التي تمتلك القدرة على التنازل لتبقي على حياتها فالرجل بعالمه لا يكون انسانا قادرا على تلمس مشاعر من يحب وتبديد آلالامها واشعارها بقيم الحب والحنان والعطف .

اتعبها هذا الحب :

لتشعر بانه يتهاوي من قلبها شيئا فشيئاً دون ان تتمكن من فعل شيء لانقاذه

اتعبها هذا الرجل :

وهي التي تنازلت كثيرا لتبقي عليه وعلى هذا الحب الذي جمعهما سوية .

..واتعبها هذا الرجل الذي لم يشعرها سوى انها امراة ضعيفة تحتاجه دوما وتتنازل عن اشياء كثيرة بحياتها كي لا تخسره

لكن هذا التعب اوصلها لمرحلة الخيارات بين الاستمرار او الرحيل تاركة وراءها كل شيء علها تشعر بالراحة ...

كلما تلمست قسوته وكبرياءه المزيف المتوارث من عادات تجرد الرجل من المشاعر ادركت كم يخطئون بتنشئة الرجل الشرقي .

كم يعلمونه ان الحب جميل لكن التعبير عنه يضعفه ويتعارض مع رجولته...

يعلمونه ان المراة من طبيعتها التنازل وهي تتقن فن الاعتذار وان هذا لا يمس كرامتها ووجودها بل هي مطالبة به لتبقي على حياتها وعلى من تحب .

يعلمونه ان البكاء في محراب الحب ولاجل من نحب ضعف على الرجل ان يبقي بمنأى عنه ليحتفظ برجولته حية

يعلمونه ان التعبير عن المشاعر بتفاصيل صغيرة لمن نحب ضعف وانهزام لا يليق بالرجولة

يعلمونه بانه يجب ان يكون منتصرا دوما بجميع مراحل الحب وان خسارة من نحب بسبب عنادنا وكبريائنا لا تزيدنا الا قوة ...

يعلمونه ان المراة هي الكائن الاضعف وهي التي تحتاج دوما لمن تحب وللرجل لتشعر بالآمان والاستقرار

يعلمونه كل شيء الا ان يكتشف الحب كما هو :

يعلمونه كل شيء ويتجاهلون طقوس الحب التي لا تحتاج الا لقلب محب ومشاعر صادقة ونفس تؤمن بان ذاك الحب يستحق منا ان نكون مختلفين نمتلك قدرا كبيرا من العطف والحنان ليستقر بقلوبنا وياخذنا الى مساحة اخرى غير التي نحياها ..

كم تمنت ان تكون امراة تحيا بالحب بكل تفاصيله لا ان يتعبها هذا الحب ولا تجد امامها سوى خيارات الابتعاد لتحافظ بما تبقي لها من قدرة على الاستمرار بعد ان تعلمت كيف تكون القسوة لمن نحب

وكيف نستبدل طقوس الحب الجميلة بكل ما يمكنه ان يزرع بقلوبنا الالم والتعب ويبدد آمالنا بالعمر

كم تمنت ان تحيا معه وبه لكن بفكر مختلف وبنظرة اكثر عمقا للحب وللمرأة التي لا يمكنها العيش بقسوة مستمرة وبحياة تخلو من كل معاني الحب ...

فالحب بنهاية الامر لا يحيا بالقلوب فقط هو يحتاج لان نمنحه الحرية ليعيش ،وبان نعبر لمن نحب بمكانتهم بقلوبنا بان نشعرهم بانهم كل ما نملك وان الحياة بدونهم اكثر شقاءا دون خوف ودون ان نكون مسكونين بفكر وعادات كل ما تفعله ان تسلبنا ذاك الحب وتلك المشاعر الجميلة التي خلقت لتعاش لا لتبعدنا عمن نحب وتشقينا بهذا العمر .

وهي لا تملك اليوم سوى قرار الابتعاد وخيارات كانت تعتقد انها لا تقوي على اتخاذها لكن قسوة من نحب وابتعادهم عن قلوبنا ونفوسنا وغربتهم عن ايامنا واصرارهم على عدم منحنا ما نستحق، من مشاعر لا نملك امامها سوى الرحيل فالعمر لا يتسع لكل هذا التعب والالم والحياة تعاش مرة واحدة فقط .

اوراق متعبة FACEBOOK»

الراي





  • 1 متابعة 17-08-2018 | 10:20 AM

    مقال واقعي وأليم يتحدث عن المشاعر التي لا يجرؤ معظم الناس أن يفصحوا عنها !!
    اذا كان الإنسان غير قادر أن يُفصح عن مشاعره ، فكيف يستطيع أن يحيا ؟؟


تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة عمون الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة عمون الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم : *
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق : *
بقي لك 500 حرف
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :