facebook
twitter
Youtube
Ammon on Apple Store
Ammon on Play Store
مواعيد الطيران
مواعيد الصلاة
rss
  • اخر التحديثات
  • الأكثر مشاهدة




ماذا تعني (التبادلية)؟


صالح القلاب
27-05-2009 06:36 AM

مع اقتراب موعد مجيء باراك أوباما الى القاهرة للإعلان عن التصور الذي توصلت إليه إدارته، بعد كل الجولات التي قام بها مبعوثه جورج ميتشل في هذه المنطقة ، هناك أحاديث باتت تتردد حول شيء اسمه ''التبادلية '' والذي هو ترجمة أخرى لذلك المصطلح الشهير الذي كان أطلقه هنري كيسنجر في بدايات مفاوضات كامب ديفيد المعروفة: ''خطوة بخطوة ''.

يفهم مما قيل حول '' التبادلية '' إنه إذا خطت إسرائيل خطوة الى الأمام فإنه على العرب وليس الفلسطينيين فقط أن يردَّوا عليها بخطوة مماثلة أي أنه إذا وافقت الحكومة الإسرائيلية، سواءً هذه الحكومة أو أي حكومة بديلة أخرى، على مبدأ حلِّ الدولتين فإنه على الدول العربية كبادرة حسن نوايا ان تفتح أجواءها أمام الطائرات الإسرائيلية وأن تسمح لسفن إسرائيل التجارية بالرسوِّ في موانئها بالنسبة للدول التي لديها موانىء.

وحقيقة ان هذه المسألة مقبولة ومعقولة إن هي جاءت في سياق تصور شامل لمحطات تنفيذ مبادرة السلام العربية وبضمانة أميركية وهنا فإنه يجب إدراك أنه من غير الممكن تبليع هذه المبادرة للإسرائيليين دفعة واحدة كتبليع مريض '' برشامة '' أو حبة دواء فالمواقف متباعدة جداً والثقة معــدومة تماماً وتجسير هذه الهوة الواسعة بين إسرائيل والعـرب يقتضي مثل هذه '' التبادلية '' ويقتضي الأخذ بطريقة '' الخطوة بخطوة '' التي إتبعها هنري كيسنجر في المفاوضات بين حكومة مناحم بيغن الإسرائيلية وإدارة الرئيس المصري محمد أنور السادات فأنجزت معاهدة كامب ديفيد التي إستعاد المصريون وفقاً لها كل ذرة من ترابهم المحتل.

لنفترض جدلاً أن الإسرائيليين، بعد الإستماع لما سيقوله أوباما في القاهرة في الرابع من حزيران (يونيو) المقبل، أعلنوا موافقتهم على إنْ ليس على كل ما جاء في مبادرة السلام العربية فعلى بعض ما تضمنته ومن بينه إقامة دولة فلسطينية وبالمواصفات التي تضمنتها هذه المبادرة الى جانب الدولة الإسرائيلية... فما هي الخطوة التالية يا ترى وكيف ستتم المفاوضات وعلى أي إساس وبأي طريقة...؟!.

إن مسألة '' التبادلية '' هذه بالإمكان التعاطي معها بل والأخذ بها وفقاً لضمانات أميركية واضحة ووفق برنامج زمني محدد يستند الى هذه الضمانات فالحلول الصعبة ليس في بعض الحالات وإنما في كل الحالات تحتاج الى عمليات تجسير بين مواقف الأطراف المختلفة وتحتاج الى خطوات تمهيدية وخطوة مقابل خطوة ويقيناً أنه بغير هذا لن تكون هناك لا عملية سلام ولا إنهاءٌ لهذا المأزق التاريخي العالق في عنق الزجاجة.

إنه مع العرب كل الحق ان يرفضوا أي مبادرة جديدة وأن يرفضوا الذهاب لمؤتمر دولي جديد يكون نسخة أخرى عن مؤتمر مدريد فهذا تعويم للأمور وأنه من حق العرب أيضاً ان يرفضوا أي خطة أخرى فهناك إتفاقيات أوسلو وهناك القرارات الدولية وهناك خارطة الطريق وهناك تفاهمات أنابوليس وهناك مبادرة السلام العربية وهذا كله يكفي للذهاب الى التنفيذ والإتفاق على الخطوات الموصلة الى الحل المنشود وكل هذا يجب ان يكون مرفقاً بجدول زمني محدد وبضمانات أميركية ودولية واضحة.

أما بالنسبة لـ '' التبادلية '' أو '' خطوة بخطوة '' فإنها ليست لا خطة جديدة ولا مبادرة أخرى إنها تحديد لطريقة تنفيذ ما سيتم الإتفاق عليه وهذه مسألة ضرورية ولابد منها وبخاصة إذا كان هناك جدول زمني محدد وإذا كانت هناك ضمانات أميركية ودولية واضحة.






  • لا يوجد تعليقات

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة عمون الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة عمون الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم : *
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق : *
بقي لك 500 حرف
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :