facebook
twitter
Youtube
Ammon on Apple Store
Ammon on Play Store
مواعيد الطيران
مواعيد الصلاة
rss
  • اخر التحديثات
  • الأكثر مشاهدة




حاصِروا اسرائيل قاطِعوها


طاهر العدوان
29-05-2009 06:23 AM

عندما فازت حركة حماس بالانتخابات في فلسطين المحتلة, واكتسحت اغلبية مقاعد المجلس التشريعي وشكلت حكومة وحدة وطنية برئاستها, تدفق سيل عارم من دموع التماسيح بكاء على السلام الضائع في الشرق الاوسط الذي بات تحت رحمة (المتطرفين الاسلاميين), مع ان اول كتاب رسمي تسلمه الرئيس الفلسطيني محمود عباس من رئيس وزرائه اسماعيل هنية (ممثل حماس) هو التزام الحكومة الجديدة بما التزمت به منظمة التحرير.

غير ان كل هذا لم يغفر لحكومة فلسطين الحماسية (المنتخبة ديمقراطيا) عند اهل الديمقراطية وسدنة العالم الحر. فانطلقت الدعوات من كل صوب بما في ذلك عواصم عربية تندد بالحكومة وتدعو لمحاصرتها وتهديدها بأشد انواع العقاب بالزعم انها تهدد مسيرة المفاوضات.

نتوقع من باب الاخلاق والمنطق والمصالح ان نشاهد حملة دولية واقليمية مماثلة ضد حكومة نتنياهو الجديدة, بعد ان قدمت اوراق اعتمادها بانها ليست حكومة سلام مع الفلسطينيين ولا مع اي احد آخر. فهذه الحكومة منشغلة بجدول اعمال; البند الاول فيه طرد فلسطينيي 48 من اسرائيل, والبند الاخير فيه صناعة وطن للفلسطينيين خارج فلسطين, لان الضفة والقدس المحتلتين هما للمستوطنين واليهود وليستا للفلسطينيين!! .

من باب الامل, نتفاءل بتصريحات ادارة اوباما ضد الاستيطان ونرى فيها (حركة ما) باتجاه مواجهة مع حكومة اسرائيل. لكن ما هو كارثي ان يقتصر الدور العربي الرسمي في هذه المرحلة على المشاهدة والانتظار, وكأن القضية لا تخص غير واشنطن وتل ابيب. اقول هذا موقف كارثي; لان ادارة اوباما, لن تذهب بعيدا في اي مواجهة مع اسرائيل اذا لم يشعرها العرب بمواقف معلنة وملموسة بان المصالح الامريكية في المنطقة مهددة بسبب رفض اسرائيل للسلام المقبول فلسطينيا ووفق القرارات الدولية.

مطلوب من النظام الرسمي العربي, في مقدمته مصر والاردن والسلطة الوطنية, الاعلان, قبل او بعد موعد إلقاء اوباما خطابه المنتظر في مصر بان العرب سيُقْدمون على اتخاذ قرارات حاسمة بمقاطعة وحصار لاسرائيل, بما في ذلك عودة العمل بالمقاطعة الاقتصادية, وحجة العرب الرسميين جاهزة لذلك وهي (1) ان العواصم التزمت بمقاطعة حكومة حماس سياسيا وحتى حصارها اقتصاديا وانسانيا من اجل (عيون) عملية السلام, فلماذا لا تفعل الشيء نفسه تجاه الحكومة الحالية في اسرائيل. (2) لان اسلوب المقاطعة اصبح أداة دولية شرعية معمولا فيها في النظام الدولي ومن قبل مجلس الامن عندما يتعلق الامر بالسلام والامن والاستقرار الدولي.

حاصِروا اسرائيل وقاطِعوها, هذا الحد الادنى المطلوب من العواصم العربية, الذي تمليه عليها واجباتها القومية والدينية والاخلاقية اضافة الى ما تمليه عليها مصالحها الوطنية وكرامتها ومستقبل شعوبها. قاطِعوا حكومة اسرائيل دبلوماسيا, وسياسيا واقتصاديا لان استقبال نتنياهو في القاهرة وعمان لم يزده الا تعجرفا, ولم يدفع حكومته ونوابه الا الى ركوب خيول التطرف والعنصرية.

قاطِعوها الان قبل الغد, لان مثل هذا الموقف العربي الضاغط فقط هو الذي سيجعل من توجهات اوباما سياسات جريئة ضد اسرائيل وربما تجعل منه ايزنهاور آخر.

taher.odwan@alarabalyawm.net





  • لا يوجد تعليقات

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة عمون الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة عمون الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم : *
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق : *
بقي لك 500 حرف
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :